روحٌ رحلتْ مبكرًا
إلى كلّ من يعرفني، وإلى من لا يعرفني أيضًا..
أكتبُ هذه الكلمات وأنا أحمِلُ بين ضلوعي قلْبًا أنهكَه التعب، ونَفَسًا صارَ أشبهَ بشمعةٍ تتلوى في آخرِ عُمُرها.
لم أعُدْ أرى العالمَ كما ترَوْن.. أرى من خلاله كُوةً ضيقةً مليئةً بالضباب، لا نور فيها إلا قليل. الحياةُ التي تحبُّونها، والتي تلهَثون وراءَها، أصبحَتْ عندي ثقيلةً كالصخر، لا أستطيعُ حَمْلَها.
لستُ ألومُ أحدًا.. لكنّي أنهكْتُ من القتال في معاركَ لا تُرى، من الصراع مع أشباحٍ في رأسي، من محاولةِ إقناعِ نفسي كلّ يومٍ بأنّ هناك سببًا للاستيقاظ.
قد أموت اليومَ أو غدًا.. لكنّي في الحقيقة، لم أعُدْ أخشى الموت.. بل أخشى أن أستمرَّ هكذا: جسدٌ يمشي، وروحٌ ميتةٌ في داخله.
لا تبكوا عليَّ.. فدموعكم ستحرقُني هناك. أنا لم أتخلَّ عنكم.. أنا فقط أنهيتُ معركةً كنتُ أخسرها منذُ زمن.
إذا ما رحلتُ فادفنوني تحت شجرةٍ ظليلة، واكتبوا على قبري:
هنا يرقدُ إنسانٌ تعبٌ من الحياة.. فارَقَكم بجسده، لكنّ روحه كانت قد رحلتْ قبل ذلك بزمن.
#أمجد_فائد_العبسي