زهرةُ المدائن… متجرٌ يحملُ فلسطينَ في رفوفه وقلوبِ أصحابه
قادتني خطاي، برفقة صديقي رجل الأعمال حامد دراغمة، إلى مدينة نصر، حيث يقع مول سيتي سنتر في الدور الثاني، وهناك كانت المحطة التي لم أتوقع أن تلامس روحي بهذا القدر: متجر زهرة المدائن.
ليس مجرّد محلّ تجاري، بل نافذة مفتوحة على فلسطين؛ وطنٌ كامل يُقام على مساحة متجر. ما إن تطأ قدماك المكان حتى يفوح عبق الأرض المباركة: رائحة الزعتر البلدي، وزيت الزيتون الذي يشبه ذاكرة جدّاتنا، والبنّ الفلسطيني بطعمه الذي لا يخطئه اللسان. كل شيء فيه يحكي قصة وطن لا يغيب: الملابس المطرّزة، الحقائب المصنوعة بأيدٍ مخلصة، التفاصيل الصغيرة التي تصنع انتماءً كبيرًا.
ورغم أنّ المتجر متواضع في مساحته، إلّا أنّ روحه أكبر من المساحات، وفيه من الحنين ما يكفي ليأخذ اللبّ والعقل معًا. تحسّ كأنك تعبر حدودًا غير مرئية إلى مكانك الأول، إلى ما تركته خلفك وما لا يزال يسكنك.
المعاملة هناك كانت عنوانًا آخر للجمال. ابتسامة، وذوق، وترحاب يليق بصورة فلسطين التي نحبّ أن نراها. ولم يكتفِ أصحاب المتجر بذلك، بل قدّموا إلينا ميدالية بعلبتها المزيّنة بعلم فلسطين، كأنها تحية قلبية لمن يزورهم ومضة حبّ واعتزاز.
اشترينا ما جادت به القدرة، على أمل أن نعود مرة أخرى، لا لنشتري فقط، بل لنعيش تلك اللحظة التي يلتقي فيها القلب بوطنٍ محفوظ في الذاكرة وعلى رفوف متجر اسمه: زهرة المدائن.


















