الإثنين, نوفمبر 10, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية مقالات

د. زغلول النجار حين يلتقي العلم بالإيمان بقلم د. بكري اسماعيل الكوسوفي

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
نوفمبر 10, 2025
in مقالات
د. زغلول النجار حين يلتقي العلم بالإيمان بقلم د. بكري اسماعيل الكوسوفي

الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار: العالم الذي مزج بين نور العلم وهداية الوحي

بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
E-mail: [email protected]
الملخص
يهدف هذا المقال إلى دراسة شخصية الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار (1933–2025م) بوصفه أحد أبرز رموز الفكر الإسلامي والعلمي المعاصر، الذي أسّس مدرسة فريدة في ربط العلوم الكونية بالوحي الإلهي، من خلال مفهوم “الإعجاز العلمي في القرآن الكريم”. يتناول البحث إسهاماته العلمية والأكاديمية، ودوره في الدفاع عن القيم الإسلامية في المحافل الدولية، وتأثيره في الفكر الإسلامي الحديث، كما يعرض المقال أبعاد شخصيته العلمية والثقافية والسياسية، من خلال تجربة شخصية ومهنية مباشرة تربطني به، وكنت شاهدًا على عطائه العلمي وسلوكه الإنساني.
مقدمة: في رحيل عالمٍ حمل نور القرآن والعلم
يرحل عن دنيانا في هذه الأيام واحد من كبار العلماء الذين جمعوا بين عمق التخصص العلمي وشرف الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، هو الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار، الذي ظل طوال عقودٍ رمزًا للعلم والإيمان، وواجهة مشرقة للعقل المسلم في مواجهة تيارات المادية والإلحاد.
عرفته عن قرب، علمًا وعقلاً، وكنت أزوره في بيته، وأحادثه في مجالس العلم والفكر، وقد خصصت له كتابًا عنوانه: “الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار وأثره في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم”، محاولاً من خلاله توثيق سيرته العلمية ومنهجه الفريد. واليوم، أجد لزامًا عليّ أن أقدّم هذه الدراسة الأكاديمية وفاءً لعلمٍ فاض، ولسيرةٍ أضاءت طريق الباحثين والعلماء والمفكرين في عالمنا الإسلامي.
أولاً: المسار العلمي والأكاديمي
وُلد الدكتور زغلول النجار في مصر عام 1933م، وتخرّج في كلية العلوم بجامعة القاهرة، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة ويلز البريطانية في الفلسفة الجيولوجية، وتخصّص في علوم الأرض والجيولوجيا التطبيقية.
أسهم في تأسيس أقسام الجيولوجيا في عدد من الجامعات العربية، منها جامعة الرياض (الملك سعود)، وجامعة قطر، وجامعة الكويت، كما تولّى مناصب أكاديمية مرموقة داخل مصر وخارجها.
وقد تميّزت مسيرته العلمية بقدرة نادرة على الجمع بين التخصص الدقيق في العلوم الطبيعية، والوعي الإسلامي الواسع، مما جعله أحد أبرز الوجوه التي قدّمت “العلم في ثوبٍ قرآني”، فكان بحقّ أحد بناة الجسور بين الدين والعقل الحديث.
ثانيًا: منهجه في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
لم يكن الدكتور النجار من أولئك الذين يكتفون بالتوفيق الظاهري بين النصوص الدينية والاكتشافات العلمية، بل كان يتبنى منهجًا تأصيليًا رصينًا قوامه أن الوحي الإلهي هو مصدر الحقائق المطلقة، وأن العلم التجريبي وسيلة لفهم تلك الحقائق في ضوء الواقع المشاهد.
اعتمد في دراساته على قراءة علمية دقيقة للنص القرآني، متكئًا على أبحاثه في علوم الأرض والفلك والبيئة، فكان يشرح للناس كيف تشير الآيات إلى سننٍ كونية لم يتوصل إليها العلم إلا بعد قرون من البحث.
وقد أصدر العديد من المؤلفات التي أرست هذا المنهج، من أبرزها:
• الإنسان والكون في الإسلام
• من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
• الإعجاز العلمي في السنة النبوية المطهرة
• الجزيرة العربية عبر الأزمنة الجيولوجية
• نظرية التطور العضوي في ميزان الإسلام
هذه الكتب لم تكن مجرد مصنفات معرفية، بل كانت دعوة إلى تأمل الكون بوصفه “كتابًا مفتوحًا” يعضد معاني الوحي ويؤكد وحدة الخالق والعلم.
ثالثًا: الأثر الثقافي والفكري والدعوي
أحدث الدكتور زغلول النجار تحوّلاً نوعيًا في الخطاب الدعوي الإسلامي المعاصر، إذ أخرج الدعوة من حيز الوعظ إلى فضاء العلم والبحث، فخاطب العقول قبل العواطف، وأقنع بالبرهان قبل البيان.
وقد مثّل في ندواته ومؤتمراته نموذجًا للمفكر المسلم القادر على الحوار الحضاري الراقي، سواء في مواجهة الفكر الإلحادي أو في لقاءاته مع رجال الدين من المسيحية واليهودية في أوروبا وأمريكا.
كان يدافع عن الإسلام بلغة العلم، ويؤكد أن القرآن لا يعارض العقل، بل يعلّمه كيف يفكر. ومن هنا، نال احتراماً واسعاً في الأوساط الأكاديمية الغربية، وتُرجمت مؤلفاته إلى عدد من اللغات الأجنبية.
رابعًا: في رحاب العلم والسياسة والثقافة
لم يكن الدكتور النجار عالماً منغلقاً في معمله، بل كان مفكرًا صاحب موقف، يتناول قضايا الأمة الإسلامية بوعيٍ عميق ومسؤولية صادقة.
كان يرى أن أزمة الأمة ليست في قلة الموارد، بل في غياب الوعي العلمي والتأصيل الحضاري، وأن النهضة الحقيقية تبدأ حين يستعيد المسلمون إيمانهم بأن العلم عبادة.
وفي مقالاته ومحاضراته، كان دائم التذكير بواجب الأمة في إحياء البحث العلمي، وربطه بالقيم القرآنية والأخلاق الإسلامية.
خامسًا: الإرث العلمي والإنساني
ترك الدكتور زغلول النجار إرثًا علميًا كبيرًا تجاوز مائة وخمسين بحثًا ومقالًا، وعشرين كتابًا نُشرت في عواصم عربية وأوروبية وأمريكية، تُرجم كثير منها إلى لغات عدة.
وقد تخرّج على يديه عشرات العلماء والباحثين الذين واصلوا مسيرة البحث في الإعجاز العلمي.
كان مثالاً في التواضع، وحب الخير، والإخلاص في العمل، يجمع بين عمق العالم ودفء الإنسان، وبين دقة الباحث وسمت الداعية.
لقائي بالأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار
من خلال قراءاتي في الكتب والصحف والمجلات، ومشاهداتي لوسائل الإعلام المرئية، وإنصاتي إلى الوسائل المسموعة، ظهر لي أن الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار شخصية علمية فذّة، لها دورها المؤثر والفعّال على الساحة الإسلامية. وقد دفعني هذا الإعجاب العلمي والفكري إلى التقرب منه أكثر، فكانت بيننا اتصالات هاتفية متعددة، أعقبتها لقاءات مباشرة لمناقشة عدد من القضايا العلمية والفكرية والدعوية المهمة على الساحة الدولية.
وكان لقائي به جادًا ومثمرًا ومثيرًا في آنٍ واحد؛ إذ وجدته رجلًا طيبًا، كريم الخُلق، لا يضنّ بوقته ولا بجهده في سبيل خدمة قضايا المسلمين في كوسوفا أو في أي بقعة من بقاع الأرض. وقد أثمرت اللقاءات والاتصالات بيني وبينه عن خطوات جديدة ومهمة في طريق نشر الوعي الديني والأخلاقي، وتعزيز التواصل العلمي بين المؤسسات الإسلامية في أوروبا والعالم العربي.
وقد لمستُ بصدق في هذا المفكر الجليل أنه شخصية علمية ذات أخلاق عالية ونفس سمحة، يتمتع بثقافة رفيعة، وروح إسلامية عميقة، مما يجعله بحقّ في مصافّ كبار المفكرين العالميين.
لقد بذل الدكتور زغلول النجار جهودًا جبّارة في خدمة قضايا العالم الإسلامي، وكان يؤدي دورًا رياديًا وفعّالًا في هذا الميدان، لشحذ الهمم واستنفار القلوب نحو العمل الدعوي والعلمي الجاد، حتى آخر أيامه رحمه الله.
وباعتباره مفكرًا عالميًا، فقد تنقّل في العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، واطّلع عن قرب على الثقافات والعادات المختلفة، وأدرك من خلال دراساته المتأنية عمق الأزمة التي يعيشها العالم الإسلامي تحت هيمنة القوى المادية المعادية للإيمان. وقد تعرض خلال مسيرته الطويلة لكثير من المضايقات بسبب مواقفه الجريئة في الدفاع عن الحق وعن قضايا المسلمين، لكنه ظل ثابتًا، يصدع بالحق، ويكتب بقلمه وينطق بلسانه بصدق وإيمان، واصفًا ما يعانيه المسلمون من ظلمٍ واضطهادٍ في أنحاء مختلفة من العالم.
وانطلاقًا من هذا الوعي العميق، قام هذا المفكر الجليل بخدمة قضايا المسلمين بفهمٍ متبصّرٍ وعقلٍ ناقدٍ، مقدّمًا رؤى واقتراحات عملية لمعالجة المشكلات وتجاوز العقبات التي تواجه الأمة الإسلامية في مسيرتها نحو النهضة والتجديد.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجّه بخالص الشكر والعرفان لهذا العالم الكبير على جهوده المخلصة، وأسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّمه للإسلام والمسلمين، وأن يجعل علمه وعمله في موازين حسناته، وأن يبقي ذكراه منارة علمٍ وصدقٍ وإيمانٍ للأمة الإسلامية.

