بيروت – في مشهد أدبي يضجّ بالتحوّلات، يبرز اسم الكاتب اللبناني وحيد جلال الساحلي كأحد أكثر الأصوات التي أحدثت هزّة في الوسط الثقافي، بعد أن تصدّر عناوين القنوات الفضائية في لبنان والعالم العربي، وفرض حضوره القوي ككاتب يحمل مشروعًا يتجاوز حدود الرواية إلى إعادة تشكيل الوعي نفسه.
الساحلي، الذي دخل عالم الأدب بثبات وهدوء، عاد اليوم ليشعل الضوء حوله من جديد مع كتابيه “تمرد أنثى” و “الروايات المفقودة”، إذ اعتبر النقّاد أن هذين العملين ليسا مجرد نصوص روائية، بل وثيقتان إنسانيتان تُعيدان طرح الأسئلة الصعبة التي يخشى المجتمع الاقتراب منها.
“تمرد أنثى” تحديدًا، كان الشرارة التي دفعت القنوات العربية لتسليط الضوء على الكاتب. فالكتاب كشف وجوهًا متعددة للمرأة في مجتمع يضعها بين الخوف والرغبة، بين القيد والصوت، مقدّمًا سردًا عميقًا يعرّي الواقع من دون أن يفقد رهافته. وقد وصفه النقاد بأنه نصّ “ينحت الحرية من بين أنقاض الصمت”.
أما “الروايات المفقودة” فكان العمل الذي رسّخ الساحلي ككاتب يكتب بروح الباحث عن الحقيقة داخل كل إنسان. رواية تُقرأ كرحلة في الذاكرة، وتُشاهد كعرض بصريّ تجتمع فيه الألم والدهشة. ولهذا، تحوّلت مقابلاته التلفزيونية إلى مساحة ينتظرها الجمهور، إذ يحمل معه في كل ظهور فكرة جديدة، ووجهًا آخر من وجوه الإنسان.
القنوات الثقافية في لبنان وفي خارجها تتسابق اليوم لاستضافته، معتبرة أن الساحلي يشكّل جزءًا من موجة أدبية عربية جديدة، لا تبحث عن الشهرة، بل عن أثرٍ يبقى.
ومع ازدياد مبيعات كتبه وانتشار اسمه على نطاق واسع، يبدو واضحًا أن وحيد جلال الساحلي لم يعد كاتبًا عابرًا في المشهد، بل علامة أدبية تستحق المتابعة، وصوتًا يكتب ليُغيّر… لا ليُقال إنه كتب فقط



















