السبت, سبتمبر 20, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية أدب النقد

البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة بقلم: أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
سبتمبر 19, 2025
in النقد
البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة بقلم: أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي

البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة – إسهامات شخصية في التعليم واللاهوت والثقافة الألبانية

بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
E-mail: [email protected]

الملخص
يهدف هذا المقال إلى دراسة شاملة لحياة وأعمال البروفيسور جمال بالا، أحد أبرز الشخصيات الفكرية والدينية في ألبانيا المعاصرة. من خلال تحليل سيرته الذاتية وإسهاماته في مجالات التعليم واللاهوت والثقافة والنشاط المدني، يبرز المقال دوره في إعادة بناء الهوية الإسلامية الألبانية بعد التحولات السياسية في البلاد. كما يتناول مؤلفاته العديدة، والتكريمات الرسمية التي حازها، وتأثيره في تشكيل الوعي الديني والثقافي لدى الأجيال الجديدة. ويقدَّم هذا البحث ضمن إطار أكاديمي يربط سيرته الفردية بالمشهد الثقافي الأوسع، مبرزًا أهمية بالا كنموذج للمثقف الملتزم والفاعل في مجتمعه.
المقدمة
تمثل شخصية البروفيسور جمال بالا أحد أكثر الشخصيات تكاملاً في مجالات التعليم والثقافة والفكر الإسلامي الألباني بعد النصف الثاني من القرن العشرين. وتشهد مسيرته الحياتية والمهنية على التزام نادر بالتعليم والبحث العلمي وإحياء القيم الروحية، مما أثر بعمق في تشكيل النخبة الفكرية والدينية في البلاد. يهدف هذا المقال إلى عرض إسهاماته المتعددة الأبعاد – في الحقل التربوي، والصحفي، والعلمي، والأدبي، والثقافي، والاجتماعي – إضافةً إلى دوره في التطورات السياسية والمؤسسية في ألبانيا، وذلك بأسلوب منظم وناقد.
الحياة والتكوين العلمي
وُلد البروفيسور جمال بالا في تيرانا في 2 نيسان/أبريل 1934. بدأ تعليمه في مدرسة تيرانا الدينية (المدرسة الشرعية)، حيث أنهى الدورة السباعية والدراسة الثانوية، مكتسبًا قاعدة راسخة في العلوم الدينية والإنسانية. بعد إنهائه دورة تحفيظ القرآن الكريم، تابع دراساته التربوية استعدادًا لمهنة التعليم. إلى جانب ذلك، تأهل في كلية العلوم الطبيعية (قسم الأحياء والكيمياء) بجامعة تيرانا، والتحق بالدورة العلمية للدراسات اللاهوتية في جامعة الأزهر المرموقة بالقاهرة. هذا الجمع النادر بين العلوم الطبيعية والدينية كوَّن لديه شخصية أكاديمية غنية. وقد مُنح وسام “نعيم فراشري” من الدرجة الأولى والثالثة من رئاسة المجلس الشعبي تكريمًا لجهوده في التعليم.
الإسهام في التعليم والنشاط الاجتماعي
مع إرساء التعددية السياسية في ألبانيا، انخرط بالا بقوة في إعادة بناء المؤسسات التعليمية الدينية. على مدى تسع سنوات متواصلة، عمل مدرسًا، ثم نائبًا للمدير، ثم مديرًا لمدرسة تيرانا الدينية، حيث أعد برامج خاصة للمواد الدينية، وعزز مكانة هذه المؤسسة كمحضن للتكوين الأخلاقي والفكري. في الوقت ذاته، أدى مهمة الواعظ تطوعًا لمدة سبع سنوات. شمل نشاطه الاجتماعي الجمعيات الثقافية والدينية، فكان نائب رئيس جمعية “الحافظ إبراهيم داليو” وعضوًا في جمعية “تيرانا”. نشر أكثر من مئتي مقال في الصحافة الإسلامية، وشارك في عشرات الندوات والملتقيات داخل البلاد وخارجها، مقدمًا أكثر من عشرين مداخلة. ومنذ عام 2000، تولى إدارة مدرسة “أربيريا” الخاصة (التسع سنوات)، كما حاضر في جامعة “بدر” في مادة “العلم والدين”.
الإبداع والمؤلفات
ألَّف البروفيسور بالا نحو خمسين كتابًا، منها:
• كتيبان عن الأسرة وتربية الأطفال.
• دراسات عن شخصيات بارزة في الفكر الإسلامي والتعليم الألباني، مثل الحافظ إبراهيم داليو، فيكشي ديميراي، الحاج محمود داشي، والحافظ مصطفى دوراتشي.
• السلسلة الكبرى القرآن والإنسان (10 مجلدات)، التي تعلّق على كتاب الحافظ إبراهيم داليو “خلاصة معاني القرآن الكريم”.
• مجلدات نور آل البيت (1–2)، بالاشتراك مع الشيخ الدكتور بويار حوراساني.
تمثل مؤلفاته مزيجًا بين البحث اللاهوتي والصحافة وتاريخ الفكر الإسلامي الألباني، وتقدّم مجموعة لا غنى عنه للباحثين في هذا المجال.
جماليات الوعي وأخلاقيات الوجود: قراءة فلسفية-سوسيولوجية في مشروع جمال بالا الفكري
الملخص:
تتناول هذه الدراسة النقدية أعمال المفكر الألباني جمال بالا من خلال تحليل ستة كتب تشكل نواة مشروعه الفلسفي والثقافي، الذي يربط بين الأخلاق، الوعي، الدين، والحداثة. تنطلق الورقة من فرضية أن بالا لا يكتب نصوصًا مستقلة، بل يبني منظومة فكرية متكاملة تتقاطع فيها الفلسفة، السوسيولوجيا، والأنثروبولوجيا الثقافية. من خلال قراءة موسعة لهذه الأعمال، تسعى الدراسة إلى إبراز مركزية الفعل الجمالي، البنية الأخلاقية، والوعي الديني في تشكيل الإنسان الحديث، وتضع بالا ضمن تقليد فكري يتجاوز السياق الألباني ليحاور الفكر العالمي المعاصر.
المقدمة:
في زمن تتشظى فيه القيم وتتفكك فيه الهويات تحت ضغط الحداثة الرقمية والنزعة الاستهلاكية، يبرز مشروع جمال بالا بوصفه محاولة فلسفية وأدبية لإعادة بناء الإنسان من الداخل. لا يكتب بالا نصوصًا متفرقة، بل يبني خطابًا متماسكًا يضع الأخلاق في مركز الوعي، ويعيد الدين إلى موقعه الأنطولوجي، ويستعيد الجمال كفعل مقاوم للرداءة.
من خلال ستة كتب تتنوع بين الفلسفة، السوسيولوجيا، واللاهوت الطبيعي، يقدم بالا تأملات عميقة حول الإنسان، المجتمع، والكون. كتابه “افعلوا ما هو أجمل” يضع الجمال كفعل أخلاقي، بينما “البوصلة الأخلاقية للوعي الاجتماعي” يعيد تعريف العلاقة بين الفرد والمجتمع. في “الإنسان كائن اجتماعي”، يواجه بالا تحديات الحداثة، ويقترح نموذجًا للهوية في عصر الرقمنة. أما “البنية الأخلاقية-المعنوية لشخصية الإنسان”، فيؤسس لنظرية في الشخصية قائمة على الضمير. وفي “الله موجود”، يقدم حججًا عقلانية وشعرية لوجود الإله، بينما “الدين والإيمان في طبيعة الإنسان” يعيد الدين إلى مركز التأمل الفلسفي بوصفه تجربة داخلية وضميرية.
هذه الدراسة لا تكتفي بتحليل كل كتاب على حدة، بل تسعى إلى الكشف عن الخيوط الفكرية التي تربط بينها، وتضع بالا في سياق فلسفي عالمي، حيث يلتقي كيركغارد، ميرسيا إلياده، وبول تيليش، دون أن يفقد خصوصيته الثقافية الألبانية.
1) جمالية الفعل وأخلاق الذاكرة: قراءة فلسفية-أدبية في كتاب “افعلوا ما هو أجمل” لجمال بالا
الملخص
تتناول هذه الدراسة التحليلية كتاب “افعلوا ما هو أجمل” للكاتب والمفكر الألباني جمال بالا، بوصفه نصًا أدبيًا وفلسفيًا يتجاوز حدود التعبير الجمالي ليصبح بيانًا أخلاقيًا وثقافيًا في زمن التحديات الفكرية والإنسانية. من خلال تحليل فصول الكتاب، تسلط الورقة الضوء على مركزية الذاكرة، دور الكلمة، وجمالية الفعل كأدوات مقاومة للابتذال والفراغ القيمي. كما تستعرض الدراسة أثر الكتاب في الحقول الفكرية، الأدبية، الثقافية، والسياسية، وتبرز مساهمته في إعادة الاعتبار للوعي الإنساني في الخطاب المعاصر.
المقدمة