“رؤية الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي في شخصية الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار: قراءة في أقواله وشهادته العلمية”
أولاً: المحور العلمي والأكاديمي
1. “الأستاذ الدكتور/ زغلول راغب النجار هو ذلك العالم الجليل الفريد من نوعه، والذي تفاعل في داخله كل من العلم والقرآن ليخرج للبشرية هذا النموذج العبقري في استخراج وإظهار عظمة القرآن الكريم بصفة عامة وإعجازه العلمي بصفة خاصة.”
2. “وعلى رأس هؤلاء في عصرنا الحاضر العالم الجليل الأستاذ الدكتور/ زغلول النجار، الذي حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) من جامعة ويلز ببريطانيا في الفلسفة الجيولوجية.”
3. “وقد قدم الأستاذ الدكتور/ زغلول النجار في مجال العلوم بصفة عامة، وعلوم الأرض بصفة خاصة أروع الكتابات والمؤلفات والبحوث والمقالات.”
4. “قام الأستاذ الدكتور/ زغلول النجار بجهود بناءة وساهم مساهمة فاعلة في خدمة العلم والدين، فقد خدم العلم بأبحاثه المتخصصة العديدة والأصيلة وبتأسيسه مدرسة علمية متميزة في حقل تخصصه اشتهرت على مستوى العالم بمنهجيته الخاصة والمتميزة.”
5. “كما خدم الدين بالتأكيد على أن المعطيات الكلية للعلوم لا تتعارض مع حقائق القرآن الكريم، ولا ما جاء في صحيح السنة النبوية المطهرة.”
6. “وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانته العلمية، ورجحان ميزانه، وقوة عزيمته، ومدى فاعلية نشاطه على الساحة العربية والإسلامية والعالمية.”
ثانيًا: المحور الفكري والثقافي
1. “وهى كلها تدل وتنطق بإشراقات عقله وفكره، وفهمه للقرآن الكريم، ومعطيات آياته الشريفة، ففجر بذلك إشراقات اليقين في نفوس القراء والباحثين الذين عنوا بقراءة كتبه ودراستها بكل التأثر والعرفان والامتنان.”
2. “كما أثبت للأمة أن خالق تلك الحقائق هو منزل هذا القرآن على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد ﷺ.”
3. “وقد نال مكانة علمية مرموقة في جميع الأوساط العلمية والفكرية، وتأثر به كثير من الخاصة والعامة، وأعجب به كثير من الباحثين والدارسين نظراً لأسلوبه المتميز ومنهجه الفريد في ربط العلم بالدين، وإثبات الحقائق الكونية والمكتشفات العلمية من خلال معطيات آيات القرآن الكريم وأحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ.”
4. “ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن أستاذنا الفاضل يعتبر من أبرز الشخصيات التي حققت أعلى معدلات الإفادة للجميع، حيث كان يحلق في عوالم السماء والأرض والجبال، مؤكداً على العلاقة الوثيقة بين كل الحقائق العلمية التي أفرزتها أدمغة العلماء والباحثين المعاصرين، ومعطيات الآيات القرآنية.”
ثالثًا: المحور الدعوي والإسلامي
1. “أراد الله تعالى ظهور هذا العالم الفذ في علمه والتزامه ومن على مثلته في هذه القدرة الخاصة على الانتحاء العلمي بالدعوة الإسلامية إظهاراً لجوانب الإعجاز العلمي في كتاب الله وفي سنة رسول الله ﷺ في إصرار على الدفاع عنها في هذا العصر المادي الملئ بالمنكرين والملحدين.”
2. “ومن يتتبع لقاءاته واجتماعاته يرى صورة مشرقة للنضال من أجل حقوق المسلمين وقضاياهم، وكثيراً ما يحلق بفكره وقلمه على قضايا المسلمين في كتاباته، وهذا يعطي مؤشراً على أنه شخصية تحمل هموم العالم الإسلامي بين جنباتها.”
3. “أثبت فيها للعالم أجمع أن القرآن الكريم الذي نزل قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، على النبي الأمي ﷺ، يحتوي من الحقائق الكونية ما لم تستطع البشرية التوصل إليه إلا بعد قرون طويلة من البحث العلمي المستفيض.”
