أوراق الأدباء بين أيدي النقّاد
أصبح الكتّاب والشعراء في زمننا أشبه بأوراقٍ رثّة تتقاذفها أيدي النقّاد. لم يعد النص يُقرأ بصفاء نية، ولا يُستقبل بروحٍ عطشى للمعنى، بل صار يُمحَّص كما تُمحّص السلعة، وتُوزن حروفه بميزان الانطباعات الشخصية، لا بميزان الإنصاف.
النقد في أصله فنّ، غايته الإضاءة وكشف مكامن الجمال والخلل معًا، غير أنّه تحوّل عند كثيرين إلى ساحةٍ للعرض والاستعراض، يفرض فيها الناقد سلطته على حساب صوت الكاتب، فيغدو المبدع مجرّد ضيفٍ على نصّه، يتلقّى الحكم بدل أن يُنصت إلى صدى إبداعه.
إنّ الورقة التي يخطّها الشاعر بمداد قلبه ليست هشّة كما يتوهّم النقّاد، بل هي امتدادٌ لروحه، ومرآةٌ لوجوده. وإن بدت في أيديهم رثّةً، فلأنّهم لم يقرأوا عمقها، ولم ينصتوا إلى ما وراء سطورها.
الأدب لا يشيخ، وما يُكتب بصدق لا يُستهلك. وحدها الأحكام العجلى تتساقط كأوراق الخريف، أما النصوص الصادقة فتبقى غصونًا خضراء، مهما حاولت رياح النقد أن تُهزّها.
بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر