الكاتبة سلاوي سيليا… حين تتحول اللغة إلى جسرٍ بين الإبداع والتعليم
من ولاية أم البواقي شرق الجزائر، تبرز الكاتبة والأستاذة سلاوي سيليا كواحدة من الوجوه الثقافية الشابة التي جمعت بين العقل التربوي والقلب الأدبي، لتصنع من اللغة الفرنسية فضاءً للتعبير عن الوجدان الإنساني وتعليم الجمال في آنٍ واحد.
سيليا حاصلة على ماستر في تعليمية اللغات الأجنبية من جامعة العربي بن مهيدي – أم البواقي، وهي أستاذة للغة الفرنسية في المدرسة الابتدائية منذ سنة 2019. تؤمن أن تعليم اللغة لا يقتصر على القواعد والمفردات، بل هو نقلٌ لروح الجمال والوعي بالذات، وهو ما جعلها تعتمد في عملها على طرق تعليمية تفاعلية تُنمّي الحسّ الأدبي واللغوي لدى المتعلمين الصغار.
بين التعليم والإبداع:
لم تتوقف سيليا عند حدود القسم، بل تجاوزت الجدران لتكتب روايتها الأولى «Douleur et Oubli»، الصادرة عن دار تدوينة للنشر والتوزيع سنة 2024، والتي شاركت بها ضمن الصالون الدولي للكتاب بالجزائر (SILA) في برنامج التوقيعات الأدبية.
الرواية تعكس عمق رؤيتها الإنسانية، حيث تتناول موضوعات الألم، الذاكرة، والشفاء الذاتي، بلغةٍ شاعرية تقترب من روح الاعترافات، وتلامس القارئ في أعمق وجعه.
في كتاباتها، تُعيد سيليا تعريف مفهوم النسيان؛ لا بوصفه هروبًا من الماضي، بل كخطوة نحو السلام الداخلي. فهي ترى أن الكتابة لا تشفي الجراح فحسب، بل تعيد تشكيل الإنسان من جديد، قطعةً قطعة، حتى يصبح قادرًا على مواجهة مرآته دون خوف.
مقتطف من الرواية:
Le premier pas vers l’oubli, ce n’est pas de tourner la page, c’est d’apprendre à se regarder sans se juger. C’est d’accepter son reflet dans le miroir, sans reproche, sans colère, sans cette ombre de haine qui abîme le regard.
C’est pouvoir parler de son histoire sans baisser les yeux, sans honte, sans cette lourdeur dans la poitrine. Oublier, ce n’est pas effacer le passé — c’est marcher sur les morceaux de verre sans qu’ils blessent encore les pieds. C’est de prononcer ton prénom sans que la voix tremble, sans que le cœur saigne.
الترجمة العربية:
> الخطوة الأولى نحو النسيان ليست في طيّ الصفحة، بل في تعلّم النظر إلى نفسك دون حكم.
أن تقبل انعكاسك في المرآة بلا عتب، بلا غضب، دون تلك الظلّة السوداء من الكراهية التي تشوّه النظرة.
أن تستطيع الحديث عن قصتك دون أن تُخفض عينيك، دون خجل، ودون تلك الكتلة الثقيلة في صدرك.
فالنسيان ليس محوًا للماضي — بل هو السير فوق شظايا الزجاج دون أن تُدمى قدماك بعد الآن.
هو أن تنطق اسمه دون أن ترتجف نبرتك، ودون أن ينزف قلبك.
بين القلم والقيم:
تُعرف سلاوي سيليا بقدرتها على الجمع بين الانضباط الأكاديمي والإحساس الفني، فهي أستاذة تُعلّم بالحب، وكاتبة تكتب بالصدق، وصوت أنثوي جزائري يُضيف للأدب الفرنسي الجزائري بعدًا إنسانيًا عميقًا.
تؤمن أن اللغة الفرنسية ليست غربة، بل نافذة للتواصل مع العالم، وأن الأدب هو أرقى وسيلة لفهم الذات والتصالح معها.
للتواصل و طلب الرواية:
[email protected]
بقلم ناعم زينب جيهان