4. “كما عمل عضواً بالهيئة الاستشارية العليا للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، كما عمل عضواً في مجلس أمناء الهيئة الإسلامية للإعلام ببريطانيا، وغير ذلك من النشاطات التي تدل على تمكنه واستيعابه لجميع الأبحاث والقضايا التي تتعلق بالقرآن الكريم وعلوم الكون.”
رابعًا: المحور الإنساني والشخصي
1. “ومن يتتبع لقاءاته واجتماعاته يرى صورة مشرقة للنضال من أجل حقوق المسلمين وقضاياهم.”
2. “كان يحلق بفكره وقلمه على قضايا المسلمين في كتاباته، وهذا يعطي مؤشراً على أنه شخصية تحمل هموم العالم الإسلامي بين جنباتها.”
3. “ولن أكون مبالغاً إذا قلت إن أستاذنا الفاضل يعتبر من أبرز الشخصيات التي حققت أعلى معدلات الإفادة للجميع.”
4. “وأخيراً أقول: جزى الله أستاذنا خير الجزاء، ومنحه موفور الصحة والعافية، وأغدق عليه من نعمه، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.”
خلاصة تحليلية
يتضح من أقوال الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي أن رؤيته للدكتور زغلول النجار تتسم بـ:
• التقدير العلمي العميق لمنهجه البحثي ومنجزاته الأكاديمية.
• الاحترام الفكري لقدرته على ربط الإيمان بالعلم الحديث.
• الاعتزاز الدعوي بدوره في الدفاع عن الإسلام بالحجة العلمية.
• الإكبار الإنساني لشخصيته الودودة، وثقافته الشمولية، وحرصه على قضايا الأمة.
الخاتمة: العالم الذي عاش القرآن علمًا وعملاً
إن رحيل الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار يمثل خسارة جسيمة للعالم الإسلامي، لكنه في الوقت ذاته يخلّد في الذاكرة نموذج العالم العامل، الذي لم يجعل من علمه وسيلةً لمجدٍ دنيوي، بل رسالةً لخدمة الدين والعقل والإنسان.
لقد كان بحق العالم الذي عاش القرآن علمًا وعملاً، وفكّر به، ودعا إليه في كل مكان.
رحمه الله رحمةً واسعة، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجعل علمه صدقة جارية تضيء دروب الباحثين والعلماء إلى يوم الدين.
قصيدة في ذكرى رحيل الدكتور زغلول النجار – من كوسوفا إلى مصر
بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
انطلاقًا من العلاقة العلمية والإنسانية التي جمعتني بالأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار – العالم الجليل والمفكر الإسلامي الكبير – والتي توطدت عبر تعاوننا المشترك في خدمة قضايا الأمة، ولا سيما قضية كوسوفا، أكتب هذه القصيدة تخليدًا لذكراه العطرة وتقديرًا لعطائه العلمي والفكري والدعوي.
لقد كان الدكتور زغلول النجار مثالاً للعالم العامل، جمع بين عمق الإيمان وسعة المعرفة، وبين روح الدعوة ومنهج البحث العلمي، فترك بصمة خالدة في عقول العلماء وقلوب المؤمنين.
ومن كوسوفا، التي أحبها وساهم في دعمها بالكلمة والموقف، أرسل إليه هذه الأبيات عربون وفاءٍ ومحبةٍ، واعترافًا بجميله الذي سيبقى مضيئًا ما بقي في الأرض علمٌ وإيمان.
قصيدة: “من كوسوفا إلى مصر… وداعًا أيها النور”
بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
يا نَجْمَ عِلمٍ في السَّماء تَأَلَّقَا
وَرَحَلتَ تَحمِلُ في المدى أَخلاقَا
يا زَغلولُ النَّجَّارُ، كَيفَ سَتَغفُرُ الـ
ـدُّنيا غِيابَكَ، والسُّطورُ تَشَتَّتَا؟
من كوسوفا جِئْتَ، والقلبُ الَّذي
أَحبَبتَهُ، ما زالَ فيكَ تَعَلُّقَا
جِئتَ العُلومَ تَحُفُّها آياتُها
وَتُفَكِّكُ الأكوانَ حُبًّا أَعمَقَا
سَمِعَتْكَ أرضُنا، فَاهتزَّتِ الأرضُ الَّتي
نَامَتْ على الجهلِ القديمِ فَأَشرَقَا
يا مَنْ نَطَقْتَ الحَقَّ عِلمًا نَيِّرًا
وأقمتَ للدينِ الحَنيفِ مَحافِلَا
رحلتَ عَنَّا، غيرَ أنَّ بَصيرَةً
في العِلمِ، باقِيَةٌ تُضيءُ المَنزِلَا
في كُلِّ صَفحَةِ آيَةٍ تَتَفَتَّحُ الـ
ـأنوارُ، إذ ذَكَرَتْكَ فَكرًا مُحكَمَا
كوسوفا تَبكِيكَ العُيونُ وَشَعبُها
يَدعُو لَكَ: “رَحِمَ الإلَهُ العالِمَا”

