الكاتبة شيماء روابحية… حين تكتب الابنة لتُحيي الأم من بين الحروف
من رحم الفقد ودفء الذكرى، تولد الحكايات التي لا تموت، وهناك، بين الحنين والوجع، تسكن الكاتبة شيماء روابحية، ابنة الجزائر التي اختارت أن تخلّد الذاكرة بحروفٍ تنبض بالعاطفة الصادقة والوفاء الأبدي.
تحمل شيماء في قلمها رائحة الذاكرة وصوت الحنين، وتكتب لتمنح الغياب حياةً أخرى. بدأت رحلتها مع الكتابة من عمق التجربة الإنسانية، حين وجدت في القلم حضنًا يواسيها، وصوتًا يعبّر عمّا تعجز عنه الدموع.
روايتها الأولى “زينة حياتي – رواية أم لا تموت” هي أكثر من عمل أدبي، إنها مرثية حب خالدة لوالدتها “زينة روابحية”، تلك المعلمة التي غرست في قلبها أول بذور العطاء، وظلّت صورتها تضيء طريقها حتى بعد الرحيل. من خلال صفحات الرواية، تكتب شيماء عن أمٍ رحلت بالجسد، لكنها بقيت حاضرة في الذاكرة، في الدعاء، وفي كل تفصيل صغير من تفاصيل الحياة.
في هذا العمل، يتقاطع الحنين مع الوجع، والدموع مع الضوء، لتتشكل لوحة أدبية آسرة عن الأمومة التي لا تنتهي بالموت، وعن الحب الذي يواصل الحياة رغم الغياب. تكتب شيماء بلغةٍ شفافة تنساب من القلب إلى القلب، لتجعل القارئ يعيش التجربة بكل وجدانها، فيبكي قليلاً، ويبتسم كثيرًا، ويعيد النظر في معنى الفقد والحب والبقاء.
تؤمن شيماء أن الكتابة ليست حبرًا على الورق، بل بقاءٌ بعد الرحيل، وأن الكلمة الصادقة يمكنها أن تُعيد للحياة نبضها حتى في لحظات الفقد الأشد قسوة. من بين حروفها، تتجلّى روح الأم التي كانت وما زالت “زينة حياتها”، وتظلّ الرواية جسرًا يصل بين الأم والابنة، بين الذاكرة والخلود.
“زينة حياتي – رواية أم لا تموت” ليست رواية فقط، بل نبضٌ من حبٍ خالد، كتبتها ابنة لتقول للعالم:
هناك أمهاتٌ لا يرحلن، بل يبقين فينا إلى الأبد.
…. ناعم زينب جيهان