
“وفي الخيال حياة”… حوارٌ مؤجّل مع نجيب محفوظ
سلوى (من المغرب، كاتبة قصص قصيرة):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بعد عامٍ كاملٍ من الصمت…
أحيّيكم، وأبعث إليكم بمودّتي الخالصة.
أنا سلوى من المغرب، أكتب القصص القصيرة بشغفٍ لا يخفت.
وقد انتظرتُ طويلاً ردّكم الكريم، على أمل أن يحظى صوتي المتواضع بإصغائكم النبيل.
يا سيدي،
لقد أنهيتُ مؤخراً مجموعتي القصصية الجديدة،
وما رغبتُ إلا أن أسمع رأيكم فيها،
وإن لامستْ شيئاً من ذائقتكم الرفيعة،
فكم يشرفني أن تكتبوا لها تقديمًا،
تلك البصمة التي ستكون لي شهادة عمرٍ، ووسام اعتزاز.
نجيب محفوظ (بخيال الحلم):
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا سلوى،
مرحباً بكِ من قلب القاهرة إلى روح المغرب النابضة.
أما عن عام الانتظار،
فهو ليس زمناً ضائعاً ما دام فيه شوقٌ للكلمة،
وإصرارٌ على طرق أبواب الكتابة…
ذلك الشغف الذي لا يصدأ، هو بداية كل حكاية تستحق الحياة.
يا سلوى،
أنا من المؤمنين بأن القصة لا تولد على الورق، بل في القلب،
فإن كانت قصصكِ تقول ما لا يُقال،
وتنصت لما لا يُسمع، وتبوح بما يُكتم،
فهي إذن جديرة بأن تُقرأ، وتُحتفى بها.
أرسليها، وسأقرؤها لا بعين الناقد المتعال،
بل بعين القارئ الذي يبحث عن نبضٍ جديد في الحكاية.
وإن وجدتُ فيها الصدق، والخيال، والإنسان،
سأكتب لكِ مقدّمة من القلب…
لا مجاملةً، بل لأنكِ تستحقين أن يُضاء اسمكِ في درب السرد.
كل التوفيق لكِ،
يا من جعلتِ من الانتظار حكاية، ومن الإصرار صوتاً.
— نجيب محفوظ