في ظل التحولات الثقافية المتسارعة، وتراجع القيم الإنسانية في الخطاب العام، يبرز كتاب “افعلوا ما هو أجمل” لجمال بالا كصرخة فكرية وأدبية تستنهض الوعي وتعيد الاعتبار للجمال بوصفه فعلًا أخلاقيًا. لا يكتفي بالا بتقديم تأملات أدبية، بل يبني نصًا يتقاطع فيه الشعر مع الفلسفة، والذاكرة مع الالتزام، ليشكل بذلك مشروعًا ثقافيًا متكاملًا يدعو إلى استعادة الإنسان لجوهره الأخلاقي والجمالي.
أولًا: الذاكرة كواجب أخلاقي
يضع بالا الذاكرة في صلب مشروعه الفكري، بوصفها فعلًا أخلاقيًا لا مجرد استرجاعٍ للماضي. يقول: “لا تنسَ، فالنسيان هو موتٌ ثانٍ.” بهذه العبارة، يؤكد أن فقدان الذاكرة هو فقدان للهوية، وأن استحضار الماضي ليس ترفًا بل ضرورة وجودية. فالذاكرة، في تصور بالا، هي مقاومة للنسيان، وهي فعلٌ يحفظ الكرامة ويعيد الاعتبار للتاريخ الإنساني.
ثانيًا: الجمال كفعل مقاوم
الجمال عند بالا ليس زخرفة شكلية، بل فعلٌ مقاوم للرداءة والفراغ القيمي. يقول: “الجمال ليس زينة، بل نورٌ يضيء طريق الإنسان.” بهذا التصور، يصبح الجمال فعلًا أخلاقيًا، يتجاوز المفاهيم الجمالية التقليدية ليصبح أداة للوعي والتحرر. فالجمال، كما يطرحه بالا، هو موقف وجودي، وهو اختيارٌ في وجه القبح الأخلاقي والروحي.
ثالثًا: الكلمة كوسيط للوعي والتحرر
في فصول متعددة، يعيد بالا الاعتبار للكلمة بوصفها أداة خلق وتحرر. يقول: “الكلمة أقوى من الصمت، حين تولد من الألم والأمل.” الكلمة، في هذا السياق، ليست مجرد وسيلة تواصل، بل فعلٌ وجودي يحمل في طياته الذاكرة، الألم، والرجاء. إنها أداة مقاومة، ووسيطٌ للوعي، ومسؤولية أخلاقية تقع على عاتق الكاتب والمثقف.
رابعًا: الالتزام الثقافي والوعي السياسي
يتخذ بالا موقفًا واضحًا من دور المثقف في المجتمع، حيث يرى أن الصمت أمام الظلم هو شكلٌ من أشكال العنف. يقول: “أن تصمت حين يجب أن تتكلم، هو شكل جديد من أشكال العنف.” بهذا الطرح، يدعو إلى ثقافة مسؤولة، وإلى سياسة قائمة على الوعي والذاكرة، لا على المصلحة والسطحية. فالمثقف، في نظره، ليس متفرجًا، بل فاعلًا في صياغة الوعي الجماعي.
خامسًا: أثر الكتاب في الحقول الفكرية والثقافية
• في الفكر: يعيد بالا الاعتبار للفكر النقدي القائم على القيم، ويطرح أسئلة وجودية تتجاوز اللحظة الراهنة.
• في الأدب: بأسلوبه الشعري والفلسفي، يضع نفسه ضمن تقليد أدبي ملتزم يستحضر أسماء مثل كاداريه وبوراديتشي.
• في الثقافة: يدعو إلى ثقافة الذاكرة، وإلى إعادة بناء الوعي الجمعي على أسس أخلاقية وجمالية.
• في السياسة: يطرح تصورًا للسياسة بوصفها فعلًا أخلاقيًا، لا مجرد إدارة للمصالح.
• في البحث العلمي: يفتح آفاقًا للدراسات متعددة التخصصات، تجمع بين الأدب، الفلسفة، والعلوم الإنسانية.
الخاتمة
إن كتاب “افعلوا ما هو أجمل” هو أكثر من نص أدبي؛ إنه بيانٌ أخلاقي وجمالي في زمن الحاجة إلى المعنى. جمال بالا، من خلال لغته الرصينة وفكره العميق، يقدم دعوة للعيش بصدق، وللتذكّر بمسؤولية، وللفعل بجمال. وفي زمن تفقد فيه الكلمة معناها، يثبت هذا العمل أن الكلمة يمكن أن تكون نورًا، وأن الأدب يمكن أن يكون فعلًا للتحرر والوعي.
2) البوصلة الأخلاقية للوعي الاجتماعي: تقييم أكاديمي لعمل جمال بالا
الملخص
تتناول هذه الدراسة العمل الفلسفي والثقافي لجمال بالا بعنوان “الأخلاق تحدد قيم علاقة الفرد بالمجتمع”، باعتباره مساهمة مهمة في النقاش المعاصر حول الأخلاق، الهوية، والمسؤولية الاجتماعية. من خلال تحليل بنية الكتاب ومحتواه، يقيم المقال تأثير المؤلف في الحياة الفكرية، الأدبية، الثقافية والسياسية في الفضاء الألباني، ويضع عمله كدعوة لإعادة الأخلاق كأساس للعلاقات الإنسانية.
المقدمة
في عصر يتسم بالنسبية الأخلاقية وتفكك القيم، يقدم عمل جمال بالا مقاربة جريئة ومنظمة للحاجة إلى أخلاق اجتماعية جديدة. كتابه ليس مجرد أطروحة فلسفية، بل هو تأمل عميق في علاقة الفرد بالمجتمع، حيث يضع الأخلاق كبوصلة توجه الوعي الجماعي.
1. بنية ومحتوى الكتاب
الفصل الأول: الأخلاق كبنية للوعي
يرى بالا أن الأخلاق انعكاس داخلي للمسؤولية تجاه الآخر:
“الأخلاق ليست قانوناً خارجياً، بل انعكاس داخلي للمسؤولية تجاه الآخر.”
الفصل الثاني: الفرد والمجتمع – علاقة متبادلة
يحلل المؤلف التوتر بين الاستقلالية الفردية والمعايير الاجتماعية:
“لا يمكن أن يكون المجتمع عادلاً بدون أفراد نزيهين، ولا يمكن للفرد أن يكون حراً بدون مجتمع يحترم الأخلاق.”
الفصل الثالث: القيم كمرآة للأخلاق
تُعرض القيم مثل العدالة، النزاهة، والتضامن كآليات تربط الفرد بالمجتمع:
“القيم لا تُورث، بل تُكتسب من خلال الجهد الأخلاقي.”
الفصل الرابع: الأخلاق في السياق السياسي والثقافي
ينتقد بالا استخدام القيم لأغراض السلطة:
“السياسة بدون أخلاق هي تلاعب، والثقافة بدون أخلاق هي فراغ.”
2. تأثير العمل في السياقات المختلفة
• فكرياً: يثير النقاش حول دور الأخلاق في المجتمع.
• أدبياً: يستخدم أسلوباً واضحاً ومبنيّاً على الحجج، غني بالإشارات الفلسفية.
• ثقافياً: يعزز ثقافة المسؤولية والتأمل الأخلاقي.
• علمياً: يبني جسوراً بين الفلسفة، علم الاجتماع، وعلم النفس الأخلاقي.
• سياسياً: يدعو إلى أخلاق عامة جديدة تقوم على الشفافية والنزاهة.
الخاتمة
يُعد عمل جمال بالا دعوة للتأمل والعمل. لا يقدم حلولاً جاهزة، بل يطرح أسئلة تتطلب إجابات صادقة وجريئة. في زمن تُنسب فيه القيم، يذكرنا بالا أن الأخلاق ليست رفاهية، بل ضرورة وجودية.
3) الإنسان في مفترق طرق الحداثة: قراءة سوسيولوجية وثقافية لكتاب “الإنسان كائن اجتماعي والظواهر الجديدة في المجتمع الحديث” بقلم جيمال بالا
الملخص
تتناول هذه الدراسة كتاب جيمال بالا بوصفه مساهمة بارزة في الخطاب السوسيولوجي والثقافي الألباني، من خلال تحليل بنيته المفاهيمية، ومنهجه التحليلي، وتأثيره في الحياة الفكرية والأدبية والسياسية. يعالج الكتاب تحولات المجتمع الحديث من خلال عدسة نقدية تضع الإنسان في مركز التأمل حول الهوية والقيم وتحديات العصر الرقمي. تشمل الدراسة قراءة معمقة للمقدمة والفصول الأساسية، بالإضافة إلى تقييم إسهامات المؤلف في المجالات الأكاديمية والثقافية.
المقدمة
في زمن تواجه فيه المجتمعات الألبانية توترات متعددة بين التقليد والحداثة، يقدم كتاب “الإنسان كائن اجتماعي والظواهر الجديدة في المجتمع الحديث” لجيمال بالا تأملاً عميقاً حول دور الفرد في سياق التحولات العالمية. يبني بالا تحليلاً يدمج النظرية السوسيولوجية بالتجربة الثقافية، واضعاً الإنسان ككائن اجتماعي في حوار دائم مع الزمن والتكنولوجيا والقيم.
1. المقدمة: فرضية التأمل الإنساني
تشكل مقدمة الكتاب بياناً فلسفياً حول ضرورة إعادة الإنسان إلى مركز التحليل الاجتماعي. يقول المؤلف:
“الإنسان ليس مجرد كائن بيولوجي، بل هو منشئ للمعاني والعلاقات التي تشكل الحياة الجماعية.”
هذا التوجه يضع الكتاب ضمن تقليد الفكر الإنساني، حيث لا يقتصر التحليل السوسيولوجي على الإحصاء، بل يشمل البعد الأخلاقي والثقافي.
2. الإنسان ككائن اجتماعي: الأساس النظري
يبني الفصل الأول قاعدة نظرية قوية، مستنداً إلى مفكرين مثل دوركايم، جيدنز وكاستيلز. يؤكد بالا أن:
“المجتمع شبكة معقدة من العلاقات التي يتشكل فيها الفرد ويشكلها.”
يرى الإنسان كفاعل واعٍ، منخرط في عمليات مستمرة لبناء الهوية والمعنى.
3. الظواهر الجديدة: العولمة، الرقمنة وتجزئة الهوية
يتناول هذا الفصل الظواهر التي تميز المجتمع الحديث:
• العولمة كعملية تضعف الحدود الثقافية والسياسية
