وتعود…
جفت سواقي الأرض
إغبر عشب ابتسامتها
ارتدّ النبعُ إلى جوفه
تكسّرت على الشفاه
أغنيةُ المطر.
تجعدت ابتسامةُ المروج
شاخ قنديلُ ليلها الطويل
غادر النسيمُ مواسمه
استوحشت الأرصفةُ
من صمت المارّين.
صباحها بلون الثلج الرمادي
لا شمسَ تدفئ جراحَه
لا ظلٌّ يعانق حنينه.
الكرامةُ طوت شلالها
اختبأت في كهف العطش
تترقب ماءً يعيد للنهر انشودته…
المجدُ صار طيفًا
أسيرَ زنزانةٍ صدئة
مكبلة بسلاسل مهترئة
تُمسك مفاتيحها
أصابعُ باردةٌ ..نتنة.
الساحاتُ شاردةُ النظرات
تستمع لأنين حجارتها
تقلب وجوه العابرين
بحثا عن ملامحٍ
تشبه أرزها
أو صدى صنينها
أو التاج الذي كان
يرصّع جبينَ عنفوانها.
كانت تنتظر ضوءًا
يحفر القصيدةَ على جدران الكرامة
وصوتًا يوقظ ضمير الوطن النائم …
لكن… من يحمل السيف؟
من يُنطق الحرية؟
من يوقّع النشيد بدمه؟
على الدنيا بعدك… السلام