التحليل الأدبي للقصيدة
1. البنية الموضوعية
القصيدة تنتمي إلى شعر الرثاء الحديث، لكنها تتجاوز الحزن الفردي إلى رثاء فكري حضاري؛ إذ لا ترثي شخصًا فحسب، بل ترثي عقلًا مضيئًا حمل رسالة العلم والإيمان.
الموضوع المركزي هو الرحيل من كوسوفا إلى مصر، في انتقالٍ رمزي من ساحة العمل الدعوي إلى مثوى العالم الهادئ، حيث يبقى أثره العلمي حيًا في القلوب والعقول.
2. المستوى الدلالي
• يتكرر في النص ثالوث رمزي: العلم – الإيمان – الوطن، وهي محاور تعبّر عن شخصية الدكتور النجار.
• يظهر الوفاء العلمي من خلال الإشارات إلى جهوده في كوسوفا (“سمعتك أرضُنا فاهتزّتِ الأرضُ”)، وهي استعارة للحركة الفكرية التي أحدثها في الأمة.
• أما الرحيل فجاء تصويره هادئًا مهيبًا: “رحلتَ عنا غير أن بصيرةً… في العلم باقيةٌ تضيء المنزلَا” — لتدل على خلود الفكرة رغم فناء الجسد.
3. البنية الفنية
• الوزن يميل إلى الخفيف المتقارب بين البحر الكامل والمتدارك، ما يضفي إيقاعًا تأمليًا مناسبًا للرثاء.
• التكرار في النداء (“يا نجم علمٍ”، “يا زغلول النجار”) يمنح النص حرارة وجدانية وشعورًا بالمخاطبة المباشرة.
• استخدام الصور الكونية (“تفكّك الأكوان حبًا”، “تتفتح الأنوار”) يعكس روح الشاعر العالِم الذي يرى في الكون مرآة للوحي.
4. البعد الإنساني والفكري
تتجلى في القصيدة ملامح العلاقة الشخصية بين الشاعر والمرثي — علاقة علمٍ وصدقٍ وأخوة فكرية، تجسدها عبارات مثل:
“من كوسوفا جئتَ، والقلبُ الذي أحببتَه ما زالَ فيك تعلّقًا.”
إنها ليست رثاء غريبٍ لعالمٍ بعيد، بل اعتراف وفاءٍ من تلميذٍ وصديقٍ وزميلٍ رافق الراحل في مسيرته الدعوية والعلمية، وهو ما يميز النص عن الرثاء التقليدي.
5. الخاتمة النقدية
تجمع القصيدة بين الصدق العاطفي والعمق الرمزي، وتقدم نموذجًا لشعر الرثاء الأكاديمي الذي يزاوج بين الانفعال والوعي.
كما تعكس اللغة أثر القرآن والبيان في تشكيل وجدان الشاعر، مما يجعلها نصًا جديرًا بالدراسة في حقل “الأدب الإسلامي المعاصر”.
المراجع
1. النجار، زغلول راغب: الإنسان والكون في الإسلام. القاهرة: دار الشروق، 1998م.
2. النجار، زغلول راغب: من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. الرياض: مكتبة العبيكان، 2005م.
3. إسماعيل، بكر: الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار وأثره في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. القاهرة: آلبا برس-القاهرة، 2002م.
4. مقالات وندوات منشورة للدكتور زغلول النجار في المجلات العلمية والدعوية بين عامي 1980-2020م.
5. مقابلات شخصية مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار (2010-2018م).
الكلمات المفتاحية:
زغلول النجار – الإعجاز العلمي – الفكر الإسلامي – الجيولوجيا – الثقافة العلمية – الدعوة المعاصرة.
كاتب الدراسة:
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
E-mail: [email protected]

