ارحموا طلاب العلم يرحمكم الله
الأقساط المدرسية هل ستتزايد كثيرا هذا العام؟ هل سيكون بإمكان معظم الاهالي تسديد الأقساط لابنائهم وبناتهم؟ هل سيحرم معظم طلاب وطالبات العلم الدخول إلى المدارس وتلقي العلوم والمعارف كما ينبغي لهم؟
ان الغلاء الفاحش الذي يشهده لبنان ومعظم دول العالم منذ سنوات، والزيادة على الأقساط المدرسية، جعل معظم الاهالي عاجزين عن تسديد الأقساط لابنائهم ولبناتهم حتى وان كانوا موظفين احيانا، وهذا قد يؤدي بدوره إلى حرمان نسبة كبيرة من الطلاب والطالبات بشتى المراحل من تلقي العلوم والمعارف التي يحتاجون إليها في كل بقعة من بقاع الأرض، وفي لبنان على وجه الخصوص.
الحرب لعبت دورا كبيرا في ذلك، وادت إلى حصول أزمات اقتصادية وسياسية وثقافية وتربوية واجتماعية وعلى كافة الاصعدة، وان ارتفاع الأسعار إلى حد كبير وهيمنة الدول الخارجية على لبنان في كافة المجالات والقطاعات ساهمت في تفشي الازمات وتدهور الأوضاع وتضاؤل قيمة العملة اللبنانية حينا وفي تخفيف الأعباء عنه حينا اخر.
ان العلم نور يضيء الدروب وينير العقول وينعش النفوس، وهو الذي يبدد ظلمات الجهل ويعيد إلى الحياة وجودها واشراقتها، وهل هنالك أسمى واعظم من شمس المعرفة التي تشع بأنوارها مع بزوغ كل فجر وفي كل صباح ومساء وفي كل وقت وحين؟
المدارس هي التي تحتضن طلاب وطالبات العلم باحضانها وترسم أمامهم خطط المستقبل الباهر عبر من فيها وهي التي تنمي مواهبهم وتعزز طاقاتهم الذهنية والفكرية، فحرام ان يحرموا منها على اختلاف اجناسهم وطوائفهم وانتماءاتهم واعمارهم واسمائهم وعلى اختلاف الطبقات الاجتماعية التي ينتمون إليها.
حرام ان يهيمن الجهل على العلم، وحرام ان تتقهقر الأوطان وتغدو ضحايا الجهل بمن فيها.
تعالوا !لنتعاون سويا من أجل إنقاذ لبنان وطلابه وطالباته ،تعالوا! لنبني الوطن الواحد ولننير دروبه بانوار المعرفة ولننقذ المدارس والعام الدراسي قبل فوات الأوان ولتكن القرارات الوزارية عادلة بحقها وبحق من فيها دون اجحاف ،وقد قيل:”اطلب العلم ولو في الصين”.
بقلم:عناية محمد ناصر