المحاكمات الغيابية
على النوايا، أم على الأفعال،
أم على من فبرك الخبر وأنتجه و(منتجه) ما يُعتبر من الدسائس؟
كم من ضحايا لأحكام النوايا والدسائس،
كم من مآسٍ تحدث من القال والقيل، دون دليل،
سمعة تُشوَّه، بيوت تُخرب، أبناءٌ معقّدون، والسبب؟
لا! ليس مجهولاً، إنما من حاقدٍ نسج خيوط وهمه،
تسلّى بوقت فراغه، حطّم سمعة بريءٍ،
أُخذت عائلته بجريرته،
والجواب المعتاد عند الجهّال:
(ما من دخان بلا نار).
أين الحقيقة؟ أين تقصّي الخبر؟
من ذاك الوحش المخفي الذي بحبائله عَبَر؟
عَبَرَ إلى العقول دون قيد، تفاعلت معه دون دليل.
ألِتلك الأسئلة جواب؟
المفبرك يتساءل:
واووو! ذاك المدّعي التقى، أيكون بهذه المنزلة من الحقارة؟
ويلٌ لأبنائه وأهله من العار الذي تلطخوا به،
وهشيمٌ هبّ، ما من تطاير رماده انتشر.
من تلطخت سمعته علم بما أُحيك له،
هل يواجه بالنكران؟
إن واجه يثبت على نفسه ما يُشاع،
وإن صمت تبقى الأقاويل منسوجة.
هل تخلى أحبابه عنه، بسبب ما نُسج له في ظلام النميمة؟
قد يكون لا، والثقة هي الدافع،
والصمت هو الهدف لجلاء الحقيقة ومحاسبة المسبّب.
ما ورد في القرآن الكريم
سورة المائدة – الآية 2:
تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)
ما ورد في رسالة القديس بولس إلى أهل كورنثوس
تجنب المخالطة: “لا نُخالِط من يُسَمَّوْنَ إخوةً وأخواتٍ ثم يُغتابون، ولا نأكل معهم حتى”
(الكتاب المقدس – كورنثوس الأولى 5: 11-13، مصدر: ActiveChristianity)
لا تُطفأ إشاعة إلا بإشاعة،
و بتشويه سمعة إنسان آخر.
ما من خفيّ إلا سيظهر،
وما من مكتوم إلا سيُعلم.
(إنجيل القديس لوقا – الإصحاح 17، الآية ٨)
مع الوقت يحين وقت الحساب،
فعند حدوث حدثٍ مشابه، المتضرر يشير بأصبع الاتهام إلى من ألحق به الضرر،
وبوجوده، من يرى وجه ذاك الكاذب، بتلوّنه، يتأكد أنه المقصود،
لكن بعد فوات الأوان.
تُذكر آثار العاصفة بعد نهايتها
من أفكار أفلاطون في الدسائس
الجهل والشر.
يرى أفلاطون أن الجهل هو أساس كل الشرور،
وأن الدسائس تأتي من الأشخاص الذين يجهلون الحقيقة
ويضعون مصالحهم الخاصة فوق المصلحة العامة.
الحكم بالمظاهر والظواهر،
كأن البشر حَكَمٌ في حياة بعضهم البعض .
سؤالي لمن يقرأ هذا النص : ما هو
أخطر سلاح في المحاكمات الغيابية ، الجهل ؟ ام الغيرة المتعمدة ؟
ملفينا توفيق أبومراد
عضو اتحاد الكتاب اللبنانين
٢٠٢٥/١١/٦


