مشاركةTweetPin

آخر ما نشرنا

د. زغلول النجار حين يلتقي العلم بالإيمان بقلم د. بكري اسماعيل الكوسوفي
مقالات

د. زغلول النجار حين يلتقي العلم بالإيمان بقلم د. بكري اسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 10, 2025
5

الأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار: العالم الذي مزج بين نور العلم وهداية الوحي بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي E-mail:...

اقرأ المزيد
الأديبة جمال عبيد بقلم الدكتور بكري اسماعيل الكوسوفي

الأديبة جمال عبيد بقلم الدكتور بكري اسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 10, 2025
2
تبارك الياسين تحاور محمد صوالحة

تبارك الياسين تحاور محمد صوالحة

نوفمبر 8, 2025
19
نقش القوافي /فريدة الجوهري

نقش القوافي /فريدة الجوهري

نوفمبر 8, 2025
20
الكراهية وأثرها في تمزيق النسيج الإنساني حيدر الأداني

الكراهية وأثرها في تمزيق النسيج الإنساني حيدر الأداني

نوفمبر 8, 2025
41
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

د. زغلول النجار حين يلتقي العلم بالإيمان بقلم د. بكري اسماعيل الكوسوفي

د. زغلول النجار حين يلتقي العلم بالإيمان بقلم د. بكري اسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 10, 2025
الأديبة جمال عبيد بقلم الدكتور بكري اسماعيل الكوسوفي

الأديبة جمال عبيد بقلم الدكتور بكري اسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 10, 2025
تبارك الياسين تحاور محمد صوالحة

تبارك الياسين تحاور محمد صوالحة

نوفمبر 8, 2025
نقش القوافي /فريدة الجوهري

نقش القوافي /فريدة الجوهري

نوفمبر 8, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

الكاتبة سلاوي سيليا… حين تتحول اللغة إلى جسرٍ بين الإبداع والتعليم بقلم ناعم زينب جيهان
Uncategorized

الكاتبة سلاوي سيليا… حين تتحول اللغة إلى جسرٍ بين الإبداع والتعليم بقلم ناعم زينب جيهان

أكتوبر 18, 2025
144

اقرأ المزيد
الشاعرة رحاب خطّار: صوتٌ نسائيّ في فضاء الثقافة بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

الشاعرة رحاب خطّار: صوتٌ نسائيّ في فضاء الثقافة بقلم أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

نوفمبر 3, 2025
98
نهلة العربي /سر الخلود

نهلة العربي /سر الخلود

نوفمبر 1, 2025
71
موسى خطوي كاتب الرعب الجزائري الذي يحول الخوف الى فن/ناعم زينب جيهان

موسى خطوي كاتب الرعب الجزائري الذي يحول الخوف الى فن/ناعم زينب جيهان

أكتوبر 16, 2025
65
ملاك فرجيوي

ملاك فرجيوي

أكتوبر 14, 2025
54
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير