أصداء المفازة
أمُرُّ بخاطري صدر المفازة،
تُعيد لي الكثبان آثار ما مَرّ
من صافناتٍ جياد،
أرباب شِعرٍ وفوارس،
وزمن خُطّ بالرمل قِصصاً لا تُحصي
وحضارات ما زلتُ أتحدثُ اللغات بها…
في عقَنقلِها، بنيتُ خيمتي،
سقَفتها بالنجوم الحالمات،
أحييتها بالليل الطويل،
وقصائد الحب والحرب،
الفخر والكرم،
القبيلة والوفاء…
شربتُ خمرتي من سرابِها،
أشعلتُ موقدي من لفحِ هجيرها،
وعزفتُ لحني من صفير الريح
أنغاماً للخلود…
هاأنا أهمسُ بأصدائها
كما همستْ بتراثها البادية:
من أقام عماد تاريخه فيك،
صار مثلك خالدا…
مصطفى عبدالملك الصميدي
اليمن



















