الأربعاء, نوفمبر 5, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية أدب النقد

الشاعرة لورانس عجاقة: تأليف بحبر الإنسانية بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
نوفمبر 5, 2025
in النقد
الشاعرة لورانس عجاقة: تأليف بحبر الإنسانية بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعرة الدكتورة لورانس عجاقة: سيرة منارة – التأليف بين الأدب والقيادة والإنسان

بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
E-mail: [email protected]

مقدمة
تمثل مسيرة الشاعرة والأكاديمية الدكتورة لورانس عجاقة نموذجاً فريداً للتكامل بين الإبداع الأدبي والرؤية التربوية والقيادة الإنسانية. هذه السيرة التي كُتبت “بحبر المعرفة” كما وُصفت، ليست مجرد مسيرة أكاديمية تقليدية، بل هي رحلة إنسانية شاملة تتدفق فيها شاعرية اللغة مع حكمة التعليم ورفعة القيادة.
وإذا كانت فصول هذه السيرة تكشف عن أبعاد شخصيتها المتعددة، فإن قصيدتها “رسالة من تحت الرماد” تشكل تتويجاً لهذه الرؤية المتكاملة، حيث تتحول الكلمة من أداة تعليمية إلى رسالة إنسانية تخترق الحدود وتُحدث تأثيراً متعدد المستويات.
يأتي هذا المقال الشامل لتحليل هذه الشخصية الاستثنائية من خلال سيرتها الذاتية وإبداعها الشعري، سعياً لكشف الأسس الفكرية والجمالية التي تقوم عليها، وتقييم أثرها في مختلف الحقول: الفكرية والأدبية والعلمية والثقافية والسياسية والدبلوماسية.
الفصل الأول: التكوين الفكري والأدبي: من جنون المعجم إلى دكتوراه الأدب
يشكل المنزل والجنوب اللبناني البيئة التكوينية الأولى التي انطلقت منها شرارة الشغف لدى لورانس عجاقة. فـ”البيت العامر بالحياة” و”الأمسيات مع والدها” في رحلات الغوص في “بحر اللغة” و”أعماق القاموس” لم تكن مجرد طقوس عائلية، بل كانت مختبراً أولياً لصياغة وعي لغوي وأدبي مبكر. هذا “العشق الأبدي للكلمة” الذي ولد في كنف الأسرة هو الذي حدد المسار المستقبلي للدكتورة عجاقة، حيث تحول الحلم البريء إلى مشروع أكاديمي رصين تتوج بـ”التاج النوراني” المتمثل في حصولها على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي.
يمثل هذا المسار الانتقال من “الهواية” العائلية إلى “الاحتراف” الأكاديمي، وهو انتقال جعلها تمتلك أدوات نقدية ومنهجية صارمة، إلى جانب الحس الأدبي المرهف. لقد استطاعت عجاقة أن تدمج بين الجذور العربية الأصيلة المتمثلة في حب اللغة والبيان، والمناهج الغربية الحديثة في قراءة الأدب الإنجليزي، مما أتاح لها رؤية ثاقبة وجسراً بين ثقافتين.
التقييم الأكاديمي لأثرها: يمكن تقييم أثرها في هذا الحقل من خلال:
1. إثراء الحقل الأكاديمي: من خلال تدريسها ومنشوراتها (المفترضة) في الأدب الإنجليزي، قدمت نموذجاً للمقاربة الإبداعية التي تزاوج بين العمق النظري والذوق الجمالي.
2. تطوير المنهجية التعليمية: لم تكن الدكتوراه مجرد شهادة، بل كانت رؤية تحولت إلى منهج في التعليم، حيث رأت أن “الأدب ليس نصوصاً تُقرأ، بل نوافذ تُفتح على الذات والعالم”.
الفصل الثاني: الفلسفة التربوية والقيادة الأكاديمية: المدرسَة التي أَوقظت العقول
تمثل مسيرة الدكتورة لورانس عجاقة الأكاديمية التي امتدت ثلاثة عقود نموذجاً متكاملاً للفلسفة التربوية الإنسانية. لم تكن “معلّمة” تقليدية، بل كانت “روحاً توقظ العقول”. تتلخص فلسفتها التربوية في عدة مبادئ أساسية:
1. التعليم القائم على الحوار والإبداع: حيث حولت “دروسها إلى فضاءات من الحوار والإبداع”، معتبرة أن الفكرة تنمو “كزهرة في أرض خصبة”.
2. التكامل بين الجد والدعابة: كان أسلوبها “لوحة نابضة بالألوان — بين الجد والدعابة، بين التحدي والتحفيز”، مما خلق بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة.
3. التربية بالقدوة: كانت “القائدة التي تسير أمام طلابها بخطى راسخة”، و”الحامية التي تحتضن”، مما يجسد مفهوم “التربية بالقدوة” حيث يتعلم الطلاب من السلوك قبل الكلام.
4. التعليم القلبي: آمنت بأن التعليم يجب أن يسكن القلب، فـ”تعلّم بقلبها قبل لسانها”، واتخذت من “الكلمة الطيبة” وسيلة لزرع الثقة.
وعلى مستوى القيادة الأكاديمية، خاصة في منصبها كرئيسة لقسم اللغة الإنجليزية، تجلت هذه الفلسفة في الممارسة. لم تكن “مجرد إدارية، بل ربانة تقود سفينتها نحو آفاق التميز والإبداع”. واستندت في قيادتها إلى قيم “التعاون، والموضوعية، والاحترام، والتعلّم، والانفتاح”.
