لمسة سريالية وجرأة لونية: قراءة في إبداع فنانة شابة
في خضم دفء اللقاءات وضحكات الأحبة، لفتت انتباهي موهبة فريدة تألقت كجوهرة مخفية، بلمسات فنانة واثقة، أسرتني بلوحاتها التي تنبض بالحياة. لم أكن أتوقع هذا المستوى من الإبداع، وقد تركتني أعمالها مبهورة بدهشة لا توصف،وهي بمقتبل العمر وباول مراحلة دراسية في معهد الفنون الجميلة ،دعونا نستكشف سويا هذا العالم الفني الساحر الذي رسمته أناملها المبدعة
اللوحة بعنوان : رقصة الألوان في وادي الأحلام
للفنانة :تابلو بهزاد
بقلم: سلوى حسين عليفي هذه اللوحة الجريئة والمليئة بالحياة، تدعونا الفنانة الشابة إلى رحلة بصرية آسرة عبر عالم فريد من نوعه. بضربات فرشاة واثقة وألوان جريئة، تخلق الفنانة مشهدا طبيعي تجريدي يتجاوز الواقع الملموس ليلامس حدود الخيال والأحلام، إنها ليست مجرد لوحة، بل هي نافذة تطل على كون موازٍ، حيث تتلاشى القيود ويصبح المستحيل ممكناً. تتداخل الطبقات اللونية لتشكل نسيج بصري غنيً، يحكي قصصاً صامتة عن جمال الوجود وتعقيدات النفس البشرية. كل التفصيل، من الخطوط المتدفقة إلى البقع اللونية المتناثرة، يساهم في بناء عالم متكامل يدعو إلى الغوص في أعماقه والتأمل في رسالته الكامنة. بهذه اللوحة، لا تقدم الفنانة رؤيتها للعالم فحسب، بل تدعونا لاكتشاف رؤيتنا الخاصة، وتلهمنا لإطلاق العنان لخيالنا في رحلة لا نهاية لها من الاكتشاف والجمال.
الألوان: سيمفونية بصرية
تعتبر الألوان هي البطل الحقيقي لهذه اللوحة، تتراقص التدرجات اللونية الغنية والمتنوعة بتناغم مدهش، بدءا من الأخضر الزمردي العميق للجبال الشاهقة، مرورا بالأزرق السماوي الهادئ الذي يحتضنها، وصولا إلى الأصفر المشمي الذي يضيء الوادي المتعرج. هذا التلاعب الذكي بالألوان يخلق عمق بصري مثير ويضفي على اللوحة إحساس بالحركة وكيف يمكن التلاعب بالالوان ويعكس الحالات النفسية ، بدلا من مجرد أضهار قدرتها على خلق تركيبات لونية مبهجة.
التكوين: انسيابية وتناغم
يتميز التكوين بانسيابية فريدة، فالخطوط المنحنية التي تشكل الوادي والجبال تدعو العين للتجول بحرية في أرجاء اللوحة، بينما تخلق المساحات اللونية المتجاورة توازن بصري مريح،و تبدو العناصر كأنها تتفاعل مع بعضها البعض في رقصة هادئة، مما يضفي على العمل شعور بالسلام الداخلي.
وتضيف لمسة الفرشاة فوق المادة الخامة للرسم ، والتي تبدو واضحة في بعض المناطق، إحساس بالأصالة والعفوية على العمل، إنها تكشف شغف الفنانة وحماسها للتعبير عن رؤيتها الداخلية دون قيود أو تكلف، هذه الجرأة في التعامل تمنح اللوحة شخصية مميزة .
العناصر العائمة: لمسة سريالية
تضيف الكرات الملونة العائمة في الجزء العلوي من اللوحة لمسة سريالية وغامضة، هذه العناصر غير المتوقعة تثير التساؤلات وتدعو المشاهد إلى التفكير فيما تمثله، هل هي كواكب بعيدة؟ أم أحلام تتطاير في سماء الخيال؟ هذه الإضافة الذكية تفتح آفاق واسعة للتأويل وتجعل اللوحة أكثر جاذبية وعمق.
وأيضا يمكننا القول ، يمكن أن يكون هناك قصة أو رمزية أعمق وراء هذه الكرات، وبإمكان الفنانة أن تعزز ذلك من خلال تفاعلها مع العناصر الأخرى في اللوحة.واقول اخيرا…
هذه اللوحة ليست مجرد مجموعة من الألوان والأشكال، بل هي نافذة تطل على عالم داخلي غني بالإحساس والخيال، إنها دعوة للتأمل والاستمتاع بجمالية التعبير الفني الحر والجريء، تهانينا للفنانة الشابة على هذا العمل الرائع الذي يحمل في طياته الكثير من الإمكانات والإبداع والموهبة من خلال الجرأة اللونية واللمسية السريالية والتي تعتبر نقاط قوة يمكن البنا عليها ، أن هذه الوحة (رقصة الألوان في وادي الأحلام) هي عمل إبداعي يعزز خصائص الفن التجريدي والسريالي، لكنها تحتوي على ثغرات في التخطيط والتنفيذ، إذا عملت الفنانة الشابة أكثر على رسالة واضحة وتكوين متماسك والتحكم بالتقنيات دون قمع العفوية ، يمكن للفنانة الشابة تابلو بهزاد أن تنمو لتصبح فنانة ناجحة و صوتا فنياً مميزا في مجال الفن التجريدي والسريالي، من الواضح أن هذه الفنانة لديها الكثير لتقدمه ونتطلع بشغف لمشاهدة تطورها ونموها الفني، فالمستقبل يحمل الكثير لهذه الموهبة الصاعدة .
آذان القلب /بري قرداغي
آذان القلب رُوحي صَريعُ هَواكَ في الأفقِ العَليـــــلِ تَسري كطَيرٍ بَينَ أنجُمِهِ الجُزُرِ أُخفي الوِدادَ بصَندوقِ الزمانِ كمــــــا تُخفي الجَواهرَ...
اقرأ المزيد