الشِّعرُ رَبيعُ الرُّوح
حينَ تَتَعبُ الأرواحُ مِن صَقيعِ الأيّام،
يَأتي الشِّعرُ كَفَجرٍ يَفتحُ نوافِذَ الضَّوءِ فِي الدّاخل.
هُوَ لَيسَ كَلِماتٍ تُكتَبُ،
بَل أنفاسُ حياةٍ تُولَدُ مِن حَبرِ الحَنين.
فِي كُلِّ بَيتٍ شِعريٍّ،
زَهرَةٌ تَنمو عَلى أطرافِ الحُلم،
تُحدِّثُ القَلبَ عَن أمْسٍ مَضى،
وَعَن غَدٍ يَنتَظِرُ أن يُزهرَ مِن جَديد.
الشّاعرُ يُشعِلُ لَيلَهُ بِنَجمَةِ وَحيٍ،
يَكتُبُ الدّمعَ كَأنَّهُ نُورٌ،
وَيُسافِرُ فِي مَدائنِ الكَلِمَاتِ
بِدَفترٍ مَفتوحٍ عَلى سُطورِ الرُّوح.
كُلَّمَا نَزَفَ الحُرفُ حُبًّا،
تَعافَى الجُرحُ، وَابتَسَمَتِ الأرواح.
فَالشِّعرُ يا حَبيبي
لَيسَ فَنًّا فَقَط، بَل هُوَ فَصلُ الرَّبيعِ الّذي
يُعيدُ للحَياةِ نَبضَها،
وَلِلقَلبِ سِرَّهُ الأوَّل… الحُب
پري قرداغي


