• الرقمنة كتغيير في أساليب التواصل والمعرفة
• تجزئة الهوية كنتيجة للتعددية والنسبية القيمية
اقتباس دال:
“في عصر الشبكات الاجتماعية، يواجه الإنسان خطر فقدان أصالته لصالح صورة مصطنعة للاستهلاك العام.”
4. أزمة القيم ودور الثقافة
يبحث بالا أزمة القيم كظاهرة تمس الفرد والمؤسسات على حد سواء. ويقترح العودة إلى الثقافة كوسيلة لإعادة بناء الروابط الاجتماعية واستعادة البعد الأخلاقي للوجود.
“الثقافة ليست زينة، بل أساس للوعي الجماعي.”
يشكل هذا الفصل دعوة إلى مواطنة نشطة وتعليم يعزز التفكير النقدي.
5. التأثير وإسهامات المؤلف
يترك الكتاب أثراً متعدد الأبعاد:
تأثير الكتاب المجال
يثير نقاشاً حول دور الإنسان في العصر الرقمي فكري
يمزج بين التحليل والأسلوب الأدبي الحساس أدبي وثقافي
يقدم نموذجاً للتحليل متعدد التخصصات أكاديمي
يقترح مواطنة واعية ومسؤولة سياسي
الخاتمة
يقدم جيمال بالا من خلال هذا العمل مساهمة مهمة في الفكر السوسيولوجي الألباني، واضعاً الإنسان في مركز التأمل حول تحديات العصر الحديث. الكتاب دعوة لعدم نسيان البعد الأخلاقي والثقافي والاجتماعي للوجود، في زمن تهدد فيه التكنولوجيا والنزعة الاستهلاكية بتحويل الإنسان إلى كائن مجزأ. كما يقول المؤلف:
“الحداثة ليست مجرد تقدم، بل تحدٍ للحفاظ على الإنسانية في الإنسان.”
4) الأخلاق كأساس للشخصية: تحليل علمي لكتاب “البنية الأخلاقية-المعنوية لشخصية الإنسان” لجمال بالا
الملخص
تتناول هذه الدراسة بشكل معمق العمل الفلسفي والأنثروبولوجي لجمال بالا، “البنية الأخلاقية-المعنوية لشخصية الإنسان”، من خلال تحليل فصوله بشكل منفصل وإبراز إسهامه في تشكيل الفكر الأخلاقي الألباني. يعالج المؤلف العلاقة بين الأخلاق والهوية الشخصية، ويضع الأخلاق كأساس للشخصية والحياة الاجتماعية. كما يقيم المقال تأثير بالا في مجالات الفلسفة والثقافة والتعليم والسياسة، ودوره كشخصية بارزة في تطوير الفكر النقدي في ألبانيا.
المقدمة
في سياق تاريخي تُهمّش فيه القيم الأخلاقية غالبًا بفعل الديناميكيات السياسية والاجتماعية، يُعدّ كتاب جمال بالا “البنية الأخلاقية-المعنوية لشخصية الإنسان” عودة قوية إلى الإنسان ككائن أخلاقي. يسعى هذا العمل إلى بناء نظرية للشخصية على أساس الأخلاق، ويعالج الأخلاق ليس كقواعد خارجية، بل كتجربة داخلية وبنية للهوية. تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الأبعاد الفلسفية والنفسية والثقافية للعمل، وتحديد مكانته كمرجع أساسي في الفكر الأخلاقي الألباني المعاصر.
تحليل الفصول
الفصل الأول: الإنسان ككائن أخلاقي
يبدأ بالا عمله بتأكيد أساسي:
“الإنسان لا يولد أخلاقيًا، لكنه يمتلك الاستعداد ليصبح كذلك.”
يعالج هذا الفصل الفرق بين الغريزة والضمير، ويضع الأخلاق كنتيجة لتطور الضمير. يستند المؤلف إلى الفلسفة الكلاسيكية (أرسطو، كانط) والفكر الأخلاقي المعاصر، ويربط الأخلاق بالحرية والمسؤولية.
الفصل الثاني: تشكيل البنية الأخلاقية
يقسم بالا البنية الأخلاقية إلى ثلاث طبقات: التربية الأسرية، التأثير الاجتماعي، والتأمل الذاتي.
“الأخلاق ليست مجرد قاعدة، بل تجربة داخلية للخير.”
يتضمن الفصل أمثلة من الواقع الألباني، مما يجعل التحليل قابلًا للتطبيق في السياق الثقافي المحلي. ويؤكد بالا على دور التربية كعملية لبناء الضمير الأخلاقي.
الفصل الثالث: الأخلاق والهوية الشخصية
في هذا الفصل، يؤكد بالا أن الأخلاق ليست إضافة للشخصية، بل أساسها.
“الهوية بدون أخلاق هي شكل بلا مضمون.”
يستكشف الفصل التوتر بين الأخلاق الفردية والمعنويات الجماعية، ويقترح نموذجًا للشخصية يبني ذاته من خلال التأمل الأخلاقي.
الفصل الرابع: الأخلاق في السياق السياسي والثقافي
ينتقد المؤلف توظيف الأخلاق في الخطاب السياسي، ويقترح “أخلاقًا عامة” قائمة على الشفافية والمسؤولية والتضامن.
“المجتمع الذي ينسى الأخلاق، يفقد اتجاهه التاريخي.”
يتضمن الفصل تأملات حول دور المثقف في الحفاظ على الأخلاق في الفضاء العام.
المناقشة
يُعدّ عمل بالا مزيجًا من الفلسفة الأخلاقية والأنثروبولوجيا الثقافية. لا يهدف فقط إلى وصف البنية الأخلاقية، بل إلى تقديم نموذج لتشكيل الشخصية في السياق الألباني. ومن هذا المنطلق، فهو عمل معياري وتربوي يسعى إلى تثقيف القارئ من خلال التأمل.
الخاتمة
يُعدّ كتاب “البنية الأخلاقية-المعنوية لشخصية الإنسان” عملًا أساسيًا في الفلسفة الأخلاقية الألبانية. يقدم إطارًا واضحًا لفهم الإنسان ككائن أخلاقي وبناء مجتمع قائم على القيم. وفي زمن أزمة القيم، يُعدّ هذا العمل دعوة للعودة إلى الضمير والمسؤولية.
تقييم تأثير جمال بالا
• في الفلسفة: قدم مقاربة جديدة للأخلاق الألبانية، تربط المعنويات ببنية الشخصية.
• في الثقافة والأدب: ألهم مؤلفين شبابًا لمعالجة موضوع الأخلاق بشكل أعمق.
• في التعليم: استُخدم الكتاب كمرجع في المناهج الجامعية في الفلسفة والتربية وعلم النفس.
• في السياسة: أثرت تأملاته حول الأخلاق العامة في النقاشات حول الشفافية والمسؤولية السياسية.
5) الله موجود: الأدلة من المخلوقات كبرهان على الإلهي
المقدمة
في زمنٍ يتأرجح فيه النقاش حول وجود الله بين الجدل الفلسفي والتشكيك العلمي، يقدم كتاب “الله موجود: الأدلة نراها في مخلوقاته” للمؤلف جمال بالا مقاربة فريدة: مزيج من الملاحظة الطبيعية، والتأمل اللاهوتي، والحجج العقلانية. لا يسعى هذا النص إلى فرض عقيدة، بل يدعو القارئ إلى رحلة تأملية عميقة في آثار الإلهي في العالم المرئي.
المقدمة التمهيدية: موقع المؤلف وهدف العمل
تشكل المقدمة إعلانًا واضحًا لمهمة المؤلف: إثبات وجود الله من خلال مخلوقاته. يكتب بالا:
“لا حاجة للنظر إلى ما وراء الكون للعثور على الله؛ يكفي أن تنظر إلى خلية، أو ورقة، أو عين إنسان.”
هذا القول يلخص جوهر منهجيته: الحجة الغائية، حيث يُنظر إلى كل عنصر في الطبيعة كدليل على عقلٍ سامٍ.
تحليل الفصول
الفصل الأول: الكون كرمز إلهي
يبدأ المؤلف بتحليل بنية الكون، مشيرًا إلى القوانين الفيزيائية كدليل على نظامٍ محدد مسبقًا. يقول:
“قانون الجاذبية ليس مجرد ظاهرة فيزيائية، بل حكمة تحفظ كل شيء في توازن.”
يتبنى بالا هنا الحجة الكونية، معتبرًا وجود القوانين دليلاً على مشرّع لها.
الفصل الثاني: الخلية – الكون المجهري
يتعمق المؤلف في تعقيد الخلية البيولوجية، ويصفها بأنها “مدينة منظمة بعقل لا يمكن تفسيره”. يشير إلى الحمض النووي بوصفه “كتابًا مكتوبًا بأبجدية الحياة”، ويقارنه بشيفرة مبرمجة من عقلٍ سامٍ.
الفصل الثالث: الإنسان – مرآة الخالق
يعالج بالا الإنسان كذروة الخلق، محللاً ليس فقط الجانب البيولوجي، بل الروحي أيضًا. يكتب:
“الشعور، والضمير، والحب – ليست نتاجًا للتطور، بل هدايا من الله الذي خلقنا لهدف.”
يحتوي هذا الفصل على تأملات أنثروبولوجية ولاهوتية، ويضع الإنسان كأقوى دليل على وجود الله.
الفصل الرابع: الجمال كأثر إلهي
يتوقف المؤلف عند جمال الطبيعة، ويرى فيه بُعدًا لا وظيفة له، بل دليلاً على خالق يحب الانسجام. يقتبس:
“الزهرة ليست بحاجة لأن تكون جميلة لتعيش، لكنها كذلك – لأن الله فنان.”
يقدم هذا الفصل مقاربة شعرية وفلسفية، تربط الجمال بالسمو.
الفصل الخامس: التاريخ والأنبياء
أخيرًا، يتناول بالا دور الأنبياء وتاريخ الوحي الإلهي كدليل على تدخل الله في مسار البشرية. يرى التاريخ كقصة تقودها يدٌ خفية.
