
22 أيار 2025
تحية عرفان من لبنان إلى صانع “أزهار الحرف”:
إلى الأستاذ الفاضل ناصر رمضان عبد الحميد، مؤسس مجلة “أزهار الحرف”:
تحية من القلب، يطيب لها أن تعبر الحدود والمسافات، لتصل إلى مصر الحبيبة، أرض الكنانة، ومنبع النور والحرف.
حين نشرتَ مقالتي المتواضعة عن “نادي الكتاب اللبناني” على صفحات مجلتكم الغرّاء “أزهار الحرف”، لم يكن ذلك مجرد نشر لمحتوى مكتوب، بل كان احتضانًا لفكرة، وتكريمًا لتجربة وجدانية، ونفحة من كرم الكبار الذين يؤمنون بالكلمة رسالة وبالروح وطنًا. فلَك مني أصدق مشاعر الامتنان والاعتزاز.
لقد أبهرتني مجلتكم المتميزة، لا بما تحمله من زهور الحرف وحسب، بل بما تعكسه من عمق ثقافي ونبض أدبي حي، وبما تحمله من تطلّع جاد إلى دعم الكلمة الأصيلة والموهبة النقيّة. وإنّي إذ أتابع نشاطاتكم الفكرية والأدبية، أرى فيكم منارة تُضيء الدرب للكتّاب والشعراء، وتجمع الشتات العربي على مائدة واحدة: مائدة الأدب الصادق، الحر، النبيل.
إن مبادراتكم في دعم الأقلام الواعدة، ولا سيما النساء منهن، وما أنجزتموه من موسوعات وتكريمات وملتقيات، هو جهد يُشكر عليه، ويدخل في سجلّ الكبار من صُنّاع الحرف والمعنى.
وإني، يا ناصر الأدب والفكر، أضع قلمي وقلبـي في خدمة مجلتكم متى رغبتم أو شئتم، في مجال الكتابة أو التدقيق أو الإسهام بما ترونه مناسبًا. فمَن يَسلك طريق الكلمة الحرة، لا يتوانى عن أن يكون رفيقًا لصانعي النور مثلكم.
ولا يسعني هنا، إلا أن أُجدّد حبي وتقديري لمصر الغالية، بلادكم التي أنجبت الجهابذة من أهل الفكر والأدب، فها هو طه حسين ما زال أستاذًا لأجيال لا تُحصى، وأحمد أمين صوت الضمير العقلي، ونجيب محفوظ بطل الرواية العالمية، والعقاد قلعة الفكرة والإرادة. وكيف أنسى شوقي أمير الشعر، وحافظ إبراهيم شاعر النيل، وقد ملآ الدنيا وشغلا الناس.
ختامًا، أوجّه إليكم دعوة من القلب إلى لبنان، بلد الأرز والضيافة، فلكم في جبله بيت مفتوح، لا يُقفل بابه أمام من أكرمنا بالكلمة والاحترام. بل أقولها كما أشعر بها: لكل عربي أصيل من أمتنا المجيدة بيت في روحي قبل أن يكون له بيت في ترابي.
دمتَ بخير أيها السيد الكريم، ودامت “أزهار الحرف” منارة لمن يعشقون الأدب ويؤمنون بالإنسان.
المخلص:
فاروق غانم خداج
لبنان