التعليم في لبنان… بين أزمة مالية وضغطٍ نفسي وحشوٍ معرفي!
بقلم الأخصائية التربوية
جنان خريباني
لا يُعَدّ التعليم رفاهية في أي مجتمع، بل هو واجب وطنيّ وأساس في بناء الإنسان قبل الأوطان.
إنّ ما يعيشه القطاع التربوي في لبنان اليوم يثير القلق: هل ما زال التعليم متاحاً للجميع أم هو امتياز لمن استطاع إليه سبيلاً؟
هل نُقدّم لأطفالنا تعليمًا حقيقيًا وصحّيًا يُنمي عقولهم، أم نُرهقهم تحت وطأة الضغوط والسباق مع الوقت؟
وهل نعمل على بناء الإنسان بكل مكوناته؟
تمر الأزمات في هذا الوطن منذ عقود ، فأصبحت جزءاً من خبزنا اليومي، حتى بتنا نتساءل :
هل من خطط إنقاذ لانتشال أطفالنا من آتون الجهل ومن صناديق الافكار المعلبة؟
ناهيك عن العجز المالي الذي يعاني منه القطاع العام والذي يذهب ضحيته التلامذة أبناء ذوي الدخل المحدود، والذي تمت معالجته بتقليص أيام التعليم ، بينما الأصح، وإن وُجد عجزٌ ماليّ في خزينة الدولة، فليتضاعف العجزُ أو فلتتم تغطيته من موارد قطاعات أخرى إن كان في ذلك ما يكفلُ حقَّ أبنائنا في التعليم. فالتعليم ليس بندًا يُضحّى به لسدِّ العجز، بل هو الاستثمار الأسمى الذي به تُبنى الأوطان وتنهض الشعوب. فليكن العجز في المال، ولا يكن العجز في الفكر والمعرفة.
فاليوم ، وبعد سنوات من الأزمات المتلاحقة التي طالت وما زالت تطال القطاع التعليمي، يجد الطالب نفسه أمام واقع مرهق:
• دروس متلاحقة بلا فسحة للتفكيرأوالفهم.
• امتحانات مكثّفة ومواعيد ضاغطة لا تراعي الفروق الفردية.
• حشو معرفي يكدّس المعلومات في الذاكرة المؤقتة، ثم يتبخّر سريعًا دون أثر حقيقي.
• أقساط خيالية في المؤسسات التربوية الخاصة وعجز في المؤسسات الرسمية !
في ظل هذا السباق المحموم مع الوقت، بات التعليم في لبنان على مشارف الإنهيار وأصبح عملية تجارية تنافسية قائمة على التمايز الطبقي، هدفها إنجاز البرامج وتحقيق المراتب الأعلى لفئة معينة من المواطنين ضمن عملية ميكانيكية هدفها إنجاز البرنامج، لا بناء إنسانٍ قادر على التفكير والإبداع ضمن مجتمع تتساوى فيه الحقوق والفرص.
فأيّ إعدادٍ نريده لجيلٍ نرهقه بدل أن نُنمّيه؟
لقد دقّ ناقوس الخطر منذ سنوات، لكنّ الأصوات تُقابل بصمتٍ ثقيل. وإن كان المعنيون لا يرون حجم الكارثة، فالمصيبة كبرى؛ أمّا إن كانوا يرون ويسكتون، فعلى التربية السلام.
إذا لم نستدرك ونعالج اليوم، سنخسر غدًا جيلًا كاملًا… وجيلٌ ضائع يعني وطنًا ضائعًا.
#جنان_خريباني #تربية #تعليم #أزمات #اقتصاد #مدارس
الذاكرة المكانية /ملفينا أبو مراد
الذاكرة المكانية أو ذاكرة المكان تعريف الذاكرة هناك من يُقيّم الذاكرة كوعاء حي، تستقر فيه المعلومة التي يتعرف عليها العقل....
اقرأ المزيد