الخاتمة: نص يدعو إلى التأمل
لا يُعد كتاب جمال بالا أطروحة عقائدية، بل دعوة لرؤية العالم بعين جديدة. لا يسعى إلى الإقناع بالقوة، بل بالجمال والتعقيد والحكمة في المخلوقات. حججه بسيطة في الشكل، لكنها عميقة في المضمون، مما يجعل العمل في متناول الجمهور العام وذا قيمة للنقاش الأكاديمي.
التأثير في الحياة الفكرية والثقافية والعلمية
يمتلك هذا الكتاب القدرة على التأثير في عدة مجالات:
• فكريًا: يشجع على الحوار بين العلم والدين، متحديًا الفصل التقليدي بينهما.
• ثقافيًا: يساهم في خطاب يرى الإيمان كجزء من الهوية، لا كعدو للعقلانية.
• علميًا: يدعو إلى نظرة أكثر شمولية للواقع، حيث لا تستبعد القوانين الطبيعية الإيمان، بل قد تعززه.
• سياسيًا: في السياقات التي يكون فيها الدين جزءًا من النقاش العام، يمكن أن يكون هذا الكتاب جسرًا للحوار لا أداة للانقسام.
تقدير مساهمة المؤلف
من خلال هذا العمل، لا يقدم جمال بالا فقط مقاربة جديدة للحجج حول وجود الله، بل يساهم أيضًا في ثقافة التأمل العميق. يمزج بين العلم والفلسفة والشعر في نص يمكن أن يكون نقطة انطلاق لدراسات أوسع في اللاهوت الطبيعي ونظرية المعرفة.
6) الدين كبنية أنطولوجية والإيمان كفعل للوعي: دراسة فلسفية لكتاب «الدين والإيمان في طبيعة الإنسان» لجمال بالا
الملخّص
يتناول هذا المقال العمل الفلسفي والأنثروبولوجي «الدين والإيمان في طبيعة الإنسان» لجمال بالا، بوصفه إسهامًا مميزًا في الفكر الألباني المعاصر حول الدين والإيمان والوعي. إذ يعالج بالا الدين ليس كمؤسسة دوغمائية، بل كبنية أنطولوجية للوجود الإنساني، ويؤسس خطابًا جديدًا يضع الإيمان في مركز التأمل الأخلاقي والوجودي. تكشف قراءة فصول الكتاب عن الطريقة التي يصوغ بها المؤلف مفهوم الإيمان بوصفه فعلًا للحرية والعقل، متحديًا الاستقطاب بين العقلانية المتطرفة والدوغمائية التقليدية. يستكشف المقال أيضًا تأثير الكتاب في الحياة الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية الألبانية، ويضعه كنصّ مرجعي للدراسات البينية حول الدين والهوية. ومن خلال مقاربة نقدية ومقارنة، يسعى هذا البحث إلى إعادة الدين كموضوع فلسفي وثقافي مشروع في السياق الألباني وخارجه.
المقدمة
في زمن يُختزل فيه الخطاب العام حول الدين غالبًا في سجالات أيديولوجية، يقدّم جمال بالا عملًا يعيد الدين إلى صميم التأمل الفلسفي والأنثروبولوجي. فكتابه «الدين والإيمان في طبيعة الإنسان» ليس مجرّد رسالة حول الانتماء الديني، بل تحليل عميق للبنية الأنطولوجية للدين ولدور الإيمان كفعل للوعي الإنساني. يتعامل بالا مع الدين بوصفه تجربة داخلية مستقلة عن الدوغما والمؤسسات، واضعًا إياه كحاجة وجودية نابعة من طبيعة الإنسان نفسها.
في التقليد الألباني، حيث استُخدم الدين سياسيًا أو قُمِع تاريخيًا، يمثّل هذا العمل عودة جريئة إلى قراءة نقية وفلسفية للإيمان. لا يسعى المؤلف إلى الدفاع عن منظومة دينية محددة، بل إلى فهم لماذا يؤمن الإنسان، وما الذي يبحث عنه من خلال الإيمان، وكيف يؤثر هذا الفعل في تشكيل الهوية والأخلاق والحرية الشخصية.
يهدف هذا المقال إلى تحليل البنية المفهومية للكتاب، ووضعه في سياق الفكر الألباني والدولي المعاصر. ومن خلال مقاربة نقدية ومقارنة، سنبحث كيف يبني بالا خطابًا جديدًا حول الدين، رابطًا إياه بالتجربة الثقافية والسياسية والفكرية للإنسان الحديث. في هذا الإطار، يُمثّل عمله ليس فقط إسهامًا أدبيًا وفلسفيًا، بل دعوة لإعادة الوعي كأساس للحياة العامة والشخصية.
الفصل الأول: الدين كحاجة أنطولوجية وتجربة داخلية
يضع الفصل الأول من عمل جمال بالا الأسس الفلسفية للحجّة الكاملة في الكتاب، حيث يعالج الدين كحاجة أنطولوجية للطبيعة البشرية. يرفض المؤلف المقاربة الاختزالية التي ترى الدين كنتاج خارجي للمجتمع، ويضعه بدلًا من ذلك بوصفه اكتشافًا داخليًا للإنسان لذاته. في هذا السياق، لا يُعد الدين مجرّد منظومة من المعتقدات، بل طريقة جوهرية لفهم الوجود.
“الدين ليس اختراعًا، بل اكتشاف داخلي للإنسان لذاته.” (بالا)
يشكّل هذا القول نقطة تحوّل في الخطاب الفلسفي الألباني حول الدين، إذ ينقل التركيز من الدوغما إلى التجربة الشخصية والتأمل الواعي. يبني بالا حجّة تربط الدين ببنية الوعي ذاته، باعتباره استجابة للأسئلة الوجودية التي يطرحها الإنسان على نفسه: من أنا، من أين أتيت، وما معنى حياتي؟
في هذا الفصل، يستخدم المؤلف لغةً غنية بالمفاهيم، يمزج فيها المصطلحات الفلسفية بحساسية شعرية. لا يتعامل مع الدين كموضوع خارجي للتحليل، بل كموضوع داخلي يسعى للفهم. هذه المقاربة تقرّب العمل من التقليد الفينومينولوجي في الفلسفة، حيث توضع تجربة الإنسان في مركز التحليل.
يرى بالا أن الدين فعل وعي ينشأ من الحاجة إلى المعنى وتجاوز الحدود الزمنية. وبهذا المعنى، لا يُختزل الدين إلى منظومة من القواعد، بل هو محاولة لبناء علاقة مع ما لا يُدرَك، مع المتجاوز، مع المقدس.
“لا يؤمن الإنسان لأنه يُطلَب منه أن يؤمن، بل لأنه يشعر بالحاجة إلى فهم ما يتجاوز ما يمكنه أن يراه.” (بالا)
تضع هذه الفكرة المؤلف في خط واحد مع مفكّرين مثل باول تيليش، ميرسيا إلياده، وسورين كيركغارد، الذين تناولوا الدين كتجربة وجودية وفعل للحرية. ومع ذلك، يحافظ بالا على أصالة خاصة، إذ يربط هذه التجربة بالسياق الثقافي الألباني وبالحاجة إلى إعادة الوعي إلى مركز الحياة العامة.
في ختام الفصل، يشير المؤلف إلى أن الدين ليس إجابة جاهزة، بل رحلة داخلية تتطلّب تأملًا وشجاعة ونزاهة روحية. هذا التحديد يجعل العمل ذا قيمة ليس فقط لدارسي فلسفة الدين، بل أيضًا للمهتمين بالأنثروبولوجيا الثقافية والأخلاق وعلم النفس الوجودي.
الفصل الثاني: الإيمان والعقل – حوار داخلي
في الفصل الثاني، يبني جمال بالا معالجة دقيقة حول العلاقة بين الإيمان والعقل، رافضًا الثنائية الكلاسيكية التي تضع هاتين التجربتين في تضاد. إنه يتصور الإيمان ليس كفعل أعمى، بل كعملية تأملية تنشأ من مواجهة حدود العقل. وبهذا المعنى، فالإيمان ليس تناقضًا مع العقل، بل امتداد له.
“الإيمان ليس عمًى، بل نور يولد من أعمق الأسئلة”. (بالا)
يمثل هذا القول نقدًا مباشرًا للمقاربات التي ترى الإيمان خضوعًا للسلطة أو رفضًا للفكر النقدي. يقترح بالا نموذجًا ثالثًا: الإيمان كفعل للوعي يتعايش مع العقل، متحديًا إياه ليتجاوز حدوده المنطقية.
في هذا الفصل، يبني المؤلف حوارًا داخليًا فلسفيًا، حيث يواجه الإنسان صوتين: صوت العقل الذي يطلب الأدلة، وصوت الإيمان الذي يبحث عن المعنى. ولا يُحل هذا التوتر بسيطرة أحد الطرفين، بل بتعايشهما في عملية مستمرة من التأمل. هذا النهج يقرّب بالا من تقاليد الفلسفة الوجودية، حيث تُعد تجربة الإيمان استجابة للعبث ولاستحالة اليقين في الوجود.
“العقل يسأل، والإيمان يجيب. لكن الجواب ليس نهاية السؤال، بل بداية لفهم أعمق”. (بالا)
يضع هذا التصور المؤلف في حوار صامت مع مفكرين مثل غابرييل مارسيل، كارل ياسبرز وإيمانويل ليفيناس، الذين تناولوا الإيمان كفعل للمسؤولية والانفتاح على الآخر. ومع ذلك، يحتفظ بالا بنبرة خاصة، رابطًا هذه التجربة بالواقع الألباني، حيث يُساء فهم الإيمان كثيرًا كخضوع، والعقل كرفض للروح.
