الخميس, أكتوبر 2, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية مقالات

سهيلة الحسيني: صوتٌ نسويٌّ من العراق المقاوم بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
سبتمبر 24, 2025
in مقالات
سهيلة الحسيني: صوتٌ نسويٌّ من العراق المقاوم بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

سهيلة الحسيني: الكتابة بوصفها مقاومة نسوية وثقافية في العراق الحديث
بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
E-mail: [email protected]
الملخص
يستعرض هذا البحث الموسّع سيرة الكاتبة والشاعرة العراقية سهيلة الحسيني، بوصفها نموذجًا أدبيًا نسويًا مقاومًا، تشكّل في سياق سياسي واجتماعي مضطرب، وعبّر عن وعي إنساني وقومي متجذر. من خلال تحليل سيرتها الذاتية وتجربتها الأدبية، يسلط المقال الضوء على ملامح التمرد، والالتزام، والوعي الحضاري، كما يقيّم أثرها في الحقل الأدبي والفكري، ويستعرض إسهاماتها في تشكيل خطاب أدبي مقاوم، نسوي، وإنساني، يتجاوز المحلي إلى الكوني.
المقدمة
في فضاء أدبي يهيمن عليه الذكور، وفي بلدٍ مثقل بالحروب والانقلابات، برزت سهيلة الحسيني بوصفها صوتًا نسويًا مقاومًا، يكتب من قلب الألم، ويؤسس لوعي أدبي ملتزم. هذا المقال يسعى إلى تقديم قراءة نقدية موسّعة لسيرتها وتجربتها الأدبية، من خلال تحليل بنية السيرة الذاتية، واستكشاف السياقات التاريخية والثقافية التي شكّلتها، وتفكيك خطابها الأدبي بوصفه فعلًا مقاومًا، نسويًا، وإنسانيًا.
الفصل الأول: النشأة والتكوين الثقافي
• ولدت سهيلة الحسيني في مدينة الموصل، شمال العراق عام 1942 م، في بيئة محافظة ذات جذور دينية وثقافية عميقة. نشأت في كنف أسرة تهتم بالعلم والدين، حيث كانت والدتها تلقن أبناءها جزء عم قبل دخولهم المدرسة، مما رسّخ في داخلها قيمًا أخلاقية وروحية مبكرة. منذ طفولتها، أظهرت ميولًا واضحة نحو القراءة والكتابة، وتفاعلت مع المجلات الثقافية العربية مثل “الثورة”، “الجمهورية”، “صدى الأجيال” مما وسّع أفقها المعرفي وأكسبها حسًا نقديًا مبكرًا.
• تلقت تعليمها في مدارس الموصل، ثم انتقلت إلى بغداد، حيث انخرطت في الوسط الثقافي والإعلامي، وشاركت في برامج إذاعية وتلفزيونية موجهة للأطفال. لاحقًا، انتقلت إلى الكويت، ثم إلى القاهرة، حيث استقرت لفترة طويلة، وواصلت نشاطها الأدبي والثقافي، وشاركت في مؤتمرات وندوات عربية، وكتبت في الصحف والمجلات العراقية والمصرية.
• عرفت الحسيني بجرأتها الفكرية، ورفضها للتبعية الثقافية، ونقدها الصريح للمؤسسات الأدبية التي تروّج لأسماء غير مؤهلة. كما عُرفت بكتابتها المقاومة، التي تمزج بين السيرة الذاتية، والنقد الاجتماعي، والوعي القومي، والبعد الإنساني. عاشت الحروب العراقية بكل تفاصيلها، ودوّنتها في نصوصٍ تنضح بالألم والاحتجاج، مما جعل من تجربتها الأدبية شهادة حيّة على معاناة العراق والمرأة العراقية.
الفصل الثاني: مؤلفات سهيلة الحسيني وتحليلها النقدي
تميزت سهيلة الحسيني بإنتاج أدبي متنوع، شمل القصة القصيرة، المقالة النقدية، أدب الأطفال، والسيرة الذاتية. ومن أبرز مؤلفاتها:
1. الدفن بلا ثمن
• مجموعة قصصية تتناول أحداث ثورة الموصل، وتُظهر وعيًا قوميًّا وإنسانيًّا متجذرًا.
• اتسمت القصص بالبساطة اللغوية والعمق الرمزي، حيث استخدمت الحسيني تقنيات سردية تُبرز التناقض بين السلطة والمواطن، وبين الأمل واليأس.
• تُعد هذه المجموعة من أوائل الأعمال التي وثّقت الثورة من منظور نسوي.
2. رسول ثقافة!
• نص ساخر كتبته في سن مبكرة، ينتقد السلطة التربوية، ويكشف عن وعي نقدي مبكر.
• يُظهر قدرة الكاتبة على استخدام السخرية بوصفها أداة مقاومة، ويؤسس لخطاب أدبي ناقد للمؤسسة التعليمية.
3. أعمال للأطفال
• كتبت عشرات القصص للأطفال، بعضها تحوّل إلى برامج إذاعية وتلفزيونية.
• ركّزت على القيم الإنسانية، ورفضت الترويج للعنف، وسعت إلى بناء وعي قومي لدى الطفل العربي.
• من أبرز أعمالها في هذا المجال: “الزهرة الحزينة”، “الطفل الذي لا ينام”، و”رسالة من القمر”.
4. مقالات نقدية وثقافية
• كتبت مقالات في الصحف والمجلات العراقية والمصرية، تناولت فيها قضايا المرأة، الثقافة، والسياسة.
• من أبرز مقالاتها: “المرأة بين النص والواقع”، “الكتابة بوصفها مقاومة”، و”الطفولة في زمن الحرب”.
5. السيرة الذاتية الأدبية
• دوّنت سيرتها الذاتية بأسلوب سردي أدبي، حيث مزجت بين التجربة الشخصية والتحليل الثقافي.
• تُعد هذه السيرة وثيقة أدبية وإنسانية، تكشف عن تحولات العراق من خلال عين امرأة مثقفة ومقاومة.
الفصل الثالث: البدايات الأدبية والوعي القومي
• أولى محاولاتها الأدبية كانت في سن مبكرة، حيث كتبت نصًا ساخرًا بعنوان “رسول ثقافة!”، في نقدٍ لسلطة تربوية متعسفة.
• تأثرت بثورة الموصل، وعبّرت عن وعي قومي وإنساني في مجموعتها “الدفن بلا ثمن”، حيث طغت القضايا القومية على المحلية.
• آمنت بأن الإسلام يشكّل مظلة جامعة، مما أضفى على كتاباتها بعدًا حضاريًا وإنسانيًا يتجاوز الحدود القطرية.
• رفضت التبعية الثقافية، ودعت إلى استقلالية الفكر، واعتبرت أن الكتابة يجب أن تكون فعلًا حرًا، غير خاضعٍ للمؤسسات أو الأيديولوجيات.
الفصل الرابع: الحرب والكتابة بوصفها مقاومة
• عاشت الحروب العراقية بكل تفاصيلها، من ثورة الموصل إلى حرب الخليج، ودوّنت تجاربها الشخصية في نصوصٍ تنضح بالألم والاحتجاج.
• كتبت عن المجازر، والاعتقالات، والدمار، وعن النساء الأرامل، والأطفال المشوهين، والأسرى، مما جعل من كتاباتها شهادة تاريخية وإنسانية.
• رفضت التلميع الأدبي، وانتقدت الترويج لأسماء لا تستحق، مؤكدة أن النجاح الأدبي لا يأتي بضربة حظ، بل بكفاحٍ مستمر.
• مارست الكتابة بوصفها فعلًا مقاومًا، واعتبرت أن الكلمة يمكن أن تكون أقوى من الرصاصة، وأكثر تأثيرًا من الخطاب السياسي.
الفصل الخامس: أدب الأطفال والرسالة الإنسانية
