هلوسة
(في جفرا)
محمد صوالحة
في جفرا…
ضجيج وفيروز ونرجيلة،
وعيون تشرق منها الحياة،
وعيون حاولت أن تُلقي بالموت بعيدًا بعيدًا،
وتبحث عن خيط يوصلها بدرب الحياة.
في جفرا…
عيون بلون الخضرة،
والزرقة، والسواد،
وعيون بلا ملامح.
في جفرا…
تصدح فيروز لتزرع الدمع في بعض القلوب،
والبعض يردد معها:
(يوم ويومين وجمعة وشهر وشهرين
ذابَت في عيني الدمعة… وين غايب وين؟).
وأجساد تتمايل راقصة على وقع الموسيقى،
وأنا… أسترق النظر للأجساد المتمايلة حتى إنّي
بتُّ أحسد المقاعد.
وأنتِ، يا تلك الروح، تحضرين بكل الألق…
نشاكسك… نداعبك…
ونراك تتنقلين من عين إلى عين.
أحاول أن ألاحقك… فأفشل…
أستحضر صوتك…
وأناجيك عن بُعد…
أقول: يا سيدي،
كم أغبطك الآن وأنت تستنشق
عطر الحِسان.
في جفرا…
الليل نهد يتدلّى،
يمطر العابرين فيه بالأغنيات،
والذكريات،
وألوان أخرى…
على بوابة جفرا
أتوحّد بالرصيف والسماء،
وفي جفرا تناديني العيون…
فأنساني، وأنقاد،
مُلبّيًا… باسمًا… أحمل
قلمًا ولا ورقًا…
فيكفي أن أكتب على كفّي وأصافحك،
و……………….