في رحاب الكلمة، حيث تتقاطع البلاغة مع سيمياء المعنى، ونبحر في عوالم القصيدة الحديثة بين الرمز والدلالة، نلتقي اليوم شخصية أكاديمية لافتة، جمعت بين عمق البحث العلمي، وثراء التجربة التدريسية، ودقة الاشتغال النقدي.
الدكتورة ندى محمد صالح
، الأكاديمية السورية، المتخصصة في الأدب الحديث، والحاصلة على الدكتوراه من جامعة دمشق عن أطروحتها الموسومة بـ”سيميائية الدلالة في القصيدة السورية الحديثة (1975–2000)”.
خبرتها الممتدة بين جامعات متعددة، ومؤسسات أكاديمية وثقافية، جعلتها اسماً مرموقاً في فضاء اللغة والنقد.
ساهمت في إثراء الحقل البحثي بعدد من الدراسات المحكمة المنشورة في مجلات علمية رصينة، وشاركت في مؤتمرات وملتقيات تعنى باللغة العربية وآدابها، وخصوصاً في مجال تعليم العربية للناطقين بغيرها.
في هذا الحوار، نفتح معها نوافذ على تجربتها، ونسألها عن رؤيتها للغة، والقصيدة، والبحث العلمي، في زمن تتقاطع فيه المعارف وتتبدل فيه المعايير.
حاورتها جميلة بندر
…………………..
1.ما الذي دفعك لاختيار تخصص اللغة العربية وآدابها،
– لم تكن العربيَّة شغفي، بل كان دراسة الهندسة، غير أنَّ آيةً من القرآن الكريم، استطاعت أن تقلبَ مساري، إضافةً إلى قولين لمفكرين أسسا بنياني المعرفي، فأمَّا الآية هي قوله تعالى( ومن آياته اختلافُ ألسنتكم وألوانكم)، فحيث أنني أقارب كتابي المقدَّس بقلب طفل، ذهب خيالي إلى مكعباتي الصغيرة الملونة، وكأنَّها الأبجديَّة، التي كلَّما غيَّرتُ مكانها وألوانها أعطتني شيئاً جديدا،ً فعلاً بدأ الشغف باكتشاف اللسان، والأبجدية من هنا، أما المفكرَين فهما أوَّلاً الإمامُ علي (ع) في كلامٍ له يقول فيه: ( تكلَّموا تُعرفوا فإنَّ المرءَ مخبوءٌ وراء لسانه)، أذهلني هذا القول، وكلما تقدَّمت بالعلم أعودُ إلى سبع كلماته فأُذهلُ أكثر، أخيراً قول السيَّد المسيح (ع) (في البدء كانت الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله)، كل هذا وأكثر حرَّك الشَّغفَ نحو العربيَّة بوصفها إنساناً، وبوصفها علماً عميقاً جداً، فقد صدق الشيخ الرئيس (ابن سينا) عندما سئلَ عن الطب فقال: (المشكلة ليست في الطب، المشكلة في الأدب)
2 كيف تصفين تجربتك الأولى في جامعة دمشق بوصفك مدرِّسة فيها سابقاً؟
– كانت من أهم التجارب العلميَّة التي عشتها، ذلك لأهميَّة الاختصاص، ولتميُّز الطلبة، وهم طلاب كلية التربية، قسم معلِّم صف، السنة الأخيرة، مما يعني أنني في تجربتي الأولى أقاربُ معلمين يستعدون للخروج نحو الحياة، ففي المحاضرة الأولى دائما أقومُ بوضع الأسس العلميَّة أمام الطلبة، وتوصيف المنهج، والمحتوى العلمي، الذي سنعتمده خلال الدراسة، وقد اتخذتُ من قول السيِّد المسيح (ع) ( أينما أنبتكَ اللهُ أزهرْ) مدخلاً لذلك، ففي هذا القول رحلة الغرس، والإنبات، وفيه الأثر، وكل مرحلة من هذه المراحل يقابلها أداة تفكير، وأداة بحث، ونتائج عمل، انتهت المحاضرة بسؤالٍ مفتوحٍ، ( من هو المعلِّم الفاشل)، طلبتُ الإجابة عنه عند انتهاء المحاضرات بالكامل، فعلاً بعد انتهاء التجربة جاءت الإجابات الرائعة، التي شكَّلت بالنسبة لي مرآةً لعملي، أقيِّمُ من خلالها تجربتي سلباً وإيجاباً، لنتَّفق بعد ذلك على إجابة واحدة هي( المعلِّم الفاشل هو الذي يكون الكتابُ المقرَّر بين يديه، أكبرَ منهُ)، فالمعلم دائما يجب أن يتفوَّق على دفتي أي كتاب، وإلا سقط أمام عقول الطلبة المتَّقدة، الحاضرة بالفطرة للتحدِّي.
3- تناولتِ في أطروحة الدكتوراه موضوع “سيميائية الدلالة في القصيدة السورية الحديثة (1975–2000)”، لماذا اخترتِ هذا العنوان تحديدًا، وما أبرز ما توصلتِ إليه من نتائج؟
– الإنسان مشغوفٌ بالأفق المتجدد، ومن أهم السِّمات التي تجعلنا نصلُ إلى آفاقنا هي صناعَتُها، فعندما تبتكر الأفق، لا يمكن أن تنضب، أو تتوقف، وعندما تمتلك لغةً هي من أعرق ومن أقوى اللغات، عليكَ أن تنتقي ما يليق (بلسانٍ عربيِّ مبين)، من هذه الرؤيا انطلقتُ بالبحث، لأقارب آفاقاً تنفتح على جميع العلوم، من دون استثناء، فعلم السيمياء الحديث، أو ما يعرف (بجبر العلامات) هو من أهم المناهج، والنَّظريات العلميَّة الحديثة، التي تجعل كل ما حولنا علامة ذات أبعاد ترتبط بمؤول، ويؤثِّر فيها سياق، يفتح الدلالة على مستويات متعددة، قد تكون إنسانيَّة مجتمعيَّة، أو علميَّة تطبيقيَّة، إذ لا نستطيع أن نُغفل أنَّ علم السيمياء نشأ أصلاً في حقل العلوم الطبيَّة، وكان يرتبط (بعلم العَرَض)، ثمَّ انتقل إلى حقل العلوم الإنسانيَّة والكلمة، أمَّا أهم النتائج التي توصَّلت الأطروحة إليها، فمن الصعب اقتضابها بنتيجة أو اثنتين، لكن يمكن أن أوجز بالقول: إنَّ الدراسة أثبتت بالدَّليل العلمي المعتَمد على التحليل الدقيق، أنَّ اللغة العربيَّة هي (لغة العلم، ولغة الإنسان)، وأنَّ ما توسم به من قبل مستعمليها من أبنائها العرب، من ضعف، ومن تراجعٍ، وعدم قدرةٍ على احتواء العلوم، كامنٌ في أذهانهم غير المدركة للعربيَّة أصلاً، على الرغم من كونهم أبناءها، مع بالغ الأسف.
4.كيف تعاملتِ مع التحديات البحثية والمنهجية أثناء تحليل بنية الرمز والدلالة في الشعر السوري الحديث ضمن الإطار السيميائي؟
– كانت التحديات لوجستية، ترتبط بالمكان، لأن بلدي الحبيبة سورية كانت تخضع لعقوبات قاسية وظالمة، فكان من الصعوبة بمكان الحصول على المراجع المناسبة، وهنا برز أثر الأصدقاء الأحبَّة في العالم، تحديداً أصدقائي في أمريكا الذين استطاعوا أن يمدُّوني بأهم المراجع التي أثرت البحث، أما التحديات المعرفيَّة فكان من المفاجئ أنَّ أكثر ما ساعدني بتخطيها هو طبيعة العربيَّة المرنة، ومحرابها الواسع، الذي جارى بكل رحابة الركائز العلميَّة الخاصَّة بتلك المفاهيم السيميائيَّة الحديثة ثلاثيَّة الأبعاد.
5.درّستِ مقررات متعددة في اللغة العربية، سواء كانت نظرية أو عملية. كيف توفقين بين الجانبين في أسلوبك التدريسي، وما الآليات التي تعتمدينها لتقريب المعرفة للطلبة؟
– لا يمكن أن نقارب أيَّ علم من العلوم من غير مكوِّنيه الأساسيين (التنظير، والتطبيق)، أمَّا عن أسلوبي لأوفِّق بينهما، فهذا يكون منذ بداية بناء المحتوى النظري للمحاضرة، فكل تنظير ذو هدف، يجب أن يفتح في آلية التفكير عند الطالب مجموعة من الأسئلة لتشكِّل فيما بعد محاور للبحث والتطبيق، أمَّا عن الآليَّات فهي كثيرة لكن أهمها دمج المعلومة بالحياة، فأي معلومة لا تقارب الحياة ولا يستفيد منها المتعلِّم في حياته، لا تخلقُ شغفاً، ولا دافعيَّة، مما يعني أنَّها ليست أثراً، وهذا يكفي لخلق فجوة بين المتعلِّم والمعلومة.
6.لكِ تجربة مميزة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في المعهد العالي للغات جامعة دمشق، ما التحديات التي واجهتك، وكيف تقيّمين هذا المجال الحيوي في ظل تطورات التعليم العالمي؟
– من أهم التحديات في الحقيقة كانت التحديات المعرفيَّة، فهناك كم هائل من التضليل المعرفي عند الآخر فيما يخص العرب، بوصفهم أمَة لها أثر عميق في بناء الحضارة العالميَّة للإنسان، إضافةً إلى الإسلام بوصفه دين الرحمة والخير
فطالما اصطدمت أدواتنا المعرفيَّة مع نقيضها تماماً، مما كان يؤدي إلى مزيد من الجهد، ومزيد من العمل على بناء بِنى فكرية جديدة ساعدتنا فيها البيئة المجتمعيَّة في سورية، فالسوريون مشهودٌ لهم باللُّطف، والتفتُّح، وقبول الآخر، إضافةً إلى تكليف الطلاب بمجموعة من الأبحاث وردَّهم إلى مراجع باللغتين العربيَّة والانكليزيَّة تُظهر لهم الوجه الآخر الذي لا يعرفونه.
7.شغلتِ عدة مهام بين التدريس، والبحث، والمشاركة في برامج تطوير المحتوى. كيف استطعتِ تنظيم وقتك بين هذه المسؤوليات المختلفة؟
– أقوم بتحديد الهدف، ولا أُشرِكُ فيه شيئاً، مثلاً: الأيام التي أحاضر فيها في الجامعة هي بشكل كامل لطلابي، لما هو شائكٌ عليهم، ولأسئلتهم، ولما يحبون أن نتشارك في تطويره معاً، أكون معهم في أي وقتٍ حتى ينتهي اليوم المحدد، من خلال مجموعات بحثية أنشئُها لكل اختصاص، طبعاً ينطبق هذا على بقيت الأعمال، التي أسعى أن لا تكون كثيرة بل تكون عميقة.
8.خلال عملك بوصفكِ مطوّرة محتوى في الأمانة السورية للتنمية، كيف انعكست هذه التجربة على رؤيتك للغة العربية خارج الإطار الأكاديمي؟
– انعكست من خلال أنشطة وبرامج، تقوم على التعلُّم باللعب، وتراعي محاكاة آليات التفكير عند الأطفال، والشباب اليافعين، من خلال برامج مناسبة تصل بهم إلى امتلاك أدواتهم على المستوى النفسي، والمستوى الفكري، والمستوى الاجتماعي، وتسخيرها للتعلُّم مدى الحياة، من الحياة.
9.نشرتِ عدة أبحاث محكّمة في مجلة جامعة دمشق، من بينها دراسات عن البلاغة والتداولية والدلالة. ما هي المحاور الفكرية التي حاولتِ إبرازها من خلال هذه الأبحاث؟
– إنَّ تسليط الضوء على المحاور التي تناولتها الأبحاث لن يكون مجدياً من وجهة نظري من دون الرجوع إلى مراحل العمل التطبيقيَّة لأنني لا أعتمد التنظير عند العمل على الأبحاث الأكاديميَّة إلا للتدليل على قوة الفكرة التي أتناولها، لهذا السبب أجد من الأهميَّة بمكان تسليط الضوء على الهدف من مقاربة هذه المواضيع النقديَّة المعرفيَّة بأدوات بحثٍ، وأدوات تفكيرٍ حديثة للغاية، والإجابة تظهر في هذا السؤال: كيف نستطيعُ توليد بنى فكريَّة، وبنى معرفيَّة جديدة في مجتمعاتنا العربيَّة، تناسب تطور طرائق التفكير المعرفي، والتفكير العلمي في العالم، من جهة، وتجعل من اللسان العربي لساناً حاضراً في كافة محافل العلم على اختلافها من جهة أخرى، مما يعني أننا عندما نقارب المواضيع السابقة بآليَّاتِ تفكيرٍ حديثة، نفتح باب المعرفة إلى أرقى مراحله، وهي مرحلة الإدراك للمعرفة، فإذا كانت المعرفة ترتبط بالمعلومة، فإنَّ إدراك المعلومة يرتبط بالعقل، الذي لا تطوير ولا نماء من دونه، إذن إدراك البلاغة ينقلنا إلى البلاغة الجديدة، وإدراك الدلالة ينقلنا إلى مستوياتها المتعددة بين مباشرة وغير مباشرة وديناميكيَّة لنصل إلى سيرورة الدلالة وانفتاح فضاء المعنى، وسوف نفتح أفق التداول اللغوي، لنقارب اللغة في وضع الاستعمال، ونعرف الفرق بين مستويات اللغة وأشكالها المتعدد.
10.في بحثك الموسوم بـ “البلاغة الجديدة – الاستعارة بين المشابهة والمغايرة”، كيف عالجتِ التحول في مفهوم الاستعارة؟ وهل ترين أن البلاغة العربية التقليدية بحاجة إلى تجديد مفاهيمي؟
– نحن الذين نحتاج إلى تجديد أدواتنا في فهم بلاغتنا العربيَّة الغنيَّة للغاية، وأعتقد أنَّ الإجابة عن السؤال السابق توضِّحُ آليَّة ذلك، فكلَّما قاربنا البلاغة بأدوات تفكير حديثة استطعنا اكتشاف أعماق المعنى بشكل أكبر، أما فيما يخص المشابهة والمغايرة، أجد من الغريب أنَّ التفكير النقدي العربي يذهب في بعض الأحيان باتجاهٍ واحد، فلماذا يجدب الاتجاه إلى المشابهة دائماً، أو الاتجاه إلى المغايرة دائماً، هناك ما يقوم على كليهما في الاستعارة، وكلٌّ رائعٌ في مكانه.
11.كيف تقيّمين المشهد الشعري السوري الحديث؟ وهل ترين أنه ما زال محافظًا على خصوصيته وتجدده رغم ما يشهده الواقع من تحولات جذرية؟
– اعتقد أنَّ المشهد الشعري السوري، لا ينفصل عن المشهد الشعري العربي بشكلٍ عام، القصيدة كانت الحبيبة، كانت الوطن، كانت الذاكرة، والسؤال الذي يطرح نفسه هل نجد هذه القصيدة اليوم؟! أين هي؟!.
12.حصلتِ على شهادة تقدير في المؤتمر الدولي الثاني لتعليم العربية للناطقين بغيرها عام 2005. كيف تصفين تلك المشاركة، وما مدى تأثيرها في مسيرتك الأكاديمية؟
– من المؤكَّد أنَّ هذا التكريم له فائق الأثر على مسيرتي الأكاديميَّة، التي لحقت به، فهو مؤشِّر واضح على جودة المعايير المهنيَّة، والأكاديميَّة، التي أشاركُها مع الطلبة الأعزاء، وهو في الوقت ذاته دافعٌ كبيرٌ للمحافظة على المستوى المتقدم الذي حققته تلك المعايير، والعمل على تطويرها بشكل مستمر، وهذا ما حدث من فضل الله عندما تفرَّغت بشكلٍ شبه كامل للعمل الأكاديمي، في ميدان البحث العلمي، والتدريس الجامعي.
