“الكلمات التي تنسج من الألم فرحاً، ومن الظلام ضياءً”
في أعماق السعادة، نكتشف أنفسنا متألقات، محاطة بحدائق الأمل، وتتفتح بين يدينا براعم البهجة. عادت إليّ روحي بكلّ بهائها، وانسجمت ملامح جمالي مع إيقاع الحياة، فأصبحت أرى انعكاس نوراني في عيون من حولي، كمرآة تردّ إليّ أشعة شمسي الداخلية. حتى كلماتي، التي كانت يوماً حبيسة الصمت، أصبحت الآن موسيقى تعبر عن فرحي العميق، وتتراقص مع إيقاع روحي.
في لحظات الوجود الحقيقي، أدركت أنني لست بحاجة إلى إعجاب الآخرين، بل إلى التصالح مع نفسي. ففي حديقة قلبي، ازدهرت زهور الرضا، وغنّت طيور الطمأنينة، فاكتشفت أن الفرح الحقيقي لا يأتي من خارجنا، بل ينبع من ينابيعنا الداخلية.
الآن، أجد متاعي في الشعر، حيث تتدفق الكلمات كالأنهار، حاملةً ألوان قوس قزح من المشاعر، ناقلةً شغف قلبي إلى الكون. السعادة تتخذ ألف قوس وألف لون، تزداد جمالاً عندما نشاركها مع من نحب، فتصبح كالشمعة التي تضيء دون أن تحترق، تمنح الدفء والنور بلا حدود.
في حضرة الفرح، نتعلم أن الحياة ليست رحلة بحث عن الذات، بل هي رحلة خلق للذات. كل ضحكة تزرع وردة، كل نظرة حب تفتح نافذة للضوء. اكتشفت أن الأنوثة ليست بريقاً خارجياً، بل هي نبع داخلي من العطاء، وأن الجمال ليس ملامح، بل هو حضور يشعّ من القلب.
الفرح هو ذلك السحر الذي يحوّل الدموع إلى ندى، والألم إلى حكمة، والوحدة إلى مساحة للإبداع. هو القدرة على الرقص تحت المطر، والغناء في العاصفة، والبحث عن القمر في أحلك الليالي.
في النهاية، أدركت أن الحياة ليست انتظاراً للعاصفة لتمر، بل هي تعلم الرقص تحت المطر. وأن السعادة ليست غياب الألم، بل هي الشجاعة التي تنبت من بين شقوق الجروح، كزهرة اللوتس التي تتفتح من بين الوحول لتقول للكون: “ها أنا ذا، ما زلت أتنفس، ما زلت أؤمن، ما زلت أشتعل”.
بقلم مريم حسين أبو زيد ❣️💓♥️
٤ أكتوبر



















