نشيد الإشراق
أشرقتَ فينا،
كأنَّ الفضاءَ تنفّسَ حلمًا قديمُ،
كأنَّ النجومَ تخلعُ عن كتفِ الليلِ
أثوابَهُ السودَ
كي تستعيدَ العميمُ.
يا ومضَ عينيكَ،
كيف استحالَ الدجى قمراً
وانهزمَ الصمتُ
وانفلقَ الغيمُ في شفةِ الفجرِ،
حيث ابتسامتُكَ نهرٌ،
وحيثُ خطاكَ تراتيلُ نورٍ،
تفيضُ،
فيمتلئُ العالمُ المستهامُ الرحيمُ.
أأشبهُكَ البدرَ؟
لكنَّهُ يبهتُ في حضرةِ السرِّ،
يبردُ في وجنةِ الفجرِ،
يخبو إذا ما ارتجلتَ الضياءَ،
وأطلقتَ موسيقى الأرواحِ
كي يترنّمَ فينا المقيمُ.
صوتُكَ أوتارُ كونٍ،
وكلُّ الحروفِ إذا نادمتْهُ
تغدو كؤوسًا من الضوءِ،
تشربُها مهجةٌ
لم يزلْ في سراديبِها الحبُّ
ملكًا،
وما زالَ حكمُكَ في نَفَسِي محتَكِمُ.
أنتَ صباحي،
ولولاكَ تبقى المسافاتُ
ظلاً،
ويبقى الوجودُ رمادًا
ووجهُ الحقيقةِ معدوم
فامكثْ على الأرضِ إشراقَها،
وامكثْ على الروحِ مسرحَها،
ليس لمعناكَ إلا
أنّكَ الحبُّ،
والحبُّ سلطانُ هذا اليتيمُ
د. زبيدة الفول