الفنانة التشكيلية المغربية ؛وفاء رياض من مواليد 1965 بالرباط
– حاصلة على شهادة الباكالوريا شعبة الأدب.
– سنة اولى قانون فرنسي بكلية العلوم القانونية والاقتصاد.
– سنة اولى علوم الاقتصاد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية.
– نظمت معرضها الفردي؛في إطار ب 6 Megamall بجامعة محمد الخامس ،الرباط
نظمت العديد من المعارض الافتراضية في العالم الأزرق.
كما نظمت عدة معارض جماعية بعدة فضاءات منها ؛
– المركز الثقافي الروسي بالرباط
– – المركز الثقافي المصري في الرباط.
– – المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.
– – قاعة النادرة في الرباط.
– – قاعة علال الفاسي في الرباط.
– المدرسة المحمدية للمهندسين.
– معرض اليوم العالمي للفن بمقر اوطوهول الرباط
– – معرض بمقر جمعة A M L UI S
-, معرض بالمركز الثقافي بمدينة سلا الجديدة.
و الفنانة التشكيلية المغربية ، تعتبر ريشتها وفرشاتها عفوية و فطرية ،سعت بكل جد إلى تطوير عالمها الفني والابداعي ،مستلهمة من المحيط الثقافي والروحي، كما سعت إلى الانعتاق والتحرر من القواعد الأكاديمية ،واخدت كل ماتريد من قلب الفنون الشعبية و المشهدية، واستلهمت وابدعت من تراث الهوية المغربية الأصيلة وادخلت الالوان و الأشكال في بنائات و قواليب متجددة ،معتمدة على الذوق والعفوية والفطرة.
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف المصرية الإلكترونية هذا الحوار الشيق معها لنسبح معها في عالمها التجريدي الممتع ،وابدعاتها المستلهمة من للالون والهوية المغربية ،
1) بطاقة التعريف للفنانة التشكيلية المغربية وفاء رياض… ؟
مرحبًا، أنا فنانة تشكيلية مغربية من مواليد مدينةالرباط. الفن بالنسبة لي ليس مجرد عمل، بل رحلة مستمرة لاكتشاف الذات والتعبير عن المشاعر والأفكار من خلال اللون والشكل.
رغم بداياتي الأكاديمية في الأدب والقانون، وجدت شغفي الحقيقي في التعبير البصري، حيث أصبح الفن وسيلتي للتواصل مع العالم.
شاركتُ في العديد من المعارض الفردية والجماعية بالمغرب، وكذلك في معارض افتراضية، حيث سعيت دائمًا لنقل رؤية فنية تجمع بين الأصالة المغربية والابتكار المعاصر.
أسلوبي فطري وعفوي، مستلهم من المحيط الثقافي والروحي، مع الحرص على التحرر من القيود الأكاديمية. كل لوحة أخلقها هي رسالة، تهدف إلى لمس المشاهد وإلهامه، وجعل الفن تجربة حية تتجاوز حدود المكان والزمان.
2 ) كيف كانت بدايتك مع الفن التشكيلي منذ الطفولة، وحتى اليوم..؟
نشأت في بيئة عائلية مشبعة بروح الفن؛ فوالدي كان مصورًا فوتوغرافيًا ينظر إلى الحياة بعدسة جمالية، وأخي يعمل في رسم وتصميم المباني حيث تلتقي الهندسة بالفن، كما كان قريب لنا فنان تشكيلي ترك أثره في اهتمامي المبكر بعالم الألوان. وإلى جانب ذلك، كان لتشجيع والدتي، المولعة بالفن، دور أساسي في مسيرتي؛ فهي من كانت تقتني لي أدوات الرسم وتشجعني على تطوير موهبتي منذ الصغر. هذا المحيط العائلي الداعم جعل الفن جزءًا طبيعيًا من حياتي، ومع مرور الوقت تحولت هذه الميول إلى مشروع إبداعي أبحث فيه عن أسلوب خاص يعكس رؤيتي ويترجم شغفي بالتشكيل بعيدًا عن القيود الأكاديمية الصارمة.
3) ماهي الدوافع الحقيقية التي دفعتك إلى عالم الابداع و الإحتراف لمجال الفن التشكيلي…. ؟
دافعي الأساسي هو شغفي العميق بالفن ورغبتي في التعبير عن رؤيتي الخاصة للعالم. الفن بالنسبة لي وسيلة لاكتشاف الذات وإيصال الأفكار والمشاعر بلغة بصرية حرة، تتجاوز الكلمات والتقليد، وتمنحني مساحة للإبداع والتجريب. السعي لتطوير لغتي التشكيلية والابتعاد عن القيود الأكاديمية، إضافة إلى الرغبة في مزج التراث المغربي مع أساليب معاصرة، كانا عاملين رئيسيين في اختياري لمهنة الفن الاحترافي.
4) هل لك اهتماماتك أدبية وفنية أخرى… ؟ ولماذا اخترت التشكيل كمجال للتعبير… ؟
لدي اهتمامات متنوعة بالأدب والشعر والموسيقى، لكنها تظل أدوات ثانوية مقارنة بالقوة التعبيرية التي تمنحها اللوحة. اخترت التشكيل لأنه يتيح لي التعبير عن الأفكار والمشاعر بلغة بصرية حرة، تمنحني إمكانيات لا محدودة للتجريب والإبداع، وتسمح بترجمة رؤيتي الداخلية بطريقة مباشرة وواضحة.
5) لقد مررت بعدة محطات ونزعات فنية منذ البداية، كفن البرتريه والواقعي ،تحدثي لنا عن هذه التجارب التي مررت منها… ؟ ولماذا اخترت فن التجريد كوسيلة للتعبير.. ؟
تجربتي مع البورتريه والفن الواقعي كانت ضرورية لفهم أساسيات التكوين والتقنيات الفنية. ومع ذلك، شعرت أن هذه الأساليب تفرض قيودًا على التعبير الحر. التجريد منحني مساحة أكبر للابتكار، وللعب بالألوان والأشكال ولإيصال رسائل فنية ترتبط بالهوية المغربية والخيال الشخصي دون التقيد بالمألوف.
6) ماهي المدارس الفنية التشكيلية المغربية و العالمية التي أثرت في تجربتك الفنية… ؟
تأثرت بالفن الشعبي المغربي الغني بالرموز والألوان، الذي يجمع بين التراث والحداثة. على الصعيد العالمي، ألهمتني أعمال فنانين كبار مثل ليوناردو دافنشي ببعده الكلاسيكي والدقة في التفاصيل، وجاكسون بولوك بحرية التجريب في التجريد والتعبير الحركي، وكاندينسكي الذي منح اللون والخط دورًا مركزيًا في التعبير الفني. هذه التجارب المختلفة ساعدتني على تطوير رؤية تشكيلية متجددة، تجمع بين الأصالة والابتكار، وتفتح أمامي آفاقًا واسعة للتعبير الشخصي.
7) كيف تفسرين النزعة الفنية التي نادى بها الفنان التشكلي المغربي الراحل عفيف بناني ،كالنزعة الصمتية والخطية.. ؟ وهل انت من اتباعه.. ؟
النزعة الصمتية والخطية التي دعا إليها الراحل عفيف بناني تركز على قوة التعبير من خلال الخط والرمز، مع الحد من التفاصيل الزائدة، بحيث يترك العمل مجالًا للمشاهد للتأمل والتفاعل مع المعنى بطريقة شخصية. أقدّر هذا الأسلوب وأستلهم منه عناصر محددة، لكنه ليس قاعدة أتباعها حرفيًا. تجربتي تركز على الحرية في التعبير، حيث أدمج بين الرمزية واللون والخيال الشخصي بما يخدم رؤيتي الفنية دون الالتزام الكامل بأي مدرسة محددة.
8) هل ساهم محيطك العائلي ،ومدينة الرباط عاصمة الانوار الثقافات في اغناء الهامك الفني الإبداعي.. ؟ وكيف أثر هذا المحيط في تجربتك التشكيلية.. ؟
نعم، كان لمحيطي الثقافي والفني في مدينة الرباط وفضاء محمد بن علي الرباطي تأثير كبير على مسيرتي الفنية. الرباط، بما تحمله من تنوع ثقافي وتاريخ غني، منحتني مصادر إلهام مستمرة، من التقاليد المغربية العريقة إلى المشهد الفني الحديث والمعاصر. أما فضاء محمد بن علي الرباطي، فقد وفر لي مرسمًا حقيقيًا للتجريب والتفاعل مع الفنانين الآخرين، ومكانًا للالتقاء بجمهور متنوع، سواء من المحليين أو الزوار الأجانب. هذا الاحتكاك المباشر أتاح لي اختبار أعمالي بشكل مستمر، واستكشاف تأثير اللون والشكل والرمز على المشاهد، ما ساهم في تطوير لغتي التشكيلية الخاصة وخلق توازن بين الأصالة المغربية والابتكار الشخصي.
9) تقولين بان لوحاتك الفنية تتسم بالعفوية، والفطرية والحرية ،وانك غير مرطبة بالقواعد الأكاديمية ،ما معنى ذلك التحرر… ؟
يعني أنني أتعامل مع اللوحة كمساحة حرة للتعبير، أبدأ بالحدس والإحساس قبل التفكير في أي قواعد تقنية. هذه الحرية تسمح لي بالتحرك بين الألوان والأشكال بدون قيود مسبقة، ما يمنح كل عمل طابعًا شخصيًا وفريدًا. التحرر هنا لا يعني الفوضى، بل يعني القدرة على المزج بين الفطرة والذوق والخبرة المكتسبة، لتوليد أعمال تعكس مشاعري وتجربتي بشكل صادق ومباشر. كما يتيح لي ذلك استلهام الرموز والتراث المغربي بأسلوب معاصر، مما يجعل كل لوحة تمثل رحلة فنية متجددة ومتصلة بالهوية الثقافية.
10) مانوع الأعمال الفنية التي تشتغلين عليها في مرسمك.. ؟ وهل لقت اقبالا من طرف المتلقي المغربي… ؟ ومن طرف السواح الأجانب… ؟
أركز في مرسمي على إنتاج لوحات تجريدية تتسم بالحرية والابتكار، حيث أتيح لنفسي مساحة واسعة لاستكشاف الألوان والأشكال والتراكيب بطريقة تسمح بالتحرر من القوالب التقليدية. أعمل على دراسة التوازن بين الحركة واللون والفراغ، لأصنع أعمالًا تحمل طابعًا بصريًا فريدًا يتيح للمشاهد فرصة التأمل والتفاعل مع اللوحة من زوايا مختلفة. لقد لاقت هذه الأعمال إقبالًا ملحوظًا من الجمهور المغربي، سواء من محبي الفن التجريدي أو الزوار الباحثين عن تجربة بصرية حديثة ومبتكرة، كما حظيت باهتمام الزوار الأجانب الذين يبحثون عن أعمال فنية معاصرة ذات لغة تشكيلية واضحة ومؤثرة.
11) مرسمك يوجد في فضاء محمد بن علي الرباطي في الرباط، كيف حصلت على هذا المرسم… ؟ وكيف تجدين نفسك محاطة بمجموعة من المراسيم والدكاكين الأخرى ،وكف تبدو لك هذه التجربة… ؟
حصولي على مرسمي في فضاء محمد بن علي الرباطي كان محطة مهمة في مسيرتي الفنية. فقد تحقق ذلك بفضل السيد عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بملفي الفني بعد أن اطلع على ألبوم أعمالي، وأعجب بما لمسه فيها من اجتهاد وبحث فني صادق. هذا التقدير منحني فرصة ثمينة للعمل في فضاء له قيمة تاريخية وثقافية كبيرة داخل مدينة الرباط.
أما بالنسبة لعلاقتي بالفنانين في الورشات المجاورة، فهي متنوعة؛ إذ أحتفظ بعلاقات محدودة مع بعضهم لاختلاف الرؤى والثقافات الفنية، بينما أجد نفسي منسجمة تمامًا مع آخرين يتميزون بعقلية الفنان المتفهم، المنفتح على الحوار والإبداع المشترك.
هذه التجربة كانت بالنسبة لي مدرسة حقيقية بكل معنى الكلمة. فقد منحتني فرصة نادرة للتعلم المستمر والاطلاع على أساليب مختلفة في التفكير والعمل، من خلال الاحتكاك اليومي بالفنانين والزوار. كنت أستمع بانتباه إلى ارتساماتهم وتعليقاتهم حول أعمالي، وهو ما ساعدني على تطوير أدواتي الفنية وصقل شخصيتي الإبداعية. كما سمح لي هذا الفضاء بأن أعيش أجواءً نابضة بالحياة الفنية، حيث يتحول المرسَم إلى مختبر مفتوح للتجريب والتفاعل، بعيدًا عن العزلة التي قد يعيشها الفنان أحيانًا.
باختصار، مرسمي في فضاء محمد بن علي الرباطي لم يكن مجرد مكان للعمل، بل فضاءً للنمو والتطور والانفتاح على تجارب الآخرين، مما أضاف إلى مساري الفني عمقًا لم أكن لأحصل عليه لو بقيت أعمل في عزلة.
12) تحدثي لنا عن تجربتك، وعن تنظيمك لعدة معارض الافتراضية… ؟
كانت تجربتي مع تنظيم المعارض الافتراضية محطة مهمة ومختلفة تمامًا عن المعارض التقليدية. فالانتقال إلى العالم الرقمي أتاح لي فرصة الوصول إلى جمهور أوسع بكثير، يتجاوز الحدود الجغرافية، ويشمل متابعين من مختلف الدول والثقافات. هذه المعارض سمحت لأعمالي بأن تُعرض في “فضاء عالمي مفتوح” يمكن لأي شخص الدخول إليه ومشاهدته من أي مكان وفي أي وقت.
التحدي في البداية كان تقنيًا وفنيًا في آن واحد؛ إذ كان عليّ تعلم كيفية تقديم اللوحة بصيغة رقمية تبرز تفاصيلها الحقيقية وتوصل إحساسها رغم غياب المشاهدة المباشرة. لكن سرعان ما اكتشفت أن هذه التجربة تحمل جانبًا من الإبداع بحد ذاتها، لأنها أجبرتني على التفكير في كيفية التفاعل مع الجمهور بطريقة جديدة، من خلال شاشات الحاسوب والهواتف الذكية.
ما أعجبني في هذه التجربة هو الحوار المباشر مع الزوار عبر التعليقات والرسائل، إذ كانت ردود الأفعال تأتي من أماكن بعيدة وغير متوقعة، ما أضاف بعدًا عالميًا لأعمالي. كما أن هذه المعارض الافتراضية جعلتني أكثر مرونة، وساعدتني على اكتشاف طرق حديثة للترويج للفن المعاصر والتواصل مع متابعين جدد.
13) كيف كانت تجربتك مع المعارض الجماعية التي نظمتها خارج المغرب، وهل تلقيت بعض المساعدات المادية من طرف وزارة الشاب والثقافة والتواصل، فيما يخص الإقامة والتنقل… ؟
المعارض الجماعية التي شاركت فيها داخل المغرب كانت تجربة غنية ومليئة بالدروس. فهذه اللقاءات الفنية لا تقتصر فقط على عرض اللوحات، بل تتحول إلى فضاءات للحوار بين الفنانين والجمهور، حيث يلتقي التنوع الثقافي والفكري داخل قاعات العرض ليصنع جواً من الإلهام المتبادل. بالنسبة لي، كل معرض جماعي كان فرصة لاكتشاف رؤى جديدة، سواء من خلال أعمال الفنانين المشاركين أو من خلال النقاشات المباشرة مع الزوار الذين يقدمون انطباعات صادقة ومختلفة عن اللوحات.
تنظيم هذه المعارض في مدن مختلفة داخل المغرب جعلني ألمس عن قرب مدى تنوع المتلقي المغربي وتباين اهتماماته الفنية من مدينة إلى أخرى. ففي بعض الأماكن، يلتقيك جمهور عاشق للفن يتفاعل مع اللوحة بوعي كبير، وفي أماكن أخرى يكون التفاعل عفوياً ومباشراً، وكلاهما غني بطريقته الخاصة.
أما من الناحية المادية، فلم أتلقَّ دعماً مباشراً من وزارة الشباب والثقافة والتواصل فيما يخص التنقل أو الإقامة للمشاركة في هذه المعارض، بل اعتمدت في الغالب على إمكانياتي الخاصة. ومع ذلك، فإن القيمة الفنية والمعنوية لهذه التجارب كانت أكبر بكثير من أي دعم مادي، لأنها أتاحت لي فرصة توسيع دائرة معارفي داخل الوسط الفني، وربط جسور تواصل مع فنانين ونقاد وجامعي أعمال فنية، مما أثرى مسيرتي ومنحني طاقة إضافية للاستمرار والتطور.
14) كفنانة تشكيلية نسائية ،ماهي المشاكل التي تواجهك في مسيرة الفنية… ؟ وماهي الحلول التي تقترحينها… ؟
كوني فنانة تشكيلية في المغرب، أجد أن الطريق ليس مفروشاً بالورود. هناك صعوبات متشابكة، بعضها يواجه جميع الفنانين بغضّ النظر عن الجنس، وبعضها الآخر مرتبط بواقع المرأة في المجال الفني. من أبرز التحديات التي أواجهها غياب الدعم المؤسسي الحقيقي للفن التشكيلي، حيث يعتمد الفنان في الغالب على مجهوده الشخصي لتأمين أدواته، وتنظيم معارضه، والتعريف بنفسه داخل الوسط الثقافي.
أما على مستوى النظرة المجتمعية، فما زالت بعض العقليات التقليدية تُقزّم من قيمة الفن أو تحصره في خانة الهواية، وهو ما يجعل مسار الفنانة التشكيلية أكثر صعوبة مقارنة بنظيرها الرجل. إضافة إلى ذلك، هناك تحديات مرتبطة بضعف قنوات التسويق للفن المعاصر، وقلة المنصات الاحترافية التي تربط الفنانين بالمقتنين والمهتمين.
بالنسبة لي، أرى أن الحل يبدأ من تعزيز الثقافة الفنية لدى المجتمع، عبر التربية على الفن في المدارس والجامعات، وإشراك الإعلام في التعريف بالفنانين وتجاربهم. كما أن إحداث برامج دعم واضحة وشفافة من طرف المؤسسات الثقافية يمكن أن يخفف من الأعباء المالية التي يتحملها الفنان بمفرده. وبالنسبة للمرأة الفنانة، أعتقد أن قوة الإرادة، والاعتماد على النفس، وبناء شبكة من العلاقات المهنية الجادة، هي السبيل لتجاوز هذه التحديات، إلى أن يتحقق الوعي المجتمعي الكامل بأهمية دور الفنانة في إثراء المشهد الثقافي.
15) مارأيك بالملتقيات الأدبية والفنية، لاسيما ملتقى الشعراء العرب ومجلة أزهار الحرف الإلكترونية المصرية التي يرأسها الأديب والناقد والشاعر الكبير ناصر رمضان عبد الحميد… ؟
أعتبر الملتقيات الأدبية والفنية فضاءات حيوية لا غنى عنها في المشهد الثقافي المعاصر، لأنها تجمع بين الإبداع التشكيلي، والأدب، والشعر في بوتقة واحدة، وتخلق حالة من الحوار الخلاق بين مختلف الفنون. هذه اللقاءات تمنح الفنان فرصة لتقديم أعماله لجمهور أوسع، وتتيح له الاطلاع على تجارب أخرى، مما يوسع آفاقه ويغني تجربته.
أما ملتقى الشعراء العرب ومجلة أزهار الحرف، فهما نموذج مشرف لهذا النوع من المبادرات الثقافية العربية التي ترفع شعار التكامل بين الفنون، وتمنح مساحة حقيقية للتعريف بالمبدعين بعيداً عن الاعتبارات التجارية الضيقة. ولا يسعني إلا أن أثني على الدور الكبير الذي يقوم به الأديب والناقد والشاعر ناصر رمضان عبد الحميد في دعم الفن والفنانين، وإيمانه العميق بأهمية الحوار بين مختلف أشكال الإبداع، وهو ما يجعل من المجلة منبراً ثقافياً مميزاً يستحق كل التقدير.
برأيي، هذه الفعاليات ضرورية لأنها لا تكتفي بالاحتفاء بالفن، بل تساهم في خلق شبكة تواصل عربية واسعة بين الفنانين والكتاب والشعراء والنقاد، وهو ما يعزز تبادل الخبرات ويدفع بالمشهد الثقافي نحو المزيد من الانفتاح والتجدد.
16) أخيرا، ما الحلم الذي لازال يسكنك كفنانة تشكيلية.. ؟ وكيف تحبين أن يتذكرك المتلقي المغربي ،والوسط الثقافي الفني… ؟
حلمي هو ترك بصمة واضحة في عالم الفن، وأن تصل أعمالي إلى المشاهدين بطريقة تعكس صدق التعبير وحرية الإبداع. أريد أن يُتذكّر عملي على أنه صادق وفطري، وأن أكون فنانة التزمت بتطوير تجربتها، منفتحة على الحوار مع جميع أشكال الإبداع. أتمنى أن تثير لوحاتي التأمل، وتكون مصدر إلهام للفنانين القادمين، تمامًا كما ألهمتني أعمال الأساتذة والمبدعين الذين سبقوني.
بالنسبة لي، الفن ليس مجرد عمل، بل رسالة حقيقية تعكس حريتي في التعبير ورغبتي العميقة في التواصل مع الآخرين. ومع أنني في بداياتي، فإنني أؤمن بأن كل لوحة أخلقها هي خطوة في مسيرة طويلة نحو التألق والإبداع، وأسعى لأن تكون أعمالي جزءًا من، ،
المشهد الفني المغربي، وملهمة لكل من ي
قترب منها، كما ألهمتني أعمال الأساتذة والمبدعين الذين سبقوني وفتحوا أمامي آفاقًا رحبة لاكتشاف إمكانياتي.
حاورها من المغرب؛ محمد زوهر