أكسجين مصر
الأعلامية الكاتبة الصحفية/ دعاء مصطفي عبد الباقي
علم العمران البشري ما بين ” الريف ” و ” الحضر “
يبحث علم الاجتماع ” العمران ” البشري في نشأة وماهية الأشياء بين البدو والحضر .
فالإنسان عملة واحدة مشاركة بين كافة المجتمعات ولد بفطرة بريئة إلا أنه بيئته ذات التغيرات المجتمعية السائدة والمتغيرات الاجتماعية المكتسبة هي ما تشكل شخصيته وكيانه الذي يبدو عليه فيما بعد
لا سيما أن ” إنسان الريف والبدو ” يختلفان عن ” إنسان المدينة العصري ” فالعقل واحد بينما التفكير يختلف وذلك حسب :
١- طبيعة النشئة والمجتمع المحيط من ( عادات وتقاليد مكتسبة ) مأكل ، مشرب ، ملبس وغيرها من الأشياء السائدة في المناسبات مثلا .
٢- تعليم مدرج وأهداف مختلفة طبقا للطبيعة المتغيرة بين ( الريف ، البدو ) فالغالب النشئة في أسرة لن تحظي بتعليم فيتبعهم أو يحظي بتعليم طفيف ( محو الأمية ) بعكس ( إنسان المدينة المتمدن ) المستحدث .
فالفرد بالريف ومجتمع البادية قد يمتلك ( كوخا ) من الخوص أو بيتا من ( الجريد ) يتمتع بفطرة سليمة ربما لا تتعدي أهدافه سوي الحصول علي قوت يومه الذي يكفيه وأسرته الصغيره .
إلا أن الفرد في ( الحضر ) مجتمع المدينة قد ينشأ في منزل شاهق ولديه أسرة متعلمة يتعلم ويدرس ويتخرج من الجامعة ويحظي بمجتمع منفتح في التعليم والفكر .
تسمو أهدافه بعيدا لأن يصبح ذات اسم وشهرة في مجتمع رجال الأعمال والاقتصاد والسياسة وغيرها .
لذا فيحاوطه بشر ذات ( سعرات حرارية ) تحظي بجشع واستغلال وحقد وحسد وغيرها من الصفات السيئة تسعي للزج به في ” منحدر باهت ” سعيا لتقلد المناصب العليا فيحبط من هذا العالم الشائك ذات المصالح والرشاوي المقننة في شكل ( هدايا ) .
لتكون نتيجة علم العمران البشري هي ( فانتازيا الإنسان رمادي اللون ) الذي يجمع بين فطرة الريف الطيبة النقية وفطرة الحضر ( المكتسبة ) الملوثة بالأطماع .
وحقيقة الأمر أننا نرغب في مجتمع يحمل اسم ( ريف حضر ) خالي من ( الدسم ) من الكراهية كي نعيش بهدوء ، ينعم بمستحدثات العصر الحديث ليحقق أحلامنا وامانينا في الحياة .
فنحن بحاجة ماسة لإنتاج ( بشر ) من نوع جديد تماما ينعم بفطرة سليمة ذات أهداف سامية .
