ظلّ الغريب
أنا يا صديقي،
أبني من ومضِ الفرح قلاعًا،
وأحملُ قلبي على كفوفٍ مثقلةٍ بالجراح.
أعبرُ سهولَ الحزنِ وحيدًا،
وأشعلُ للغدِ شموعًا
قبل أن يُولد النهار.
لكنني حين عدتُ لطفولتي،
أفتش في الحقولِ عن سنابلها،
وفي الوردِ عن عطره،
لم أجد غير سرابٍ
يعانق خطايَ،
ويُغرقني بظمأ الغريب.
أحملُ أحلامي بلا نهاية،
وأغنّي للحبِّ بلا حدود،
لكنني كلما مددتُ يدي
لم ألقَ إلا صدى بعيدًا،
وأسئلةً عالقةً في الريح،
وقلبًا يتيمًا
يتعثّر في طرقات الصمت.
فمن للغريب؟
ومن يزرع في دروبه قناديلَ أمل؟
كل شيءٍ يرحلُ،
ويبقى وحدهُ الظلّ،
ظلُّ الغريب.
✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك