سفن الرحمة…
ورغم رحيلكم، ها أنا
أجيء مودِّعة، شاكرةً وممتنّة.
أقبّل أرضًا خَطَت عليها أقدامكم
حروفًا من العزّة والتضامن والشرف.
سفنُ الرحمة، كم تمنّيتُ
أن أكون على متونكم
لأعانق أهلي في غزّة،
لكنّي تخلّفت…
فأصبحتم أنتم الأجدرَ أن تكونوا أهلهم.
أبحرتم دوني،
لكن أقسم أن قلبي قد أبحر معكم.
سفن الخير، صَلّي بسلام،
وارفعي عنهم الحصار.
كوني رسول الإنسانية،
قبّليهم عنّا، وبلّغيهم
اعترافنا أنّا قد خذلناهم،
لكن رغماً عنّا.
يا موكبَ الحب، أنجدهم،
وادفعْ عنهم ذلَّ الجوع والعطش،
وأخبِروهم أنّ حبَّهم
لا يبرحُ جوارحَنا،
وإن لم نبحر معكم.
بواخرُ الحب،
ارسي بسلام عندهم،
واكسري حصارَ العدوِّ بلُقياهم.
قواربَ العزّ، عودي منتصرةً،
ونحن هنا
نحيي فيكم التضامنَ والإنسانية.
صلّوا، وأوصلوا سلامَ كلِّ من لم يبحروا،
وعودوا محمّلين بالنصر.
يا بحّارةً كتبتم مجدَ الإنسانية
من برشلونة
عبر جنوة وتونس،
نقبّلكم، نحتضنكم،
ونبايعكم حبًّا واحترامًا.
لطيفة مجاد