من و لمن
من يكتبُ لِمَنْ؟ من يقرأُ لِمَنْ؟
أنا في زوايا صمتي… مُنعزلْ
أأكتبُ لنفسي؟ أم أكتبُ لظلّي
إذا ما انعكس؟ ثمَّ… وارتحلْ؟
أأقرأُ حبرًا لأبني يقينًا
ويهدمُهُ الحرفُ حين يُكْتَملْ؟
فمن في القصائدِ… كان يُناديني؟
ومن في السُطورِ… بقلبي اتّصلْ؟
أأنا قارئُ الحرفِ أم هو قارئـي
إذا ما انطوى المعنى… وانفصلْ؟
أنا ليس أنا… وربما أنتَ
تقرأني الآن كي… تكتملْ
تُرى… هل كتبتُ لأحيا قليلاً؟
أم أكتبُ الآن كي… أندملْ؟
أأنقشُ وهمي على جُدرِ وهمٍ
وأدعو صدايَ لكي… يكتحلْ؟
أنا في الحروفِ أُبعثُ موتى
وفي صمتها… يولدُ المُشتعلْ
أتَشْهَدُ حرفي أم الحرفُ يشهدُ
بأني غريبٌ… إذا ما سُئلْ؟
أنا نصفُ ظلٍّ، ونصفُ اختفاءٍ
إذا ما انمحى الخطوُ… أو زَلَّ زلْ
فلا تسألِ الحرفَ: من ذا كتبني؟
ففي كلِّ “من”… تختفي ألفُ “لـمْ؟”
أنا هنا لن أبرحَ مكانْ
لا يزال صوتي… يندملْ
والسكونُ يُربّتُ فوق فمي
كأنّهُ يعرفُ ما لم يُقَلْ
أُحدّقُ في الجدرانِ باهتًا
كأنّي صدى، أو صدى المُقَلْ
أأصمتُ لأنّ الحنينَ نوى؟
أم لأنّ الطريقَ قد اختزلْ؟
أأكتبُ وجهي إذا ما بكى
وأرسمهُ حينَ يكتملْ؟
أم أتركُ الحرفَ دوني يميلُ
ويمنحني ما بهِ… ارتحلْ؟
فمن ذا أنا إن نطقْتُ سُكوني؟
ومن كنتُ قبلكَ… إن سُئلْ؟
أنا نصفُ موتٍ ونصفُ حياةٍ
إذا ما رأيتَ… فلا تَسْتَعِجلْ
بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
الشعر اللغز الفلسفي