الفنان التشكيلي المغربي عزيز تونسي من مواليد مدينة الرباط
** رئيس جمعية 3 ابعاد
**أستاذ فنون تشكيلية في عدة مؤسسات تعليمية
**منظم لورشات إبداعية تشكيلية للأطفال والمراهقين
**متعاون ومستشار فني مع مؤسسات اجتماعية وتعليمية
**له بحوث متعددة في المادة،و اللون، والتقنيات الفنية
**يشتغل ضمن عدة مدارس فنية: كالتعبيرية،و السريالية، والواقعية، والتجريدية
**منشط لندوات ومحاضرات دات طابع فني تشكيلي.
**منظم لمجموعة من المهرجانات والتظاهرات الفنية بمختلف ربوع المملكة.
**حظي بالعديد من الجوائز والتكريمات التي تعكس تقدير الوسط الفني لمسيرته ، منها
ميدالية فضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس.
تكريم من الجمعية الدولية للفنون التشكيلية.
تكريم من عدد من الجمعيات المغربية بعدة مدن المغربية.
شواهد تقديرية عديدة لمساهماته في إثراء الحقل التشكيلي المغربي والعالمي بأعمال تعليمية وتثقيفية.
يعتبر عزيز تونسي احد الفنانين التشكليين المغاربة الذين ساهموا في تنشيط الحركة التشكيلية و الساحة الفنية المغربية ،من هنا كان لمجلة ازهار الحرف المصرية الإلكترونية هذا الحوار معه لنبحر معه في عولمه الفنية العديدة المتعددة.
حاوره من المغرب؛ محمد زوهر
١)في البداية من شجعك في طفولتك ان تلج إلى عالم الفن التشكيلي…؟ ولماذا اخترت هذا الفن الرفيع… ؟
ج) تربىت داخل وسط متقف وفني حيت كان الوالد استاد ولديه بيداغوجية تربية طفل على روح الابداع ومند طفولتي وهو المشجع لموهبتي الفنية وتوجهي لمعرفة كل مدارس الفنون التشكيلة.
لا أقول أنى اخترت الفنون التشكيلية اكتر ما أنى كنت أجد نفسي منغمس في بحر الألوان والخطوط والتشكيل.
٢) كيف تفسر الظاهر التشكيلية الحالية وهذا الاكتظاط… ؟ وهل
انت مع من يقول بأن في الساحة الفني، توجد مايسمى بالرداءة الفنية التشكيلية… ؟
ج) سؤال عميق يطرح إشكالية كبيرة، نضرا ان لانفتاح على الفن سهل جدا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي وغياب كل معاير النقد البناء جعل الساحة الفنية مفتوحة للجميع وهنا تطرح مسالة الرداءة متل باقي المجالات الفنية الأخرى ويمكننا القول ان الرؤية الجمالية والفكرية مغيبة لاختلاف الأساليب خصوصا الغير المألوفة.
الساحة الفنية المغربية خصوصا تعج بأعمال متفاوتة المستويات بين كل التجارب الرائدة الجادة التي تأتت المشهد التشكيلي وأخرى سطحية تساهم في الاكتظاظ ودون قيمة تدكر فقط انها تسوق بأثمنة رخيصة لتزيين الجدران.
٣)هل الفنان التشكيلي او أساتذة التربية التشكيلية، لهم الحق في نقد الأعمال الفنية و تصنيفها بفن غير حقيقي او ردئ …؟
ج) للفنان التشكيلي أو أستاذ التربية التشكيلية الحق في إبداء رأيهم ونقد أي عمل معروض، فهذا جزء من الحوار الفني ومن دينامية المشهد الثقافي. غير أن النقد لا ينبغي أن يتحول إلى حكم قطعي ينفي عن العمل صفته الفنية أو يصفه بأنه “غير حقيقي”، لأن مفهوم الفن في حد ذاته متحرك ومتغير عبر الأزمنة والمدارس. ما كان بالأمس مرفوضاً اعتُبر لاحقاً ثورة تشكيلية.
لذلك، أنا أرى أن النقد مسؤولية أخلاقية وجمالية في آن، يوضح مكامن القوة والضعف، ويدعو الفنان للتجديد والتجويد، لكنه لا يملك سلطة إلغاء صفة “الفن” عن أي تجربة. فالفن يبقى مجالاً مفتوحاً على الاختلاف، والاختلاف هو سر استمراريته وتجدده.
٤) انت تقول بأن لك اسلوب يميزك عن سواك، اين يتجلى ذلك التميز… ؟ وهل يمكن القول ان لك مدرسة خاصة بك…؟
ج) التميّز بالنسبة لي لا يرتبط بالشكل وحده، بل بالرؤية التي أحملها للعالم والإنسان. ما يميزني هو قدرتي على تحويل تفاصيل الحياة اليومية، بمرارتها وأفراحها، إلى لغة بصرية تجمع بين الواقعية والسريالية، بين التجريد والتجسيد. أشتغل على اللون ككائن حي، وعلى الخط كنبض داخلي، فتخرج اللوحة محمّلة بعمق إنساني أكثر من كونها مجرد مشهد بصري.
أما عن المدرسة الخاصة، فأنا لا أدّعي أنني أسست “مدرسة” بالمعنى الأكاديمي للكلمة، لكن يمكن القول إن تجربتي شكّلت هوية بصرية متفردة، جعلت أعمالي تُقرأ وتُعرَف حتى من دون توقيع. وإذا كان هناك ما يشبه المدرسة في تجربتي، فهي مدرسة الانفتاح على البحث الدائم، ورفض القوالب الجاهزة.
٥) ماهي المدارس العالمية والمغربية التي أثرت فيك كفنان وفي تجربتك الفنية … ؟
ج) تأثرت بالمدارس العالمية مثل الانطباعية في تعاملها مع الضوء واللون، والسريالية في فتح آفاق الحلم، والتجريدية في تحرير الشكل. أما مغربياً، فقد ألهمتني تجارب رواد كبار مثل عبد الباسط بندحمان وفريد بلكاهية في مزجه بين الرمزية والبعد الحلمي، الذين أثبتوا أن الهوية المغربية قادرة على أن تُبدع بلغة كونية.
٦) تحدث لنا عن معرضك الاخير باسفي مع ١٣ فنان، وكيف تفسر هذه المبادرة… ؟
ج) هذا المعرض منحني فرصة فريدة للتواصل المباشر مع المتلقي المثقف للمدينة، ومعرفة كيف يستقبل جمهور متشبع بالثقافة والفنون مضمون أعمالي. ناهيك عن حجم الفنانين المشاركين، الذين يحمل كل منهم مساحة واسعة من الإبداع والبحث، ما جعل التجربة غنية بالحوار الفني وتبادل الرؤى، ومؤكدة على حيوية المشهد التشكيلي المغربي.
٧) كيف ترى وتفسر الكتابات النقدية المغربية الحالية…؟ وهل يمكن الحديث عن وجود نقد في مجال الفنون التشكيلية المغربية.. ؟
ج) في ظل تعدد أوجه الثقافة المغربية، تصبح الصورة الفنية وسيلة حيوية للتعبير عن هذا التنوع، فهي تعكس التعددية الثقافية والهوية المركبة للمغرب، وتمنح المشاهد فرصة لاكتشاف غنى تراثنا وتلاقح الأفكار بين مختلف المناطق والتجارب، لكن الكتابات النقدية المغربية الحالية تحمل بصمات ثاقبة، لكنها ما زالت في طور التوسع لتواكب غزارة الإنتاج الفني. النقد موجود وضروري، ليس للحكم أو الإقصاء، بل لتأطير التجربة الفنية وتمكين الجمهور من فهم عمقها وجمالياتها.
٨) هل يمكن القول انك فنان محترف يعيش بالفن… ؟
ج) نعم، يمكن القول إنني فنان محترف، ليس بمعنى ممارسة الفن فقط، بل بمعنى أن الفن صار جزءاً لا يتجزأ من حياتي اليومية، من تفكيري ومشاعري وتجربتي مع العالم. هو مصدر رزقي الروحي والفكري قبل أن يكون مهنياً، وفوق كل شيء، هو اللغة التي أعبر بها عن ذاتي وعن الإنسانية جمعاء.
٩) انت عرفت بأن مسيرتك الفنية تسير في طريق البحث والتجريب، ماذا يعني ذلك…؟ وماهي النتائج التي وصلت لها…؟
ج) مسيرتي الفنية المبنية على البحث والتجريب تعني أنني أستكشف باستمرار إمكانيات جديدة للون والشكل والخط، بحثاً عن لغة تشكيلية تعبّر عن رؤيتي الخاصة. والنتيجة كانت تطوير أسلوب يحمل بصمتي، يثري الحوار مع الجمهور ويمنح أعمالي عمقاً فلسفياً يربط بين المشهد الفني المغربي والعالمي.
١٠) انت رئيس لجمعية ابعاد، ماهي انواع الأنشطة الفنية التي نظمتها هذه الجمعية في السنوات السابقة…؟ وهل يوجد برنامج مستطر لسنة 2025، اذكر ذلك بشكل وجيز..؟
ج) بصفتي رئيساً لجمعية ” ثلاثة أبعاد”، حرصنا خلال السنوات الماضية على تنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة الفنية والثقافية التي تهدف إلى إثراء المشهد التشكيلي المغربي ودعم الفنانين، وتشمل
معارض تشكيليّة جماعية وفردية: استضفنا أعمال عدد من الفنانين المحليين والعرب والأجانب، لعرض تجاربهم الفنية المتنوعة وتشجيع تبادل الخبرات.
ورشات تكوينية للفنانين الشباب: ركزت على تطوير المهارات التقنية والإبداعية، بما في ذلك الرسم، النحت، وفنون الوسائط الجديدة، مع التأكيد على الابتكار والتجريب.
لقاءات حوارية وجلسات نقد فني: سمحت للفنانين والجمهور بمناقشة الأعمال الفنية، وفهم الرؤى المختلفة، وتطوير وعي نقدي حول الفنون التشكيلي.
مشاركات في ملتقيات وطنية ودولية: لتعزيز التبادل الثقافي والفني مع مؤسسات ومنصات خارج المغرب، ورفع مستوى المشهد التشكيلي المغربي على الصعيد العالمي.
بالنسبة لبرنامج سنة 2025، فقد تم وضع خطة مستمرة تركز على
تنظيم معارض جماعية وفردية في عدة مدن مغربية لتسليط الضوء على تجارب جديدة ومتنوعة.
إطلاق ورشات تعليمية متخصصة تستهدف الفنانين الشباب، لتطوير مهاراتهم وتشجيع التجريب الفني.
إقامة فعاليات ثقافية مشتركة بالتعاون مع مؤسسات فنية محلية ودولية، لتعزيز الحوار الفني وتبادل الخبرات.
دعم مشاريع فنية مبتكرة تساهم في إثراء المشهد الفني الوطني وربط الفنانين بالمجتمع والجمهور.
هذه الأنشطة تؤكد التزام الجمعية بالارتقاء بالوعي الفني، ودعم الإبداع المغربي، وفتح آفاق للتفاعل مع التجارب العالمية دون أن نفقد أصالة هويتنا الفنية.
١١) كيف كان شعورك أثناء حصولك على الميدالية الفضية من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب بباريس في فرنسا..؟ وماذا يعني لك هذا التتويج المستحق… ؟
ج) شعوري بالميدالية الفضية من أكاديمية باريس كان مزيجاً من الفخر والامتنان. هذا التتويج ليس وساماً شخصياً فقط، بل اعتراف بالفن المغربي وإشارة لمسؤولية الاستمرار في البحث والإبداع.
١٢) مارأيك بالملتقيات الأدبية والفنية لاسيما ملتقى الشعراء العرب ومجلة ازهار الحرف اللتان يرأسهما الأديب والناقد والشاعر الكبير ناصر رمضان عبد الحميد… ؟
ج) أرى أن الملتقيات الأدبية والفنية مثل ملتقى الشعراء العرب ومجلة “أزهار الحرف” لها دور كبير في إثراء المشهد الثقافي العربي. تحت قيادة الأديب والناقد والشاعر الكبير ناصر رمضان عبد الحميد، توفر هذه الفضاءات منصة للحوار والتلاقي بين المبدعين من مختلف التخصصات، سواء في الشعر أو الأدب أو الفنون التشكيلية.
بالنسبة لي، مثل هذه المبادرات تمنح الفنان مساحة لتبادل التجارب، والتعرف على رؤى جديدة، وتأكيد أن الفن والأدب وجهان لعملة واحدة تحمل الثقافة وتوسّع دائرة الإبداع. إنها لحظات تذكّرنا بأن الإبداع الجماعي يخلق أثرًا أكبر من الإبداع الفردي وحده.
١٣) اخيرا، ماهو الحلم الذي ظل يسكنك كفنان تشكيلي مغربي… ؟ وكيف تحب أن يتذكر الوسط الثقافي والمؤسساتي والذاكرة الفنية التاريخية… ؟
ج) حلمي أن يظل الفن المغربي مرآة صادقة لهويتنا وتجاربنا، وأن تُقرأ أعمالي كجزء من تاريخ فني مغربي اصيل، بل وتصبح بعض لوحاتي مادة أكاديمية تُدرس للأج
حاوره من المغرب؛ محمد زوهر