في تحليله، يقترح المؤلف أن الإيمان هو شكل من أشكال الحرية الداخلية، لا يولد من الخوف، بل من الحاجة إلى بناء معنى في عالم متشظٍ. وهو يرى الإيمان فعلًا يتطلب شجاعة لا امتثالًا؛ خيارًا ينشأ من التأمل لا من الضغط الاجتماعي.
يحمل هذا الفصل أهمية خاصة للنقاشات المعاصرة حول دور الدين في المجتمع، إذ يقدّم نموذجًا جديدًا يرى الإيمان ليس خصمًا للعقل، بل رفيقًا له في البحث عن المعنى. وفي هذا الإطار، يساهم بالا في بناء أخلاقيات جديدة للإيمان، حيث يكون الإنسان حرًّا في التساؤل، والشك، والإيمان، دون أن يفقد كرامته الفكرية.
الفصل الثالث: الدين والهوية الثقافية – ذاكرة روحية لأمة
في هذا الفصل، ينقل جمال بالا التركيز من التجربة الفردية للإيمان إلى البعد الجماعي للدين، متناولًا إياه كمكوّن لا ينفصل عن الهوية الثقافية. ويؤكد أن الدين ليس مجرد منظومة عقائدية، بل هو شكل من أشكال الذاكرة الروحية التي تساعد في حفظ وتجديد هوية الجماعة.
“عندما تضعف الثقافة، يبقى الدين ذاكرة للروح”. (بالا)
يشكّل هذا القول نقطة محورية في تحليل المؤلف، إذ يضع الدين كسند ثابت في فترات الأزمات الثقافية أو السياسية أو الأخلاقية. وفي السياق الألباني، حيث امتلأت التاريخ بالانقطاعات والقمع والتحولات العنيفة، لعب الدين كثيرًا دور الحافظ للكرامة والاستمرارية الروحية.
يرى بالا الدين كشكل من أشكال المقاومة الثقافية، لا يُعبَّر عنها فقط من خلال الطقوس، بل أيضًا عبر اللغة والرمزية والأخلاقيات التي ينقلها. ويربط هذه التجربة بالحاجة إلى هوية متجذرة، لا تُبنى على أيديولوجيات عابرة، بل على خبرات روحية عميقة.
“الدين ليس مجرد إيمان، بل هو الطريقة التي يتذكر بها شعب نفسه”. (بالا)
يقرب هذا النهج المؤلف من مفكرين مثل تشارلز تايلور وألاسدير ماكنتاير، الذين تناولوا الهوية الثقافية كنتاج للتقاليد الأخلاقية والروحية. ومع ذلك، يحتفظ بالا بصوته المميز، رابطًا هذه التجربة بالواقع الألباني، حيث استُخدم الدين أحيانًا كأداة، ومع ذلك نجا كذاكرة جماعية.
في هذا الفصل، يقترح المؤلف أن إعادة الدين إلى صميم النقاش الثقافي لا ينبغي أن تتم عبر الجمود العقائدي، بل عبر التأمل في دوره كمصدر للأخلاق، والتضامن، والفهم التاريخي. إنه يرى الدين فرصة لبناء جسور بين الأجيال، محافظًا على استمرارية روحية تمنح المعنى للتجربة الجماعية.
يحمل هذا الفصل أهمية خاصة للدراسات الثقافية والأنثروبولوجية، إذ يقدّم نموذجًا جديدًا لفهم الدين، ليس كخصم للحداثة، بل كحليف للذاكرة والهوية الراسخة. وفي هذا السياق، تسهم أعمال بالا في بناء خطاب جديد حول دور الدين في تشكيل الثقافة الألبانية وفي الحوار بين الثقافات.
الفصل الرابع: الدين والسياسة – الضمير كمواجهة للسلطة
في هذا الفصل، يبني جمال بالا تأملًا عميقًا حول العلاقة بين الدين والسياسة، متناولًا الدين لا كأداة للسلطة، بل كشكل من أشكال الضمير الذي يتحدى السلطة عندما تتحول إلى قمع. يضع المؤلف الدين كمرجعية أخلاقية لا تخضع لمنطق الهيمنة، بل تخدم الحرية وكرامة الإنسان.
“الدين الحق لا يخدم السلطة، بل يتحداها باسم الإنسان”. (بالا)
يمثل هذا القول نقدًا قويًا لتسخير الدين في التاريخ، حيث استُعمل لتبرير السلطة والتحكم في الضمير الجمعي. يرفض بالا هذا النموذج، معيدًا الدين إلى دوره الأصلي: صوت الضمير الذي يتحدث باسم العدالة والحقيقة والإنسان.
في تحليله، يرى المؤلف الدين كصيغة من صيغ المقاومة الأخلاقية، لا يحتاج إلى سلطة ليكون قويًا. ويربط هذه التجربة بشخصيات تاريخية وفلسفية تحدت السلطة باسم الإيمان والأخلاق، واضعًا الدين في سياق تحرري.
“عندما تطلب السلطة الخضوع، يطلب الدين الحق المسؤولية”. (بالا)
يقرب هذا النهج المؤلف من مفكرين مثل ديترش بونهوفر، مارتن لوثر كينغ الابن، وأوكشين هوتي، الذين تناولوا الدين كمصدر للمقاومة ضد الظلم. ومع ذلك، يحتفظ بالا بنبرة خاصة، رابطًا هذه التجربة بالواقع الألباني، حيث كثيرًا ما تعرض الدين للقمع، وأحيانًا جرى استغلاله في فترات مختلفة من التاريخ.
يقترح المؤلف أن عودة الدين إلى الحياة العامة لا ينبغي أن تتم من خلال تحالفات مع السلطة، بل عبر بناء أخلاقيات الضمير، حيث يكون الدين صوتًا ناقدًا، لا صوتًا مسايرًا. ويرى في ذلك فرصة لبناء مجتمع تكون الحرية والمسؤولية وكرامة الإنسان في صميم الفعل السياسي.
يحمل هذا الفصل أهمية خاصة لدراسات الأخلاق السياسية وفلسفة الدين، إذ يقدم نموذجًا جديدًا يرى الدين ليس خصمًا للسياسة، بل مصححًا لها. وفي هذا الإطار، تسهم أعمال بالا في بناء خطاب جديد حول دور الدين في الحياة العامة، حيث لا يكون أداة للسلطة، بل صوتًا للضمير.
الفصل الخامس: الإيمان كفعل للحرية – الاختيار الواعي لتجاوز الذات
في الفصل الختامي، يرفع جمال بالا الإيمان إلى المستوى الفلسفي الأعلى: كفعل للحرية الداخلية وكخيار واعٍ لتجاوز حدود الذات. يرفض المؤلف كل أشكال الإيمان المفروض، متناولًا إياه كتجربة تنبع من تأمل عميق ومن الحاجة إلى المعنى في عالم غير آمن.
“أن تؤمن يعني أن تختار أن تكون أكثر من ذاتك”. (بالا)
يجسد هذا القول مجمل فلسفة الكتاب: الإيمان ليس خضوعًا، بل تأكيد للحرية. يرى المؤلف الإيمان كفعل يتطلب شجاعة لمواجهة المجهول، لقبول اللايقين، ولصنع معنى يتجاوز المنطق العادي. وبهذا المعنى، الإيمان شكل من أشكال الحرية الوجودية، لا يولد من الخوف، بل من الرغبة في عيش حياة ذات معنى.
يضع بالا الإيمان في حوار مع فلسفة الحرية، مقاربًا بذلك مفكرين مثل كيركغارد، سيمون فايل، وجان بول سارتر، دون الوقوع في العدمية أو النسبية. يحتفظ بنبرة أخلاقية وإيجابية، متناولًا الإيمان كمسؤولية تجاه الذات وتجاه الآخر.
«الإيمان ليس هروبًا من الواقع، بل مواجهة له باسم فهم أعمق». (بالا)
في هذا الفصل، يقترح المؤلف أن الإيمان فعل يرفع الإنسان فوق ذاته، رابطًا إياه ببعد أوسع للوجود. لا يرى الإيمان نهاية للأسئلة، بل بداية لرحلة جديدة، حيث يكون الإنسان حرًا في التساؤل، والشك، والإيمان، دون أن يفقد كرامته الفكرية.
هذا الختام يجعل العمل ذا قيمة لكل قارئ يبحث عن معنى في عالم متشظٍ، ولكل باحث يشتغل بفلسفة الدين وأخلاقيات الحرية وأنثروبولوجيا الضمير. لا يقدم بالا إجابات جاهزة، بل يدعو إلى التأمل، والاختيار، وبناء علاقة صادقة مع الذات ومع العالم.
يمثل كتاب «الدين والإيمان في طبيعة الإنسان» لجمال بالا تدخلًا عميقًا وجريئًا في الخطاب الفلسفي والثقافي والأخلاقي الألباني. من خلال تناوله الدين كبنية أنطولوجية، والإيمان كفعل للضمير والحرية، يبني بالا نصًا لا ينتمي فقط إلى مجال اللاهوت، بل يمس الأنثروبولوجيا، والفلسفة الوجودية، والأخلاقيات العامة، والتأمل الثقافي.
من خلال تحليل الفصول، يتضح أن المؤلف لا يسعى للدفاع عن منظومة عقائدية، بل لإعادة التجربة الدينية إلى صميم النقاش الفكري، كتعبير عميق عن مواجهة الإنسان لذاته وللعالم. فالدين، في هذا السياق، ليس أداة سلطة، بل صوت ضمير؛ والإيمان ليس خضوعًا، بل خيار حر وتأملي.
يحمل عمل بالا أثرًا متعدد الأبعاد: يساهم في إحياء الفكر الفلسفي الألباني حول الدين، في بناء أخلاقيات جديدة للحرية والمسؤولية، وفي تأكيد الدين كجزء من الهوية الثقافية والتاريخية. كما يدعو إلى حوار بين الثقافات والأديان، واضعًا الإيمان لا كقيد، بل كفرصة للتجاوز والفهم.
