“سُهاد الغيم”
يُتَّم وفي فمهِ حليب لم يُكمل نضوجه
قُطِعَ عنهُ الحُلم مع الفطام
فصارَ بكاؤهُ… نشيدًا من رماد
أمّه كانت الغيمة
أخوه كان الباب
والبيت… ظلّ على خرائط المنفى
قالوا له:
هذه شظية… قوت غدك
فابتسم
وركض نحو الغيم بساقٍ من تراب
وحده الطفل
لا يسأل عن القمم
لا يخطب في المؤتمرات
لكنه يعرف أن صدره
أوسع من كل خرائط الخذلان
حين يبكي
لا يسمعه إلا الله
لا ينتظر نشرة أخبار
يعلم ان ليس للخسارة..
حدود ولا حجم
وحده الطفل
يعرف كيف يخبئ وجعه
في زوّادة الغيم
ويُهرّب أنفاسه
عبر ثقوب الجداران
ينام…
وبين أضلعه سنبلة لم تُزهِر
وصرخة…
تخاف أن توقظ موتى المجاعة
قبل فوات الأوان
أطفال.. حين تجوع
تُطعِم الملائكة صمتهم
ويُكمل نومهم
على وسادةٍ من ضوء مبتور
كأنّ للسماء
قلبًا تأخّر في النبض
كأنّه كان يجب أن يُولَدوا
في زمنٍ آخر…
حيث لا تَصِل القذائف
قبلَ الحليب.
هم وحدهم تاه عنهم السؤال.
وفاء داري/ فلسطين
الشكر والتقدير للفنان التشكيلي: عمر بدور، على اللوحة التعبيرية