محراب الضوء في عينيكِ
پری قرداغي
كُنت أرى في عينيك معبداً صغيراً
تتجمّع فيه أنفاس الضوء،
فتانيني شتلةَ حُبٍّ تنمو في صمتٍ عتيق
وكانت أصابعي، كلما اقتربت من نوافذك
تعزف لحنَ كونٍ يتفتّح كزهرةٍ
تنسى الملائكةُ اسمَ بُذرتها.
صدركِ… لم يكن جسداً،
بل صفحةً أولى من كتابٍ
يعلّم القلبَ كيف يُخلَق في كلِّ مرةٍ من جديد.
كنتُ أرى النجومَ تلمع حولك
كأنها ذراتُ نورٍ
تطايرت من خطواتكِ الهادئة
في حَلَقات الزمن.
كان في قُربك شيءٌ يعيد ترتيب دمي،
يجعله ينساب مثل تراتيلٍ
تتلوها الريح عند غروبٍ بعيد.
وكنتُ، كلما وضعتُ رأسي على كتفك
أسمع العالمَ يخفقُ بهدوء،
كأن قلبك مركزُه السريّ.
الآن،
حين يمرُّ نَفَسك على وجهي
كأنما يمشّط الغبارَ عن عمري،
تنهض بداخلي أزمنةٌ جديدة،
وتتشابك الحروف بيننا
مثل جذورٍ تتفاهم بلا صوت،
فتنبت كلمةٌ زرقاء
على فمي.
الليلُ يقرأ حكايتنا دائماً:
“امرأةٌ صارت كوناً،
ورجلٌ صار ظلاً لنورٍ
يتحرّك في حدقة الله.”
أكتب اسمكِ في قلبي
بخيطٍ من فضّةٍ رخية،
فيصير الاسم نهراً
تسير على ضفّتيه روحي وروحكِ،
باحثتين عن لقاءٍ
يصنعه الله في لحظة محبةٍ صافية.
هذه الأرض التي تسمّى انت
لا تحتاج إلى طقوسٍ ولا إلى موسمٍ للحج،
فالقربُ منكِ وحده
يكفي ليخلقَ عالماً جديداً
بكلِّ نسمة،
وبكلِّ لمسةٍ
تفهمها الأرواح
قبل أن تُكتَب الكلمات.



