التقييم الأكاديمي لأثرها: يمكن تقييم أثرها في هذا الحقل من خلال:
1. تخريج أجيال من المفكرين: لم تكن تهدف إلى تخريج طلاب يحفظون النصوص، بل مفكرين نقديين يمتلكون أدوات التحليل والإبداع.
2. نموذج للقيادة الأكاديمية المؤثرة: قدمت نموذجاً للقائد الأكاديمي “الوسيط” الذي “يطفئ نيران الخلاف” و”الموجّه” الذي يبني، متفادية الصراعات العقيمة.
3. تطوير البيئة الأكاديمية: ساهمت في تحويل القسم الذي ترأسته إلى بيئة حاضنة للإبداع الفكري والأدبي، تعتمد على العمل الجماعي والاحترام المتبادل.
الفصل الثالث: الأبعاد الثقافية والسياسية والدبلوماسية: الكلمة جسراً بين العالمين
يتجاوز أثر الدكتورة لورانس عجاقة جدران الجامعة إلى فضاءات أوسع: ثقافياً، وسياسياً غير مباشر، ودبلوماسياً.
1. البعد الثقافي: كأكاديمية متخصصة في الأدب الإنجليزي، قامت بدور “صلة الوصل بين العقول والقلوب” ليس فقط داخل الحرم الجامعي، بل بين الثقافة العربية والثقافة الإنجليزية. من خلال تدريسها وتحليلاتها، قدمت الثقافة والأدب الإنجليزي للطلاب العرب بمنظور نقدي، وساهمت في الحوار الحضاري بين الشرق والغرب. إن “انفتاحها” كقيمة أساسية لم يكن مجرد شعار، بل كان منهجاً في التعاطي مع الآخر المختلف ثقافياً.
2. البعد السياسي غير المباشر: في مجتمع متعدد الطوائف مثل لبنان، يأتي دور المثقف المستنير حاسماً. لم تكن الدكتورة عجاقة منغمسة في الصراع السياسي المباشر، ولكن دورها كان “وسيطاً يطفئ نيران الخلاف”. من خلال تعزيز قيم “الاحترام” و”الموضوعية” و”الحوار” في فصولها ومع زملائها، كانت تساهم في بناء ثقافة التسامح والمواطنة التي تشتد الحاجة إليها في السياق اللبناني. إن تعليمها للأدب كـ”نوافذ تفتح على الذات والعالم” هو في جوهره عمل تثقيفي وسياسي غير مباشر، يبني وعي الأفراد ويوسع آفاقهم.
3. البعد الدبلوماسي الرفيع (دبلوماسية القيم): تمارس الدكتورة عجاقة شكلاً راقياً من الدبلوماسية، يمكن تسميته “دبلوماسية القيم الإنسانية”. هذه الدبلوماسية لا تعتمد على البروتوكولات الرسمية، بل على بناء الجسور الإنسانية من خلال “الاحترام والود”. إن قدرتها على نسج علاقات إيجابية مع طلابها وزملائها من مختلف الخلفيات، واستخدامها “لفن الإصغاء”، هي شكل من أشكال الدبلوماسية الشخصية والثقافية التي تعزز التفاهم المتبادل وتذيب حواجز الاختلاف. “رسالتها الإنسانية” في كونها صلة وصل هي جوهر العمل الدبلوماسي الحقيقي.
التقييم الأكاديمي لأثرها: يمكن تقييم أثرها في هذا الحقل من خلال:
1. تعزيز الحوار بين الثقافات: ساهمت في خلق مساحة للحوار الثقافي المتكافئ، بعيداً عن مركزية ثقافية لأخرى.
2. بناء النسيج الاجتماعي: من خلال قيمها التربوية والإنسانية، ساهمت في ترسيخ أسس التعايش في محيطها المباشر وغير المباشر.
3. تقديم نموذج لدبلوماسية المثقف: أظهرت كيف يمكن للمثقف والأكاديمي أن يلعب دوراً دبلوماسياً من خلال سلوكه وقيمه ورسالته الإنسانية، دون الحاجة إلى منصب رسمي.
الفصل الرابع: الرؤية الكونية وتحديات العطاء: من العقبة إلى السلم
تكمن قوة شخصية الدكتورة لورانس عجاقة في رؤيتها الكونية للحياة والتحديات. إن نظرتها إلى التحديات على أنها “وقودها، وليست قيودها”، واعتبارها لكل “عقبة سلّماً إلى نضج جديد” تضعها في مصاف الشخصيات المرنة والقادرة على التحول الإيجابي. هذه الرؤية لم تكن انعزالياً، بل كانت نابعة من ممارسة عملية في واقع مليء بالتحديات، سواء على المستوى الشخصي أو في بيئة العمل الأكاديمي التي لا تخلو من تعقيدات.
قيمها الخمس – “التعاون، والموضوعية، والاحترام، والتعلّم، والانفتاح” – لم تكن شعارات جوفاء، بل كانت نظاماً أخلاقياً وعملياً حكم مسيرتها. إن تشبيهها بحياة البحر بمدّه وجزره يشير إلى فهم عميق لطبيعة الحياة المتقلبة، وقدرة على التكيف معها مع الحفاظ على الجوهر الثابت.
التقييم الأكاديمي لأثرها: يمكن تقييم أثرها في هذا الحقل من خلال:
1. نموذج للقدرة على التكيف والصمود: تقدم سيرتها نموذجاً إلهامياً للطلاب والباحثين حول كيفية تحويل التحديات إلى فرص للنمو.
2. ترسيخ الأخلاقيات الأكاديمية: جسّدت بأفعالها نظاماً أخلاقياً يمكن اعتباره مرجعاً للأخلاقيات الأكاديمية، يقوم على النزاهة (الموضوعية) والعمل الجماعي (التعاون) والتقدير المتبادل (الاحترام).
الفصل الخامس: تحليل أدبي نقدي لقصيدة “رسالة من تحت الرماد” للدكتورة لورانس عجاقة

رسالة من تحت الرماد

كنتُ هناكَ…
حينَ كانتِ السماءُ تبكي رمادًا،
وحينَ كانتِ الأرضُ ترتجفُ تحتَ أقدامِ الجنود.

سمعتُ صرخةَ أمي،
وهي تخبّئُ وجهي في صدرِها…
كأنّ قلبَها حصنٌ
لا يعرفُ السقوط.

وكانَ الليلُ طويلاً…
طويلاً كقدرٍ
لا يريدُ أن ينتهي.

رأيتُ المدنَ تحترقُ،
لكنني رأيتُ أيضًا
امرأةً تشعلُ شمعةً في الركام،
وتهمس:
“ستعودُ كوسوفا… ولو بعدَ حين.”

يا كوسوفا… يا دمي،
كم مرةً دفنتُ الخوفَ في صدري،
وخرجتُ أبحثُ عن الغدِ
بينَ الأنقاض.

كنتِ تصنعينَ من الدموعِ خبزًا،
ومن الحنينِ وطنًا صغيرًا في قلوبِنا.

الآن…
حينَ يمرُّ الربيعُ على جبالكِ،
أسمعُ ضحكةَ الذينَ رحلوا،
وأشمُّ رائحةَ السلامِ
تخرجُ من الترابِ البارد.

كوسوفا…
لستِ بلدًا فقط،
أنتِ أمّي التي لم تمت،
ونبضي الذي علّمني
أنَّ الحبَّ أقوى من الحرب،
وأنَّ مَن فقدَ كلَّ شيء…
ما زال يملكُكِ.

مقدمة
تُمثِّل قصيدة “رسالة من تحت الرماد” للدكتورة لورانس عجاقة نموذجاً شعرياً مكثفاً يجسّد رؤية إنسانية شاملة للألم والمقاومة والأمل. لا تنحصر القصيدة في بعدها الذاتي فحسب، بل تتجاوزه إلى البعد الجماعي الإنساني، حيث تتحول كوسوفا إلى رمز لكل أرض تتعرض للظلم والاحتلال. تأتي هذه القصيدة تتويجاً لرؤية الدكتورة عجاقة الفكرية والأدبية التي تؤمن بأن “الكلمة يمكن أن تغيّر العالم”، فجاءت نصوصها الشعرية ترجمة حية لهذه القناعة. يسعى هذا التحليل إلى تفكيك بنية القصيدة، واستكناه أبعادها الجمالية والفكرية، وتقييم أثرها متعدد المستويات.
تحليل العنوان: “رسالة من تحت الرماد”
يحمل العنوان دلالات عميقة متعددة:
• “رسالة”: توحي بالتواصل والاستمرارية والرغبة في إيصال صوت المظلومين. هي رسالة من الماضي إلى الحاضر، من الموت إلى الحياة، من الصمت إلى الكلام.
• “من تحت الرماد”: يشير الرماد إلى الدمار والموت والخراب، لكن ما يخرج “من تحته” يشير إلى الحياة التي تتحدى الموت، والجمر الخفي الذي قد يشعل نار المقاومة من جديد. إنه ترميز للقدرة على البعث والنشور من بين الأنقاض.
الفكرة المركزية في القصيدة
تدور القصيدة حول فكرة “الصمود في مواجهة الدمار، والإيمان بالحياة وسط الموت، وتجسيد مقولة أن الحب والإرادة الإنسانية هما أقوى من كل آلات الحرب والقتل.” إنها ترثي الضياع ولكنها ترفض اليأس، وتقرّ بالجراح ولكنها تؤمن بالشفاء. تتحول كوسوفا من مكان جغرافي إلى فكرة مجرّدة عن الوطن الأم، والأم الحنون، والهوية التي لا تمحى.
أبرز السمات الأسلوبية والفنية
1. البنية السردية الحوارية:
تبدأ القصيدة بجملة خبرية بسيطة لكنها موحية: “كنتُ هناكَ…” مما يخلق إحساساً بالمشاهدة العيانية والشهادة الحية على المأساة. ثم تنتقل إلى حوار مع الذات ومع كوسوفا، مما يخلق تكاملاً بين السرد الموضوعي والوجدان الذاتي.
2. المفارقة:
• “السماءُ تبكي رمادًا”: البكاء تعبير عن الحزن، لكن الرماد رمز للدمار. فالحزن هنا ليس عادياً، بل هو حزن يمحو معالم الحياة.
• “تشعلُ شمعةً في الركام”: الشمعة رمز للأمل والضوء الضئيل، والركام رمز للدمار. إشعال الشمعة في الركام هو فعل إيمان يتحدى المنطق المادي.
• “تصنعينَ من الدموعِ خبزًا”: الدموع تعبير عن الألم، والخبز رمز للقوت والاستمرار. هي عملية خلق للحياة من مواد الألم نفسها.
3. الرمزية:
• “كوسوفا”: تتحول من دولة إلى رمز للهوية والصمود والأمومة الأبدية. إنها “الدم” و”الأم التي لم تمت” و”النبض”.
• “الأم”: تمثل الحماية والأصل المتين. “كأنّ قلبَها حصنٌ لا يعرفُ السقوط” هو تشبيه يجسد دور الأم كملاذ أخير في زمن العجز.
• “الربيع”: رمز للتجدد والأمل والعودة الحتمية للحياة. “أسمعُ ضحكةَ الذينَ رحلوا” إيحاء بأن أرواح الشهداء تفرح حين تعود الحياة إلى أرضهم.
4. التكرار:
• تكرار “كنتُ هناكَ…” و “رأيتُ…” يؤكد على مصداقية الراوي وشهادته.
• تكرار “طويلاً… طويلاً” يعمق إحساس اليأس والانتظار الذي لا ينتهي.
• تكرار نداء “كوسوفا…” يشبه التكرار في الموشحات الدينية، مما يضفي على القصيدة طابعاً تأملياً وقدسياً.
5. الإيقاع واللغة:
تستخدم الشاعرة لغة شعرية مركّزة، ذات إيقاع هادئ يشبه الأنين أحياناً والنشيد أحياناً أخرى. الجمل قصيرة ومتتالية، تحاكي أنفاس إنسان يروي ذكريات مؤلمة. اللغة بسيطة لكنها موحية جداً، تعتمد على الصور الحسية (“أسمعُ ضحكةَ”، “أشمُّ رائحةَ السلامِ”) لنقل المشاعر.
تقييم الأثر متعدد الأبعاد للقصيدة
1. على الحياة الفكرية: تقدم القصيدة رؤية فكرية عميقة عن “القدر” و”الإرادة”. فالقدر الطويل (“كقدرٍ لا يريدُ أن ينتهي”) لا يلغى الإرادة البشرية القادرة على “صنع الخبز من الدموع” و”إشعال الشمعة في الركام”. هي دعوة للتفكير في معنى القوة الحقيقية: أهي قوة الجندي أم قوة الإنسان الرافض للموت؟
2. على الحياة الأدبية: تسهم القصيدة في إثراء الشعر العربي المعاصر الذي يتناول قضايا الأمم الأخرى، متجاوزاً الإقليمية الضيقة إلى فضاء الإنسانية الواسع. كما تقدم نموذجاً راقياً للشهادة الأدبية التي تتحول إلى فن.
3. على الحياة الثقافية: تعمل القصيدة كجسر ثقافي بين العالم العربي وآلام شعوب البلقان، مستذكرة أواصر التاريخ والحضارة المشتركة. إنها تذكر القارئ العربي بأن معاناة الآخر هي جزء من معاناته، وأن قضيته هي قضية حرية وكرامة إنسانية.
4. على الحياة العلمية (الاجتماعية والنفسية): يمكن قراءة القصيدة كدراسة حالة نفسية لضحايا الحرب والصدمات الجماعية. فهي تمسك بتلابيب النفس الإنسانية في أقسى لحظاتها: الخوف المدفون في الصدر، البحث عن الغد بين الأنقاض، والقدرة على تحويل الحنين إلى وطن نفسي. إنها ترسم خريطة للصمود النفسي.
5. على الحياة السياسية والنضالية: القصيدة هي بيان سياسي بامتياز، لكن بلغة الشعر. إنها تفضح جرائم الحرب والتطهير العرقي دون خطابية مباشرة. عبارة “ستعودُ كوسوفا… ولو بعدَ حين” هي شعار نضالي يختزل إيماناً راسخاً بحق العودة والنصر. القصيدة تخلق “ذاكرة مقاومة” تواجه محاولات طمس التاريخ.
6. على الحياة الدبلوماسية: تمثل القصيدة شكلاً من “دبلوماسية الأدب”، حيث تستخدم الكلمة الرفيعة لنقل معاناة شعب وتطلعاته إلى العالم. إنها تساهم في كسب التعاطف العالمي مع القضية، مستخدمة لغة الإنسانية المشتركة التي تتجاوز لغة البيانات السياسية الجافة.
خاتمة: القصيدة تتويج لرؤية المنارة
“رسالة من تحت الرماد” ليست مجرد قصيدة، بل هي خلاصة الرؤية الإنسانية والتربوية والقيادية للدكتورة لورانس عجاقة. إنها التطبيق العملي لإيمانها بأن “الكلمة يمكن أن تغيّر العالم”. فكما كانت في قاعات الدرس “توقظ العقول” و”تزرع الثقة”، ها هي في قصيدتها توقظ الضمير الإنساني وتزرع الأمل في قلب اليأس.
هذه القصيدة هي الوجه الآخر لـ”المعلمة” و”القائدة” و”الدبلوماسية” و”الإنسانة”. إنها تثبت أن تأثير الدكتورة عجاقة لم يقتصر على طلابها وزملائها، بل امتد عبر كلماتها إلى آفاق أوسع، حاملة رسالة خالدة: أن الحب أقوى من الحرب، وأن من فقد كل شيء ما زال يملك روحه وإيمانه ووطنه في قلبه. وهي بذلك تظل، كما وُصفت، “منارة تشع في ذاكرة من عرفها”، وتكتب فصول إنسانيتها “بحبر الإلهام”.
خاتمة: خلاصة إنسانية واستنتاجات نهائية
تمثل الدكتورة لورانس عجاقة، من خلال سيرتها الشاملة وإبداعها الشعري، نموذجاً ملهماً للمثقف الشامل الذي يجمع بين عمق الأكاديمي وشفافية الشاعر وحكمة القائد. لقد قدمت من خلال مسيرتها نموذجاً حياً للعطاء المتكامل، حيث تتداخل أدوار العالمة والمربية والقائدة والشاعرة في نسيج إنساني واحد.
وإذا كانت سيرتها الأكاديمية تمثل الجذور العميقة لشجرة العطاء، فإن قصيدتها “رسالة من تحت الرماد” تمثل الثمار الناضجة التي امتدت بعيداً في فضاء الإنسانية. هذه القصيدة التي تنقل معاناة شعب وتطلعاته، لم تكن مجرد نص أدبي، بل كانت تجسيداً حياً لإيمانها بأن “الكلمة يمكن أن تغير العالم”.
إن الإرث الحقيقي للدكتورة عجاقة لا يقاس فقط بما قدمته في قاعات الدرس أو ما كتبته في أبحاثها، بل بما زرعته من قيم وأشعلته من شموع في عقول وقلوب من عرفوها. إنها حقاً “منارة تشع” ليس فقط في مجال الأدب أو التعليم، بل في فن العيش بروح إنسانية شاملة، تثبت أن الحب أقوى من الحرب، وأن الكلمة أبقى من الرصاصة، وأن الإنسان حين يؤمن برسالته، يمكن أن يكتب عمره بحبر المعرفة والإلهام.
كاتب الدراسة:
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
E-mail: [email protected]

مشاركةTweetPin
المنشور التالي
الشاعیرە خۆزگە کۆیی من اربیل

الشاعیرە خۆزگە کۆیی من اربیل

آخر ما نشرنا

من أورقة الصمت /غادة الحسيني
شعر

العودة إلى دفء الحلم /غادة الحسيني

نوفمبر 5, 2025
3

العودة إلى دفء الحلم في تلك اللحظة أغمضت عيني وأطلقت العنان لخيالي فانزلقت قدماي عبر الضباب إلى مكان يلفه الدفء...

اقرأ المزيد
الشاعیرە خۆزگە کۆیی من اربیل

الشاعیرە خۆزگە کۆیی من اربیل

نوفمبر 5, 2025
5
الشاعرة لورانس عجاقة: تأليف بحبر الإنسانية بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعرة لورانس عجاقة: تأليف بحبر الإنسانية بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 5, 2025
22
السلام /بري قرداغي

لماذا أكتب /بري قرداغي

نوفمبر 4, 2025
11
يا أيها العمر كيف تمر /ملفينا أبو مراد

يا أيها العمر كيف تمر /ملفينا أبو مراد

نوفمبر 4, 2025
3
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

من أورقة الصمت /غادة الحسيني

العودة إلى دفء الحلم /غادة الحسيني

نوفمبر 5, 2025
الشاعیرە خۆزگە کۆیی من اربیل

الشاعیرە خۆزگە کۆیی من اربیل

نوفمبر 5, 2025
الشاعرة لورانس عجاقة: تأليف بحبر الإنسانية بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعرة لورانس عجاقة: تأليف بحبر الإنسانية بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 5, 2025
السلام /بري قرداغي

لماذا أكتب /بري قرداغي

نوفمبر 4, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي
النقد

الشاعر عيسى النتشه: صوت فلسطين الشعري بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

أكتوبر 8, 2025
127

اقرأ المزيد
الكاتبة سلاوي سيليا… حين تتحول اللغة إلى جسرٍ بين الإبداع والتعليم بقلم ناعم زينب جيهان

الكاتبة سلاوي سيليا… حين تتحول اللغة إلى جسرٍ بين الإبداع والتعليم بقلم ناعم زينب جيهان

أكتوبر 18, 2025
113
الشاعرة رحاب خطّار: صوتٌ نسائيّ في فضاء الثقافة بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعرة رحاب خطّار: صوتٌ نسائيّ في فضاء الثقافة بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 3, 2025
90
الكاتب عبد النبي الكرابزا لمجلة أزهار الحرف حاوره من المغرب محمد زوهر

الكاتب عبد النبي الكرابزا لمجلة أزهار الحرف حاوره من المغرب محمد زوهر

أكتوبر 6, 2025
124
نهلة العربي /سر الخلود

نهلة العربي /سر الخلود

نوفمبر 1, 2025
66
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير