هايبون
تتعاقب الفصول كتعاقب الليل والنهار، ولكلِّ سيرورته في ترك الأثر، أكان ذلك على امتداد ما نتأمله أم في الروح المتأملة.. كل يجري في تعاقب دائم كالشمس تجري لمستقرٍ لها إلى أن تطلع من جديد.
بواكير الربيع لا تنضج في الحقول وحدها، بل في أرواحنا أيضا؛ لنزداد نضارة وبهاء.. الصيف بحرِّه يحل ليخزِّن الدفء في قلوبنا كما يخزنه في تراب الأرض، فتنمو مشاعرنا بالحنان والتِّحنان كما ينمو الصفاء على جدول رقراق.. أما الخريف وإن جاء ذاوياً، يذكرنا بأن هناك أرواح تذوي إن لم تكن أرواحنا؛ فنشعر بالآخر وتسقط معه مشاعرنا كما تسقط الأوراق. الشتاء، رغم الزمهرير، يبقينا في وحدة التأمل مع أرواحنا.
نهاية شتاء–
أترك ارتعاش جسدي
لعُكّاز جدِّي
قمر الشتاء
على جدار غرفتي
ليته شمسا
عجلة الفصول
يدق أبواب الخريف
كيان محتل
مصطفى عبدالملك الصميدي
اليمن