في عصر يتسم بالتشظي والنسبية والنزعة الاستهلاكية الأيديولوجية، يشكّل كتاب «الدين والإيمان في طبيعة الإنسان» نداءً لعودة التأمل العميق والصادق والحر حول معنى الحياة، ودور الضمير، والحاجة إلى التعالي. وفي هذا الإطار، يستحق عمل جمال بالا أن يكون جزءًا من كل ببليوغرافيا أكاديمية تتناول الدين، الهوية، والحرية في السياق الألباني وخارجه.
الخاتمة
إن مشروع جمال بالا الفكري، كما يتجلى في هذه الكتب الستة، هو دعوة جذرية لإعادة بناء الإنسان من خلال الوعي، الأخلاق، والجمال. لا يكتب بالا من موقع تنظيري مجرد، بل من تجربة ثقافية عميقة، حيث الدين قُمِع، والهوية تفتت، والحداثة دخلت دون حوار. في هذا السياق، تصبح كتبه ليست فقط مساهمات أكاديمية، بل بيانات وجودية، تدعو إلى استعادة الإنسان لذاته، وتحريره من الرداءة الأخلاقية والفراغ الروحي.
في كتابه عن الجمال، يضع بالا الفعل الجمالي كأداة مقاومة، وفي كتابه عن الأخلاق، يعيد بناء العلاقة بين الفرد والمجتمع على أساس الضمير. أما في قراءته للحداثة، فيكشف عن أزمة الهوية في عصر الرقمنة، ويقترح العودة إلى الثقافة كوسيلة للنجاة. في كتابه عن الشخصية، يؤسس لنموذج تربوي وأخلاقي، بينما في كتابه عن وجود الله، يمزج بين العلم والشعر في حجج عقلانية وروحية. وأخيرًا، في كتابه عن الدين، يعيد الإيمان إلى موقعه كفعل حر ومسؤول، لا كخضوع أو تقليد.
ما يجمع هذه الأعمال هو رؤية فلسفية ترى الإنسان ككائن أخلاقي وجمالي وروحي، وتدعو إلى بناء مجتمع قائم على المسؤولية، الحرية، والكرامة. وفي زمن تتفكك فيه المعاني، يقدم بالا مشروعًا يعيد الاعتبار للكلمة، للضمير، وللجمال بوصفهم أدوات للتحرر والوعي.
بهذا، تستحق أعمال بالا أن تُدرَس لا فقط في السياق الألباني، بل في كل سياق يبحث عن معنى في زمن اللايقين. إنها مساهمة في الفلسفة الأخلاقية، في أنثروبولوجيا الدين، وفي سوسيولوجيا الحداثة، وتفتح أفقًا لحوار بين الثقافات، حيث يكون الإنسان هو نقطة البداية والنهاية.
التقديرات والأوسمة
دراسة أدبية-ثقافية عن التقديرات والجوائز التي حصل عليها البروفيسور جمال بالا
تشكل الجوائز والتكريمات التي حصل عليها بالا على مر السنين شهادة ليس فقط على إسهاماته الشخصية، بل أيضًا على حوار بين الثقافة والتعليم والدين والمجتمع الألباني. كل تكريم يحمل دلالة أدبية وثقافية، تعكس شخصية متداخلة بين المعرفة والروح المدنية والالتزام التربوي.
1. بعد الفكر والبحث العلمي
جوائز المعهد الألباني للفكر والحضارة الإسلامية (AIITC)، مثل جائزة 2008 عن كتاب الحافظ إبراهيم داليو: الحياة والأعمال، وجائزة 2018 عن كتابه حول فيكشي ديميراي، تعكس الاحترام المؤسسي لجدية بحوثه. ترتبط هذه التقديرات بدوره كباحث جمع بين الصرامة المنهجية والروح الإيمانية، مانحًا الفكر الإسلامي الألباني بُعدًا أكاديميًا راسخًا. أعماله ليست مجرد إعادة إنتاج للحقائق التاريخية، بل إعادة صياغة أدبية للشخصيات حيث يتعايش الوثيقة مع السرد.
2. التقدير للتربية والتكوين الأخلاقي
تعكس شهادات التقدير من مؤسسات مختلفة – مثل مديرية التعليم الإقليمية في تيرانا، ومجلس الجماعة الإسلامية في بريشيفا، والجماعة الإسلامية الألبانية – صورة بالا كمربٍّ غذّى أجيالًا بالمعرفة والأخلاق المدنية. هذه التكريمات تضعه في تقليد المعلمين الألبان الكلاسيكيين الذين لم يحصروا التعليم في اكتساب المعارف، بل جعلوه رسالة أخلاقية وثقافية.
3. الإسهام في الصحافة وإحياء الفكر الإسلامي
تشهد الشهادات الخاصة بالصحافة وإحياء الإسلام في ألبانيا بعد التسعينيات، وكذلك التقدير لصحيفة النور الإسلامي، على نشاط واسع يتجاوز حدود التدريس التقليدي. لقد قدّم بالا نفسه كمثقف عام استخدم الكتابة لبناء جسور بين الإيمان والثقافة وتحديات الحداثة. وفي هذا الإطار، تتخذ صحافته لونًا أدبيًا، إذ يخدم الأسلوب والحجة في تشكيل الرأي وحفظ الذاكرة الجمعية.
4. الهوية المحلية والثقافة المدنية
منح “تقدير تيرانا” وجائزة “النبل التيراني” لبالا مكانة خاصة في علاقته بمدينته. هذه الجوائز ليست مجرد علامات احترام، بل تأكيد على الصلة العضوية بين فكره والثقافة الحضرية في تيرانا، حيث يُنظر إليه كحامل لتراث مدني يجمع بين التعليم والدين والنزاهة والنبل الأخلاقي.
5. التأثير في السياسات الثقافية والتعليم الوطني
يضع لقب “للخدمات المدنية المتميزة” الذي منحه رئيس الجمهورية (2016)، وجائزة خاصة لإسهامه في التعليم والبحث في العلوم الإسلامية (2018)، نشاط بالا ضمن إطار السياسات الوطنية لحماية القيم القومية والدينية. على هذا المستوى، يصبح شخصية رمزية تمزج بين الثقافة المؤسسية والجهد الشخصي، مؤثرة في الخريطة الأخلاقية للمجتمع.
6. الأعمال والمؤسسات كإرث
يمثل الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لمدرسة “أربيريا”، التي أسسها ويواصل إدارتها، “جائزة صامتة”، ودليلًا على أن الأعمال المؤسسية لا تقل أهمية عن الأوسمة. فـ”أربيريا” ليست مجرد مدرسة، بل نص ثقافي حي يجسد رؤية بالا للتعليم في شكل ملموس وطويل الأمد.
تشكل تقديرات وجوائز البروفيسور جمال بالا فسيفساء تمزج بين الاستحقاق الأكاديمي والخدمة العامة والعناية بالإرث الثقافي والتفاني الديني. لا يمكن قراءتها فقط كوثائق رسمية، بل كنصوص ثقافية تضعه ضمن تقليد واسع للفكر والتعليم الألباني. على الصعيد الأدبي، تمنح هذه الجوائز السرد الحياتي لعمله سلطة ومصداقية، أما ثقافيًا، فهي إشارات لتأثير تجاوز حدود الفرد، ليصبح جزءًا من الذاكرة الجمعية ومن السعي نحو مجتمع أكثر علمًا وعدلًا وانفتاحًا على الحوار بين الدين والثقافة والمعرفة.
التأثير في الحياة الفكرية والأدبية والثقافية والسياسية
يمتد إسهام البروفيسور بالا إلى ما وراء مجال التعليم واللاهوت. فقد كان محفزًا للحوار بين العلم والدين، مسهمًا في خلق مناخ من التسامح والتفاهم في المجتمع الألباني. من خلال نشاطه الصحفي والأكاديمي، أسهم في توثيق التراث الفكري الإسلامي وتأكيده كجزء من الهوية الوطنية. وبصفته مديرًا لـ”أربيريا” ورئيسًا لمدرسة تيرانا الدينية، أثر في تحديث التعليم الديني ودمجه ضمن النظام التعليمي الألباني. كما كان لنشاطه صدى سياسي، من حيث التزامه المدني بتعزيز المؤسسات واحترام القيم العالمية.
الخاتمة
تظل شخصية البروفيسور جمال بالا نموذجًا ملهمًا للمعرفة والتفاني، يجمع بين التعليم والبحث العلمي والكتابة والخدمة الاجتماعية. لقد أسهم في حفظ وتطوير الهوية الثقافية والدينية الألبانية، مانحًا التعليم الإسلامي بعدًا ذا رسالة وطنية. وتشكل أعماله شهادة حيّة على الصلة المتناغمة بين الثقافة والدين والمواطنة، دافعةً الحياة الفكرية والأخلاقية في ألبانيا إلى آفاق جديدة.
يهدف هذا المقال إلى تقديم مقاربة نقدية وتقييمية لشخصية البروفيسور جمال بالا وإرثه، مضعًا إياه كأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في التاريخ المعاصر للتعليم والثقافة والفكر الإسلامي الألباني.
قصيدة الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي(مختارة)
“في نور المعرفة، تصبح الروح جسرًا بين أصدقاء يزرعون الأمل في أرض حرة.”
تُلخص هذه القصيدة (بأسلوب الكاتب الشعري) جوهر التعاون بين عالمين: نور المعرفة أساس الصداقة والأمل.

قصيدة مُهداة البروفيسور جمال بالا
(مستوحاة من أسلوب الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي)

نور يولد من الكلمة
في رحلتنا، كانت القاهرة جسرًا،
حيث تعرّفت روحان في نور المعرفة.
أنت يا جمال، كالشعلة التي لا تنطفئ،
أشعلت الكلمة بالذاكرة والجمال.
في كتبك أرى أنهار الفكر،
تغذّي الأمل في أراضٍ أنهكها التعب.
حوّلتَ الذاكرة إلى نور خلاص،
وجعلت الأخلاق بوصلة في الأزمنة العاصفة.
كنجم صامت، لكن بنار داخلية،
قدّمتَ الدين جسرًا، لا جدارًا.
علّمتني أن الكلمة فعل خلاص،
وأن الجمال مقاومة ضد الفراغ.
واليوم، في كل صفحة من قلمك،
أشعر بنداء إلى إنسان أجمل،
حيث تجلس الروح والعقل جنبًا إلى جنب،
وتصبح المعرفة جسرًا للسلام والحرية.
ملاحظات نقدية
1. القاهرة كفضاء رمزي – الإشارة إلى القاهرة ليست مجرّد دلالة سيرية (لقاء الكاتب الأول مع البروفيسور بالا)، بل تحمل بُعدًا ثقافيًا: فهي المكان الذي تلاقت فيه المعرفة الإسلامية والأخلاق والفلسفة مع الأفق الألباني (بكر إسماعيل، 2025، ص 3–4)، جمال بالا: وسيط النور والمعرفة…..
2. الذاكرة والجمال – المقطع الثاني يعيد جوهر كتاب “افعلوا ما هو أجمل”، حيث تتحوّل الذاكرة إلى واجب أخلاقي، والجمال إلى فعل مقاومة ضد الابتذال (بكر إسماعيل، 2025، ص 32–35) ، جمال بالا: وسيط النور والمعرفة…..
3. الدين جسر لا جدار– هذا البيت يتقاطع مع قراءة بكر إسماعيل لكتاب “الدين والإيمان في طبيعة الإنسان”: فالدين بنية أنطولوجية تحرّر الضمير من سلطة القوة وتعيده أداة للحوار (بكر إسماعيل، 2025، ص 210–215) ، جمال بالا: وسيط النور والمعرفة…..
4. الكلمة كفعل خلاص – في المقال، ترتبط الكلمة عند بالا بالأخلاق والتحرّر الأخلاقي (“الكلمة ليست زينة بل فعل”)، وتتجلى هذه الفكرة في البيت الثالث من المقطع الثالث (بكر إسماعيل، 2025، ص 29) ، جمال بالا: وسيط النور والمعرفة…..
5. تركيب الأخلاق والجمال – المقطع الأخير يجسّد رؤية بالا للإنسان ككائن أخلاقي وجمالي وروحي، بحسب خلاصة الدراسة (“مشروع بالا دعوة لإعادة بناء الإنسان عبر الوعي والأخلاق والجمال”) (بكر إسماعيل، 2025، ص 280) ، جمال بالا: وسيط النور والمعرفة…..
هذه الصيغة تجعل القصيدة نصًا أكاديميًا ـ تكريميًا، حيث ترتبط الأبيات بالمحاور الرئيسة لفكر البروفيسور جمال بالا، كما عرضها الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي. وهي تمثل تزاوجًا بين الإبداع الشعري والخطاب النقدي، ما يجعل النص مناسبًا للنشر في دراسات أدبية أو لاهوتية أو ثقافية.
الكلمات المفتاحية
الأخلاق، القيم، الفرد، المجتمع، الفلسفة الاجتماعية، الدين، الشخصية، الوعي، الفلسفة الألبانية، الإنسانية، جمال بالا، الهوية، الضمير، الثقافة، الأنثروبولوجيا الأخلاقية.

كاتب الدراسة:
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
E-mail: [email protected]

مشاركةTweetPin
المنشور التالي
أبدأ بالدعاء /إيفا ليانو

كوكب حرب إيفا ليانو

آخر ما نشرنا

أبدأ بالدعاء /إيفا ليانو
Uncategorized

كوكب حرب إيفا ليانو

سبتمبر 20, 2025
3

War zone....the whole planet War Smile not exist Happiness is stopped Hungry stomach Hungry soul ©®Eva Petropoulou Lianou Enough Tired...

اقرأ المزيد
البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة بقلم: أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي

البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة بقلم: أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي

سبتمبر 19, 2025
7
الشعر اللغز الفلسفي/رضا بوقفة

الشعر اللغز الفلسفي/رضا بوقفة

سبتمبر 19, 2025
13
رسالة مؤثرة /فوزية جعيدي

رسالة مؤثرة /فوزية جعيدي

سبتمبر 19, 2025
15
راحيل /محمد صوالحة

راحيل /محمد صوالحة

سبتمبر 19, 2025
9
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

أبدأ بالدعاء /إيفا ليانو

كوكب حرب إيفا ليانو

سبتمبر 20, 2025
البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة بقلم: أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي

البروفيسور جمال بالا: وسيط النور والمعرفة بقلم: أ.د. بكر إسماعيل الكوسوفي

سبتمبر 19, 2025
الشعر اللغز الفلسفي/رضا بوقفة

الشعر اللغز الفلسفي/رضا بوقفة

سبتمبر 19, 2025
رسالة مؤثرة /فوزية جعيدي

رسالة مؤثرة /فوزية جعيدي

سبتمبر 19, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

القاصة الدكتورة سارة الأزوري لمجلة أزهار الحرف حاورتها من السعودية نازك الخنيزي
حوارات

القاصة الدكتورة سارة الأزوري لمجلة أزهار الحرف حاورتها من السعودية نازك الخنيزي

أغسطس 28, 2025
651

اقرأ المزيد
لقاء الكلمة والروح: ذكريات مع الدكتور عالي سرحان القرشي والدكتورة سارة الأزوري بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

لقاء الكلمة والروح: ذكريات مع الدكتور عالي سرحان القرشي والدكتورة سارة الأزوري بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

أغسطس 24, 2025
263
السيرة الذاتية والأدبية للمترجمة الكردية روزا حمه صالح

السيرة الذاتية والأدبية للمترجمة الكردية روزا حمه صالح

أغسطس 31, 2025
172
ديوان الشاعرات في المملكة العربية السعودية للدكتورة سارة الأزوري، عمل موسوعي توثيقي يُنصف التجربة الشعرية النسوية ويعيد لها حضورها المستحق بقلم /ناصر رمضان عبد الحميد

ديوان الشاعرات في المملكة العربية السعودية للدكتورة سارة الأزوري، عمل موسوعي توثيقي يُنصف التجربة الشعرية النسوية ويعيد لها حضورها المستحق بقلم /ناصر رمضان عبد الحميد

سبتمبر 1, 2025
147
أناقة الفكر قبل أناقة الشكل د. سارة الأزوري

أناقة الفكر قبل أناقة الشكل د. سارة الأزوري

أغسطس 24, 2025
101
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير