📖 فريدة ومظلّة قوس قزح
(قصة للأطفال – بقلم سعيد إبراهيم زعلوك)
في صباحٍ غائمٍ، استيقظت فريدة على صوت المطر وهو يقرع النوافذ كأنه يهمس لها:
– “انهضي يا فريدة… فالسماء اليوم تغنّي!”
قفزتْ من سريرها فرِحة، لبست معطفها الأصفر، ووضعت قبّعتها الزرقاء، وخرجت إلى الحديقة الصغيرة خلف البيت. كانت الأشجار تلوّحُ بأغصانها، والعصافير تختبئ تحت الأوراق، والماء يرقص فوق العشب الأخضر.
سارت فريدة تمشي وتغنّي، وفجأة رأت شيئًا غريبًا تحت شجرة الرمان…
كانت مظلّة، لكن ليست كأي مظلّة!
كانت المظلّة ملوّنة، في كل جزء منها لونٌ من ألوان قوس قزح. اقتربت فريدة، لمستها بحذر، وفجأة… فتحت المظلّة نفسها وحدها، ورفرفت في الهواء مثل جناح طائر!
ضحكت فريدة وقالت:
– “أوه! هل أنتِ حيّة؟”
ردّت المظلّة بصوت ناعم يشبه لحن المطر:
– “أنا مظلّةُ قوس قزح… لا أظهرُ إلا للأطفال الذين يحبّون الغيم والماء والضوء!”
سألتها فريدة بفضول:
– “وهل تأخذينني في جولة؟”
ابتسمت المظلّة وقالت:
– “تمسّكي جيدًا!”
وما إن أمسكت فريدة بالمقبض حتى طارتا معًا، فوق البيوت، والحقول، والأنهار. رأت من الأعلى الأطفال يركضون، والفلاحين يبتسمون، والأشجار تهزّ أغصانها كما لو أنها تُحييها.
وفي منتصف الرحلة، قابلتا نحلةً صغيرة تبكي عند حافة زهرة.
سألتها فريدة بلطف:
– “لماذا تبكين؟”
قالت النحلة:
– “بلّلتني الأمطار، وضاعت طريقي إلى الخليّة…”
فأخرجت فريدة قطعة قماش صغيرة من جيبها، وجفّفت النحلة، ثم أشارت للمظلّة، وقالت:
– “سنُعيدك إلى خليّتكِ بأمان!”
وهكذا، حملت المظلّة الصغيرة الثلاثة: فريدة، والنحلة، والفرح… وعادت بهم إلى الغابة، حيث تعيش النحلة وعائلتها.
قبل أن تودّعها، همست المظلّة لفريدة:
– “حين تمطرُ السماءُ بالحبِّ، ابحثي عنّي… سأكون قريبة.”
ثم طارت المظلّة وحدها، واختفت خلف قوس قزح ظهر فجأة في السماء.
عادت فريدة إلى بيتها، ووجهها يلمع كأنّ المطر ترك فيه شمسًا صغيرة، وقالت لأمها:
– “اليوم… ركبتُ الحلم، وحملتُ النور، وصادقتُ المطر.”