نصف شقائي
نصفُ شقائي
في طيبةٍ تفضحني،
في لينِ ملامحي،
في انكساري أمام الوجوهِ
التي تعرفُ كيفَ تُمسكُ بقلبي
ثم تتركني وحيدًا
أرتجفُ في العراء.
ونصفُ شقائي
في رعونةِ روحي،
في اندفاعي وراءَ السراب،
في أنني أُشعلُ نارَ الحنين
ولو كنتُ وقودَها الأخير،
أرقصُ مع اللهيب
وأهوي رمادًا على أطرافِ صمتي.
كلُّ شقائي موزّعٌ
بين ضعفٍ يذوبُ على الأبواب،
وقوةٍ تجرحني كلّما توهّمتُ
أنّ في التمرّدِ خلاصًا.
فيا سائلاً عن فرحي:
لقد تكسّرَ بيني وتاه،
صارَ ظلًا بلا جسد،
وصوتًا يتردّدُ في الفراغ.
أبحثُ عن نفسي
في مرايا الغياب،
فلا أرى إلّا ملامحَ متعبة
ونصفًا يفتّش عن نصفه الآخر
ولا يجده.
وحين أضمُّ يديّ
لأجمعَ فتاتَ أيامي،
أكتشفُ أنني لم أملك يومًا
إلّا نصفَ شقائي.
✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك