عيد التحرير
حين تغني الأرض مجدها
الخامس والعشرون من أيار
وشم خالد على جبين الزمان
نُقش بحبر البطولة
فوق جدار الأرض
أسطوانة مجد
ترتل في أذن التاريخ
تعزف نشيد الرجوع من الرماد
ترنّم للتراب أنشودة الانتصار الأبدي.
تتفتّح الأزهار كأنها تستفيق من حلم طويل
تفوح بعطر الدم المعتق
ذلك الدم الذي سكن القوارير الطاهرة
صار مسكًا يبجّله النسيم.
الجبال تنهض من صمتها
تتوّشح الوقار
تلبس عباءة الصمود
المطرزة بعرق الرجولة
بيروت تفتح نوافذ الضوء
تنادي الشمس كي تكتمل القصيدة
الجنوب يعانق السماء هامسًا:
هنا خطونا
هنا انتصرنا
وهنا نثرنا القصائد فوق التلال
هذا التراب
الذي خبّأ الورود بين أضلعه
ينادي العابرين:
لا تركعوا إلا للكرامة،
لا تسجدوا إلا للحرية.
أيها الوطن
يا من ذاق المر وابتسم
يا مئذنة الشهداء في سماء العز
في عيدك
تعانق الأمهات راياتهن بلهفة المشتاق
وتنبت في صدور اليتامى
شمس من دموع الكبرياء.
لبنان
يا قصيدة لا تموت
يا وترًا لا ينكسر
وأيار
بيت شعر تكتبه الأرض
بمداد الدموع
دموع من فخر
ونشيد من كرامة.