13.درستِ في كليات متعددة مثل الحقوق، الإدارة، العمارة، والتربية. كيف أثّر هذا التنوع في البيئة التعليمية على تجربتك المهنية وأساليبك في التدريس؟
– دائما، من دون أدنى شك التنوُّع يغني التجربة بكافة أبعادها، فمتطلبات كل ميدان مختلفة عن الميدان الآخر، مثلاً الطالب في كليَّة الحقوق يقارب اللغة في آليات تفكيره، من خلال مبدأ الاستدلال، ومبدأ الحجاج، وجمع المعطيات، ليستخدم فيما بعد الدليل بشكله المناسب، بينما يحتاج طالب الإدارة اللغة في التسويق والترويج للمنتج، وفي أشياء أخرى طبعاً، هذا بدوره ينطبق على طلاب العمارة الذين يمتلكون محتوىً ثقافي معماري يجعلهم أكثر ثقةً وقدرة على الابتكار من خلال مقاربة اللغة في أبحاثهم التي يقومون بإعدادها باللغة العربية، مما يعني أن الأستاذ الجامعي في كلِّ ميدانٍ يخوضُ غمار تجربة أكثر إثارةً وتنوعاً وتطويراً لعوالم اللغة، وآليات التفكير، ويجعل الطالب أكثر التصاقاً بهويته الثقافية ويعزز حضوره في ميادين العمل المختلفة.
14.ما هي التحديات التي تواجهيها اليوم بوصفك أكاديمية وباحثة، خاصة في ظل التحول الرقمي وتنامي متطلبات النشر العلمي؟
– يعدُّ الحصول على المرجع المناسب من أكبر التحديات التي تواجه الأكاديميين اليوم، فكلَما كان المرجع موثوقاً، كلما ذُلِّلتْ باقي التحديات.
15.إلى أي مدى ترين أن المؤسسات الجامعية السورية تدعم البحث العلمي، وتوفر البيئة المناسبة لتطوير الدراسات العليا؟
– لا توفر المؤسسات العلميَّة في بلدي الحبيب سورية جهداً، ممثلة برأس الهرم العلمي، سيادة وزير التعليم العالي، لتأمين كافة مستلزمات البحث العلمي بما يتناسب مع كل مرحلة، وقد حققت جامعة دمشق مراكز متقدِّمة في البحث العلمي على مستوى العالم، كما أننا في جامعة الرشيد الدوليَّة الخاصَّة للعلوم والتكنولوجيا أسسنا وحدة خاصَّةً للبحث العلمي، تعمل بدأب لتطوير و لتأمين كافة متطلبات البحث التي سوف تؤتي أكلها قريباً بعون الله.
16.ما طموحاتك المستقبلية على الصعيدين العلمي والمهني؟ وهل هناك مشاريع بحثية أو كتب تخططين لإصدارها قريبًا؟
– هاجسي الأكبر الذي أطمحُ إلى تحقيقه هو توحيد العمل لإعادة اللغة العربيَّة إلى مستعمليها بالدرجة الأولى، ومن ثمة إلى الصدارة بوصفها لغة (العلم، والإنسان)، وعدم النأي بها عن العلوم التطبيقيَّة، ذلك من خلال تأسيس مراكز بحثيَّة عربيَّة مشتركة تدعم ذلك، أما عن المشاريع القادمة فهي بعون الله قيد الإنجاز وتتوزَّع بين النَّقد الحديث، والشعر الحديث.
17.ما رأيك بالملتقيات الشعرية وخصوصا ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد ؟
– تعدُّ هذه الملتقيات التي تجمع الشعراء العرب من كل العالم، من أهم أشكال التواصل الثقافي الذي يعكس الحيويَّة ويجعل عرى المعرفة موصولة بشكل دائم، ويفتح نوافذ مشرقة للاطلاع على الإنتاج الأدبي، والمعرفي للآخر في أنحاء العالم، أما عن ملتقى الشعراء العرب الذي يرأسه الشاعر ناصر رمضان عبد الحميد، فهو من أهم الملتقيات التي يظهر فيها ما سبق من نضج معرفي، يسعى الأستاذ ناصر مشكوراً، إلى توطيد ركائزه بشكل مستمر وراقي.
———————–
حاورتها من لبنان جميلة بندر
عضو بملتقى الشعراء العرب
محررة بمجلة أزهار الحرف