• أولت اهتمامًا خاصًا بأدب الأطفال، واعتبرته واجبًا وطنيًا، وساهمت في كتابة قصص للأطفال وتحويل بعضها إلى برامج إذاعية وتلفزيونية.
• دعت إلى تنشئة الأطفال على القيم الإنسانية، ورفضت البرامج التي تروّج للعنف والقوة، مؤكدة أن الطفولة هي نواة المجتمع الإنساني.
• كتبت للأطفال بوصفهم مستقبل الأمة، وسعت إلى غرس قيم المحبة، والتسامح، والانتماء، والوعي القومي في نفوسهم.
الفصل السادس: السفر، الهوية، والانتماء
• تنقّلت بين الموصل، بغداد، الكويت، والقاهرة، واعتبرت السفر وسيلة لفهم الذات والآخر، ولتوسيع الأفق الثقافي.
• ظلّت الموصل، “أم الربيعين”، حاضرة في وجدانها، وأهدتها أحد مؤلفاتها، مؤكدة أنها من أجمل بقاع العالم.
• رغم الغربة، بقيت مرتبطة بوطنها، وكتبت عن معاناة العراقيين في الشتات، وعن آثار اليورانيوم المنضب على أطفال العراق.
• السفر لم يكن هروبًا، بل بحثًا عن فضاءٍ أرحب للكتابة، وعن منبرٍ حرٍّ للتعبير، وعن وطنٍ بديلٍ للمنفى الداخلي.
الفصل السابع: النقد الثقافي وموقفها من المؤسسة الأدبية
• مارست سهيلة الحسيني النقد الثقافي من داخل التجربة، ورفضت التواطؤ مع المؤسسات الأدبية التي تروّج لأسماء غير مؤهلة.
• دعت إلى إعادة الاعتبار للكتابة الملتزمة، ورفضت الأدب الاستهلاكي، واعتبرت أن الكاتب الحقيقي هو من يكتب من أجل الحقيقة، لا من أجل الجوائز.
• انتقدت ظاهرة “النجومية الأدبية”، واعتبرت أن الأدب يجب أن يكون فعلًا أخلاقيًا، لا مجرد سلعة ثقافية.
الفصل الثامن: أثر سهيلة الحسيني في الحياة الفكرية والأدبية
• تمثل سهيلة الحسيني نموذجًا للأديبة الملتزمة، التي جمعت بين الوعي القومي، والإنساني، والديني، والنسوي.
• أثرت في الأدب العراقي من خلال كتاباتها التي تمزج بين السيرة الذاتية، والمقاومة، والتأمل، والنقد الاجتماعي.
• تركت بصمة في أدب الحرب، وأدب الأطفال، والنقد الثقافي، وأسهمت في تشكيل خطاب أدبي نسوي مقاوم، يعكس معاناة المرأة العراقية وصمودها.
• كتاباتها تصلح أن تكون مادة دراسية في أقسام الأدب المقارن، والدراسات النسوية، والنقد الثقافي، لما تحمله من عمقٍ وتحليلٍ وتوثيق.
الفصل التاسع: سهيلة الحسيني في الإعلام العربي
برز حضور سهيلة الحسيني في الإعلام العربي بوصفه امتدادًا طبيعيًا لتجربتها الأدبية والفكرية. لم تكن مجرد كاتبة منعزلة، بل كانت صوتًا حاضرًا في الصحافة، الإذاعة، والتلفزيون، حيث ساهمت في تشكيل الرأي الثقافي العام، وفتحت نوافذ جديدة للمرأة الكاتبة في العراق والعالم العربي.
• الصحافة المكتوبة: نشرت مقالاتها في صحف عراقية مثل الجمهورية والثورة، كما كتبت في مجلات مصرية مثل الإذاعة والتلفزيون وحواء. تناولت في مقالاتها قضايا المرأة، الطفولة، الحرب، والهوية الثقافية، بأسلوب نقدي وتحليلي.
• الإذاعة والتلفزيون: ساهمت في إعداد وتقديم برامج موجهة للأطفال، منها برنامج “رسالة من القمر”، الذي لاقى رواجًا واسعًا في العراق. كما ظهرت في لقاءات تلفزيونية ناقشت فيها تجربتها الأدبية، وموقفها من المؤسسة الثقافية الرسمية.
• الندوات والمؤتمرات: شاركت في مؤتمرات أدبية وثقافية في بغداد، القاهرة، والكويت، حيث ألقت بحوثًا حول أدب المرأة، أدب المقاومة، وأدب الأطفال. كانت صوتًا نسويًا ناقدًا، يطالب بإعادة الاعتبار للكتابة الملتزمة، ويكشف عن التحديات التي تواجه الكاتبة العربية.
• الحضور الرقمي: رغم تحفظها على بعض مظاهر الإعلام الجديد، إلا أن مقالاتها أعيد نشرها في مواقع إلكترونية ثقافية، وتناقلتها منصات أدبية، مما ساهم في توسيع دائرة قرائها، خاصة في الشتات العراقي.
• الخاتمة
• سهيلة الحسيني ليست مجرد كاتبة أو شاعرة، بل هي صوتٌ نسويٌّ مقاوم، حمل هموم الوطن والإنسان، وكتب بمداد الألم والأمل. إن تجربتها الأدبية تمثل شهادة حيّة على قدرة الأدب في مواجهة القهر، وتوثيق الذاكرة، وبناء الوعي. وفي زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات، تبقى سهيلة الحسيني من الأصوات التي تستحق أن تُسمع، وتُقرأ، وتُدرس، بوصفها نموذجًا للأدب الملتزم، والكتابة المقاومة، والوعي النسوي الحر.
قصيدة “إلى من قال فيها شاعرها…”للشاعرة والأديبة سهيلة الحسيني
الى الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل .. أحد أبطال كوسوفا المميزين في حقل إبداعه ..
إلى من قال فيها شاعرها:
سندوس بأقدامنا .. أرضَنا المحرَّرة
نسقيها بعد مائها
لأن “بريشتينا” القلب .. تعود إلينا
كوسوفا .. قرية محروقة
وسط صراخ الأطفال .. ونحيب الأمهات ..
وفي ملحمة مقاومتها الرائعة، تغنَّى أيضًا شاعرها:
أيها الوطن
لن نفقد الأمل
سيأتي يوم نخبر العالم فيه
بالدم المراق في مدينة بريشتينا
ونطلب الثأر
المتفجر من دم الشهداء
يلوح الأمل في القلب
ونرى أنفسنا أحرارًا
ويلحق النفس والثورة
في كبد السماء.
واليوم .. وقد تحررت كوسوفا .. أرجو أن تحافظ على أعزِّ شيء بذلت دمها من أجله .. “الهوية الإسلامية”
تحياتي
سهيلة الحسيني
الشاعرة والأديبة سهيلة الحسيني، واحدة من الأصوات الصادقة التي آثرت أن يكون قلمها جسرًا بين المأساة والأمل، وأن توثق بمداد الكلمة ما عجزت عنه عدسات الكاميرات. إن قصيدتها “إلى من قال فيها شاعرها…” ليست مجرد إهداء شخصي، بل هي شهادة حب ووفاء لكوسوفا وشعبها. لقد وجدتُ في نصها مرآةً لنبض الأرض، ولحنًا يتردد في ذاكرة المقاومة، وصوتًا يذكّرنا بأن التحرر لا يكتمل إلا بصون الهوية التي ارتوت بدماء الشهداء.
مقدمة
في فضاء الشعر المقاوم، حيث تمتزج اللغة بدم الشهداء وتتعانق الصور الشعرية مع نبض الأرض، تطل علينا الشاعرة سهيلة الحسيني بقصيدة “إلى من قال فيها شاعرها…”، نصٌّ مشبع بصدق التجربة وحرارة المعاناة، ومشحون بإيحاءات المقاومة والتحرّر. هذا النص ليس مجرد بوح وجداني، بل هو وثيقة شعرية تؤرخ لمرحلة نضالية عاشتها كوسوفا بكل جراحها وآمالها. تتجسد في القصيدة روح الانتماء للأرض والهوية، وتنبثق منها رؤية وجدانية تتجاوز اللحظة إلى أفق أبعد، حيث يتحول الحلم إلى وعد، والوعد إلى يقين بالتحرر.
