تأملات مجاز
حملت ذات يوم ورقة بين أصابعي
أمشي والنسيم يحرك فيها
تنطوي على يدي اليمنى تظهر لي أن سطورها فيها حروف لم تقرأ بعد
أو بالاحرى تريد ان أقرأها
حملت قلمي ولساني في كتابة نص
وأنا لا أجيد حتى المجاز
بدأت بصقل ما أملك من حروف أعرفها
في خوض أول حياة لحرفي المتواضع
الذي لم يفهمه أحد حتى الآن
نسجت من نبات أو شجرة العليق أجمل نصوصي وقصائدي
رغم تشابكها
لكن أنظر إليها رغم تفتح ورودها الشمسية
تبكي في داخلها لا أحد يزورها
حتى بنظرة دفء أو تقبل ذلك العطر
الذي يأتي من ازدحام العروق في باطن الصفحات
مرة ألملم حبري
ومرة أسكب قلمي في شوارع الحروف
لعلّي ألقى غريباً يقص لي ما حكت له كلمات عني
في نقاط على شواطئ الانتظار
رسمت طريقاً لوحدي
واتخذت مساراً لكي لا يقال عني:
“إنك اتبعت مدخلاً كلنا دخلناه”
أتيت من درب مطباته كبيرة ومنعرجة
لكن صعوبتها سهلة في طعمها
وحدي في دجايا ألتقط عناقيد متدلية
من رموز وحكايات تريد جرعة ضوء أو ظل
تبقى هناك لولهة ثم تغيب
أتفقد غطاء الحروف إن كانت باردة أغطيها
وأعطيها دفء ما يجول في خاطري
وإن كانت دافئة أنظر إليها برفق
وأنزع عنها تعب الوحدة الذي طال أمده
كتبت وأنا الآن أرى ما كتبت
حروفي رغم تربيتي لها
وما عنيت من أجلها من ترتيب وتهذيب
في المعنى والصدق في النطق والكلام
أرى ما جنيت في حياتي كلها
لكن لا أحد يهتم
يوماً ما سوف تصلين إلى ما تمنيت
سوف يقال عنك: ما أجمل من كلام
بقلم الشاعر رضا بوقفة شاعر الظل
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
الشعر اللغز الفلسفي والقصة اللغزية الفلسفية