التحليل النقدي الأدبي
1. البنية الدلالية والموضوع
تنهض القصيدة على ثنائية أساسية: الألم والأمل. ففي مقاطعها الأولى، تستحضر الشاعرة مأساة كوسوفا بصورها الواقعية: “قرية محروقة”، “صراخ الأطفال”، “نحيب الأمهات”. هذه الصور الكثيفة تخلق حالة وجدانية حادة، وتجعل القارئ شريكًا في المعاناة. لكن القصيدة لا تستسلم لثقل المأساة، بل تنقلنا بسلاسة إلى الجانب الآخر من الثنائية، حيث الأمل يلوح في القلب، والحرية تتراءى في الأفق.
2. اللغة والصور الشعرية
اللغة في النص تتراوح بين المباشرة النضالية والتعبير الرمزي، ما يمنح القصيدة مرونة في التلقي. فالتعابير مثل “سندوس بأقدامنا أرضنا المحررة” تمثل صيغة تحدٍّ وإصرار، بينما صور مثل “المتفجر من دم الشهداء” تعكس البعد الرمزي الذي يجعل الدم طاقة متجددة للثورة. هذا التوازن بين الواقعي والرمزي يجعل النص مفتوحًا على أكثر من قراءة.
3. الإيقاع الداخلي والنغمة الشعورية
رغم أن النص ليس ملتزمًا بوزن شعري تقليدي، إلا أن التكرار المدروس لبعض المفردات (“كوسوفا”، “بريشتينا”، “الأمل”) يخلق إيقاعًا داخليًا يدعم البنية العاطفية للنص. النغمة العامة تتصاعد من الحزن والانكسار نحو العزيمة والانتصار، في حركة وجدانية تشبه قوس النهوض بعد السقوط.
4. البعد الإنساني والهوية
تتجاوز القصيدة حدود الجغرافيا، فهي وإن كانت تصف تجربة كوسوفا، إلا أنها تحمل رسالة إنسانية أوسع، تتعلق بحق الشعوب في الحرية والحفاظ على هويتها. الإشارة في الخاتمة إلى ضرورة صون “الهوية الإسلامية” تمنح النص بعدًا فكريًا ورساليًا، وتربط بين النضال الميداني والنضال الثقافي والحضاري.
5. العلاقة بين النص وسياقه التاريخي
لا يمكن فصل النص عن سياقه؛ فقصيدة الحسيني كُتبت في ظل حرب كوسوفا وما تلاها من تحرر، مما يجعلها وثيقة مقاومة وشهادة وجدانية في آن. حضور شخصية الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي، بوصفه أحد رموز كوسوفا، يضيف بُعدًا شخصيًا للنص، حيث يتحول الإهداء إلى فعل وفاء للشخص وللوطن معًا.
الخاتمة
قصيدة “إلى من قال فيها شاعرها…” هي أكثر من نص شعري؛ إنها مرآة تعكس معاناة أمة، وصوت ينقل صدى المقاومة من جرح الأرض إلى قلب القارئ. استطاعت الشاعرة سهيلة الحسيني أن توازن بين حرارة العاطفة وعمق المعنى، وأن تصوغ تجربة محلية بملامح إنسانية شاملة. ومن خلال صورها المكثفة ولغتها النضالية، تقدم القصيدة درسًا في كيف يمكن للكلمة أن تتحول إلى سلاح، وللشعر أن يكون شهادةً تحفظ الذاكرة وتؤسس للمستقبل. في هذا النص، يصبح الوطن ليس فقط مكانًا على الخريطة، بل كائنًا حيًا ينبض في القلوب، ويستحق أن يُسقى بالدم ليظل حرًّا، وأن يُصان بإيمان أهله وهويتهم.
إهداء ودعاء أدبي إلى روح الكاتبة سهيلة الحسيني
بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
مقدّمة
في سياق العلاقة الفكرية والثقافية التي جمعتني بالأديبة العراقية الراحلة سهيلة الحسيني، والتي كانت من الأصوات النسوية المقاومة التي ربطت كلمتها بآلام الأمة وآمالها، وجدت من الوفاء أن أسطّر كلمات دعاء في قالب شعري، إحياءً لذكراها وتقديرًا لعطائها الأدبي والإنساني. إن مثل هذه النصوص لا تُكتب بوصفها رثاءً فحسب، بل لتأكيد أن القلم باقٍ بعد رحيل صاحبه، وأن الكلمة المخلصة تظلّ صدًى في وجدان الأمة.
الإهداء الدعائي الشعري
يا ربّ، اجعل مدادها نورًا،
وكلماتها جسورًا،
تصل بين الموصل وبغداد،
وبين كوسوفا وبريشتينا.
اللهم اجعل كتابتها صدقة جارية،
وشهادتها في حقّ المظلومين شفاعة،
وأحطها برحمتك كما أحاطت هي
أوطاننا بصدق حروفها،
وأمتنا بوفاء قلمها.
اللهم اجعل قبرها روضةً من رياض الجنة،
وارزقها مقام الصالحين والشهداء،
واجمعنا بها في ظلّك يوم لا ظل إلا ظلّك.
التحليل الأدبي النقدي
1. البنية الدلالية
يقوم النص على جدلية الوفاء والرحمة، حيث تتحوّل الدعوات الروحية إلى صور شعرية ترسّخ فكرة أن الكتابة امتداد للحياة. الأوطان (الموصل، بغداد، بريشتينا، كوسوفا) تحضر بوصفها رموزًا لهوية ثقافية وإنسانية مشتركة، ما يضفي على النص بعدًا يتجاوز الشخصي إلى الجمعي.
2. اللغة والصور الشعرية
الصور البارزة (مدادها نورًا، كلماتها جسورًا) تكشف عن طابع استعاري يجعل من الكتابة فعل إنارة وجسر حضاري. هنا يتحوّل القلم إلى كيان حيّ يواصل رسالة الكاتبة بعد رحيلها، بما يرسّخ فكرة خلود الكلمة.
3. الإيقاع والنغمة
الإيقاع يتجلّى في التكرار الدعائي (اللهم اجعل…)، وهو تكرار يمنح النص بعدًا صوفيًا روحانيًا. النغمة العاطفية تنطلق من الحزن على الفقد، لكنها تستقرّ في الرجاء والطمأنينة، في ما يشبه انتقالًا وجدانيًا من الفناء إلى البقاء.
4. البعد الرمزي والإنساني
النصّ يتجاوز الرثاء المباشر ليحمل رسالة إنسانية، مفادها أن المبدع لا يموت، بل تظلّ كلماته حاضرةً في الذاكرة الثقافية. بذلك يصبح الدعاء امتدادًا لمشروع الحسيني الأدبي القائم على المقاومة بالكلمة، ويحوّل رحيلها إلى مناسبة لتعزيز معنى الخلود الأدبي.
5. الأثر الثقافي والفكري
من خلال هذا النص، يُستعاد البعد التشاركي بين الدكتور بكر إسماعيل والراحلة الحسيني: فهي كتبت قصيدتها عن كوسوفا إعلاءً لروح المقاومة، وهو اليوم يكتب لها نصًّا دعائيًا/شعريًا إعلاءً لروح الوفاء. هكذا يلتقي الفعل الشعري بالفعل التذكاري، ليشكّلا معًا حلقة في سلسلة الذاكرة الأدبية للأمة.
خاتمة
يمثل هذا الإهداء الدعائي الشعري نموذجًا لكيفية تداخل الأدب بالدعاء، والرثاء بالوفاء، والبعد الشخصي بالبعد الجمعي. إنه ليس مجرد نصّ وجداني، بل وثيقة ثقافية تحافظ على ذكرى كاتبة ارتبطت كلمتها بالمقاومة والهوية. ومن هنا، يتجلّى الشعر بوصفه وسيلة لإدامة الذكرى، وبوصف الكلمة وفاءً يبقى حين يرحل الإنسان.
كاتب الدراسة:
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
E-mail: [email protected]

مشاركةTweetPin
المنشور التالي
لبنان/ غادة الحسيني

لبنان /غادة الحسيني

آخر ما نشرنا

الشاعرة اللبنانية غادة الحسيني لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان رحاب هاني
حوارات

الشاعرة اللبنانية غادة الحسيني لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان رحاب هاني

أكتوبر 2, 2025
43

بصدور ديوانها الجديد "على مشارف الأمل"، تدخل الشاعرة غادة عبد الحسيني مرحلة إبداعية أوسع، تؤكد فيها أن الشعر ليس مجرد...

اقرأ المزيد
هايكو /مصطفى عبد الملك الصميدي

هايبون/مصطفى عبد الملك الصميدي

سبتمبر 24, 2025
13
الأدب العربي بين السيمياء والهيرمينوطيقا: الشعر نموذجاً:بقلم عماد خالد رحمة

جواهر البلاغة: بين انبثاق المعنى وتجلّي البيان وفتنة البديع:بقلم عماد خالد رحمة

سبتمبر 24, 2025
3
لبنان/ غادة الحسيني

لبنان /غادة الحسيني

سبتمبر 24, 2025
13
سهيلة الحسيني: صوتٌ نسويٌّ من العراق المقاوم بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

سهيلة الحسيني: صوتٌ نسويٌّ من العراق المقاوم بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

سبتمبر 24, 2025
18
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

الشاعرة اللبنانية غادة الحسيني لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان رحاب هاني

الشاعرة اللبنانية غادة الحسيني لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان رحاب هاني

أكتوبر 2, 2025
هايكو /مصطفى عبد الملك الصميدي

هايبون/مصطفى عبد الملك الصميدي

سبتمبر 24, 2025
الأدب العربي بين السيمياء والهيرمينوطيقا: الشعر نموذجاً:بقلم عماد خالد رحمة

جواهر البلاغة: بين انبثاق المعنى وتجلّي البيان وفتنة البديع:بقلم عماد خالد رحمة

سبتمبر 24, 2025
لبنان/ غادة الحسيني

لبنان /غادة الحسيني

سبتمبر 24, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

الشاعر السعودي بليغ عبد الله البحراني لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي
حوارات

الشاعر السعودي بليغ عبد الله البحراني لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي

سبتمبر 20, 2025
189

اقرأ المزيد
أيام حُبلى /منار السماك

أيام حُبلى /منار السماك

سبتمبر 13, 2025
104
المهندس الشاعر مازن عابد لمجلة أزهار الحرف حاورته من لبنان عبير عربيد

المهندس الشاعر مازن عابد لمجلة أزهار الحرف حاورته من لبنان عبير عربيد

سبتمبر 22, 2025
79
السيرة الذاتية والأدبية للمترجمة الكردية روزا حمه صالح

السيرة الذاتية والأدبية للمترجمة الكردية روزا حمه صالح

أغسطس 31, 2025
178
دور الصمت المجتمعي في تبرير العنف بقلم منار السماك

دور الصمت المجتمعي في تبرير العنف بقلم منار السماك

سبتمبر 6, 2025
62
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير