الجمعة, ديسمبر 12, 2025
  • أسرة التحرير
  • مجلة أزهار الحرف
  • مكتبة PDF
  • الإدارة
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
    • النقد
    • التراجم
    • القصة
    • شعر
    • الزجل
  • الفن التشكيلي
  • اخترنا لك
  • تنمية بشرية
  • حوارات
  • فلسفة
  • مقالات
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
azharalharf – مجلة أزهار الحرف
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير
البداية أدب التراجم

العلامة محمود فهمي حجازي وقضية كوسوفا في الوعي العربي بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ناصر رمضان عبد الحميد by ناصر رمضان عبد الحميد
ديسمبر 12, 2025
in التراجم
العلامة محمود فهمي حجازي وقضية كوسوفا في الوعي العربي بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

انخراط الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي في قضية كوسوفا ضمن الإطار العلمي الدولي

بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
E-mail: [email protected]

عَلَم من أعلام الفكر العربي وأثره في اللغة والأدب: الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي (1940 – 2019)
مقدمة: شخصية علمية استثنائية
عبر مسيرة الفكر الإنساني الطويلة، تبرز أسماء حفرت بصمتها في صفحات التاريخ بمداد العلم والبصيرة، وتشكل منارات يُهتدى بها في دروب المعرفة والتجديد. ومن بين هؤلاء الأعلام الكبار الذين ساهموا في تشكيل الوعي اللغوي العربي المعاصر، يبرز اسم الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي، أحد أبرز رواد الدراسات اللغوية في العالم العربي في النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين. لقد كان عالمًا محققًا، ومفكرًا مستنيرًا، وأستاذًا جامعيًا أثرى الحركة العلمية في الوطن العربي وخارجه بعطاءٍ علميٍّ غزير، ومواقف فكرية أصيلة، ورؤية عميقة تربط التراث بالمعاصرة.
إننا في هذا المقال نقف أمام شخصية علمية استثنائية، تألقت في ميادين اللغة والأدب والبحث، وامتد أثرها إلى طلاب العلم في القارات الخمس، نستلهم من سيرتها معالم مشروع فكري متكامل جمع بين الأصالة والتجديد، وبين الانتماء القومي والانفتاح الإنساني، فكان الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي أحد رموز النهضة اللغوية المعاصرة وأحد بناة الجسور بين الثقافة العربية وسائر الثقافات العالمية.
الفصل الأول: النشأة والتكوين العلمي
ولد حجازي في مصر (محافظة الدقهلية مركز المنصورة) عام 1940 م. درس على يد طه حسين، وشوقي ضيف وسهير القلماوي في كلية الآداب جامعة القاهرة، حيث حصل على الليسانس الممتازة عام (1958 م) مسجلاً أعلى درجة في تاريخ الكلية وقتها، ثم أُرسل في بعثة دراسية إلى ألمانيا الاتحادية (1960-1965) حصل فيها على دبلومات في العبرية والألمانية ثم الدكتوراه بتقدير الدرجة العظمى مع المدح من جامعة ميونيخ، قسم الدراسات اللغوية السامية، في موضوع (منهج التحليل اللغوي عند العرب في ضوء شرح السيرافي على كتاب سيبويه) عام 1965م .
الفصل الثاني: المدرسة اللغوية والإشراف العلمي
وفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمود فهمى حجازي شكل مدرسة لغوية واضحة المعالم تقرب بقدمين راسختين في التراث اللغوي العربي والدرس اللغوي الحديث امتد زمانها بعمره العامر وحياته الحافلة بالعطاء المتميز، وتخطى مكانها ضيق الإقليم.
فقد أشرف على ما يزيد على مائة وخمسين رسالة ما بين ماجستير ودكتوراه بجامعات مصر المختلفة… كما نهل الكثير من غير أبناء مصر ممن أشرف علمياً على بحوثهم بجامعات مختلفة خارج مصر مثل بريطانيا وألمانيا، وهولندا، وفرنسا، وأمريكا. فكما تعددت الأماكن وتعددت الموضوعات تنوع طلاب العلم أيضا… وكما تنوع الطلاب تنوعت الاتجاهات والدراسات…
الفصل الثالث: الإسهامات والمشاريع العلمية المؤسسية
ومن ثم فقد أسهم فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي في تأسيس عدة مؤسسات علمية لها دورها البارز في الحياة العلمية اليوم مثل:
• تأسيس معهد الخرطوم الدولي للغة العربية سنة 1975م، وقد كانت الخطة التي قام عليها المعهد تمثل أول خطة من نوعها لتأسيس تخصص العربية لأبناء اللغات الأخرى، وعلى أساسها قامت كل البرامج المشابهة في الدول العربية.
• تأسيس برنامج الماجستير في علم اللغة التطبيقي بالجامعة العالمية في ماليزيا بهدف إعداد متخصصين ماليزيين في اللغة العربية بدرجة المعلمين.
• المشاركة في تطوير التعليم للعربية في التعليم قبل الجامعي بدولة قطر.
• تقديم الخبرة لعدد من الدول الإفريقية والأسيوية في تعليم العربية لأبناء اللغات الأخرى.
• دور في تطوير التعليم العالي بوصفه عضواً في قطاع الآداب في المجلس الأعلى للجامعات.
• في مجال المكتبات: رئاسة مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية (1994-1997) ووضع خطة شاملة لتحديثها.
إسهامات بارزة في العلاقات العلمية مع أوروبا:
• ريادة تعليم اللغة الألمانية في مصر وتأسيس قسم اللغة الألمانية بكلية الآداب جامعة القاهرة.
• العمل في مشروع المعجم الألماني العربي.
• الترجمة والإشراف على مشاريع ترجمة كبرى مثل كتاب “تاريخ التراث العربي” لفؤاد سزگين (10 أجزاء)، وأجزاء من “تاريخ الأدب العربي” لبروكلمان.
• الإشراف على موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية (8 مجلدات).
• المشاركة في تأسيس مجلة دولية لعلوم اللغة العربية في ألمانيا، والعمل أستاذاً زائراً في جامعات أوروبية.
الفصل الرابع: المؤلفات والجوائز والتكريمات
هذا ولفضيلته الكثير من المؤلفات اللغوية مثل (منهج السيرافي في التحليل اللغوي) و(اللغة العربية في العصر الحديث)، و(علم اللغة التطبيقي) و(مدخل إلى علم اللغة) وغير ذلك كثير.
الجوائز والأوسمة التي نالها:
• التكريمات الدولية: وسام الاستحقاق الألماني (1997)،
• الدكتوراه الفخرية من كازاخستان (2004)،
• وسام رئيس جمهورية كازاخستان (2013).
الجوائز العربية والمحلية:
• جائزة الملك فيصل العالمية (1990)،
• جائزة الدولة التقديرية في الآداب (مصر)،
• جائزة مبارك في العلوم الاجتماعية (مصر).
التكريمات المؤسسية:
• عضوية مجمع اللغة العربية بالقاهرة ودمشق،
• درجات دكتوراه فخرية من جامعات أوروبية مرموقة.
الفصل الخامس: الرؤية الفكرية واللغوية وآراء النقاد
من أقواله وتقديرات النقّاد له:
• كان الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي مفكرًا لغويًا من طراز رفيع… ومن رؤيته العميقة:
• في الهوية واللغة: “اللغة ليست وسيلة للتواصل فقط، بل هي حامل للهوية ووعاء للحضارة…”
• في تجديد الفصحى: “الفصحى المعاصرة هي الجسر الذي يصلنا بالتراث ويُتيح لنا التجديد…”
• في أهمية المصطلح: “لا نهضة علمية بدون مصطلحات دقيقة؛ فالمصطلح هو مفتاح الفهم…”
• في تعليم العربية لغير الناطقين بها: “تعليم العربية لغير أهلها هو عمل حضاري بامتياز…”
• في الدراسات المقارنة: “عندما ندرس العربية في ضوء اللغات السامية، فإننا نفتح بابًا لفهم أعمق…”
تقدير النقاد (من خلال كلام الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي):
• “لقد شكل مدرسة لغوية واضحة المعالم…”
• “أسس مشروعًا فكريًا متماسكًا في علوم اللغة، يمزج بين الدقة التراثية والصرامة المنهجية الحديثة…”
• “انتقل بالفكر من مرحلة الجمود والتكرار، إلى مرحلة التحرر المنضبط…”
• “لقد وضع لبنات مدرسة فكرية قائمة على الموضوعية والواقعية…”
الفصل السادس: الإرث والمشروع الفكري
ومن هذا المنظور، لا يمكن النظر إلى مسيرة الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي باعتبارها إنجازًا فرديًا معزولًا، بل باعتبارها مشروعًا فكريًا لغويًا متكاملًا، أسهم في إعادة تشكيل الفكر اللغوي العربي المعاصر… لقد ظَهر تراثٌ لغويٌّ كبير من تأليف فضيلتِه إذْ نقل اللغة من الحبس إلى الحرية… يضاف إلى ذلك تلك المدرسة اللغوية العِملاقة التي انبعثت عن الأستاذ الجليل… فدوره في تطوير المشروع الفكري والبحث اللغوي كان دوراً متميزاً فريداً… شارك في صُنع الحضارة اللغوية الحديثة بكافة أبعادها.
شهادة حية: كلمة افتتاحية بمناسبة حفل تكريم الأستاذِ الدكتور/ محمود فهمي حجازي
لسفير كوسوفا، الأستاذ الدكتور/ بكر إسماعيل الكوسوفي
القاهرة في 10 نوفمبر 2015

سعادةَ الأستاذ الدكتور / أمل الصبان، الأمينَ العامَّ للمجلسِ الأعلى للثقافةِ،
سعادةَ الأستاذ الدكتور/ محمد أبو الفضل بدران، رئيسَ الهيئةِ العامةِ لقصورِ الثقافة،
سعادةَ الأستاذِ الدكتور/ محمود فهمي حجازي، صاحبَ حفلنا العظيم،
السادةَ الحضورَ الكرامَ …
إننا سعداءُ ونتشرف بلقائكم في هذه المناسبةِ الطيبةِ، وإنها لسعادةٌ غامرةٌ أن نلتقيَ بالكوادر الثقافية والمهارات الفكريةِ، والنُّخبِ السياسية على هذه الأرض المباركة، مصر، أو كما يطلق عليها “أرضُ الحضاراتِ” لما لها في تاريخ الإنسانية، من المعالمِ الحضاريةِ التي تجعلها منارةً لكل الحضاراتِ المتميزة.
أيها الحضورُ الكرامُ …
إنها مناسبةٌ عظيمةٌ وحدثٌ جليلٌ يتمثل في تكريم عالمٍ كبيرٍ ورائد من رواد التنوير الثقافي في العصر الحديث وواحدٍ ممن تخصصوا في تطوير المشروع الفكري والبحث اللغوي في هذا العصر.
إنه العلامةُ اللغويُّ والمحققُ المقتدرُ الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي، الذي يُعدُّ من كِبار المتخصصين في اللغة، ورائدٍ من الروَّاد المحققين لمسائلها، البارعين في دراسة موضوعاتها، وبناءً عليه يمكن القول:
إن فضيلتَه في مشوار حياته العظيم قدم للفكر بصفة عامة مرحلة كبرى من العطاء المتميز، فانتقل بالفكر من مرحلة التقليد والجمود، إلى مرحلة الحرية والانطلاق في إطار من الضوابط ومراعاة القواعد والأصول والثوابت، كما أرسى فضيلتُه القواعد الأصيلة لبناء مدرسة فكرية حديثة تقوم على الدراسات الموضوعية والواقعية في إطار التراث العربي العظيم. وعليه فقد تطور المشروع الفكري على يديه وظهرت جماعة غفيرة من الأدباء والمفكرين انتموا إلى هذه المدرسة وتخرجوا على يديِّ فضيلتِه وحملوا لواء الفكر ونشْرِه بحريةٍ وعقلانيةٍ ووعيٍ وواقعيةٍ.
هذا على المستوى الفكري بصفة عامة، أما على المستوى اللغوي فإن الأستاذ العظيم الدكتور/ محمود فهمي حجازي يُعتبر فارسَ الميدان في هذا المجال من خلال كتاباته وبحوثه الأدبية واللغوية، ومن خلال تدريسه للغة وعلومها وآدابها في جامعات عديدة في دول عربية وإسلامية وأوروبية وغيرها، أو من خلال مناصبه الرفيعة ووظائفه العلمية والقيادية واللغوية التي تولى إدارتها.
لقد ظَهر تراثٌ لغويٌّ كبير من تأليف فضيلتِه إذْ نقل اللغة من الحبس إلى الحرية، فلم تكن كتاباته قاصرة على نقل نصوص من التراث فحسب، بل انطلقت إلى آفاق عالية حيث تميزت بالتحليل الدقيق والأسلوب العذب مع ربط الأحداث والقواعد بالحياة المعاصرة. ولم يقتصر فضيلتُه على دراسة الكتب القديمة واللغويين القدامى وإنما انطلق بفكره نحو الأدباء في العصر الحديث فتحدث عنهم وطَرَقَ موضوعاتٍ عِدةً كانت بمثابة فتح الباب أمام دراسات أدبية ولغوية حديثة في هذا المجال.
وكَتب فضيلتُه بعمق في موضوعات اللغة وفقه اللغة، ومعاجم اللغة، والأصوات، والنحو، والصرف، وعلم اللغة التطبيقي، وترجم العديد من الكتب الأدبية واللغوية وجاءت ترجماته وافيةً شافيةً كافيةً، جعلت منه موسوعة لغوية متحركة تكشف عن عمق وأصالة وحداثة.
يضاف إلى ذلك تلك المدرسة اللغوية العِملاقة التي انبعثت عن الأستاذ الجليل والتي تمثلت في ذلك الجيل من الطلاب والتلاميذ الذين تخرجوا على يديه وانطلقوا هنا وهناك في شتًّى البُلدان يتحدثون عن اللغة ويكتبون في أبحاثها سائرين على نهج أستاذهم وشيخهم متأثرين بطريقته وأفكاره الدقيقة. لذلك فإننا نستطيع أن نجزمَ بأن شخصية الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي تستحق عن جدارة دراسات جديدة لبيان جهوده اللغوية، وابتكاراته ومشروعه العظيم في تطوير البحث والدرس اللغوي.
ومن هنا كان دورُ فضيلتِه في تطوير المشروع الفكري عامةً والبحث اللغوي خاصةً دوراً متميزاً فريداً عن سائر الأدوار التي قام بها غيره في هذا المجالِ، وهو دور شارك في صُنع الحضارة اللغوية الحديثة بكافة أبعادها ومقاديرها …
وخُلاصة ما يمكن أن نقوله في هذه الافتتاحية الراقية: إن العلامة اللغوي المحقق الذي نتحدث عنه هنا يعتبر من صَفوة الصَفوة ومن النخبة الممتازة، ومن محققي اللغة العربية ومطوري برامجها وطرق تدريسها والعمل على توسيع رُقعة دراستها في عصرنا الحديث. إنه فضيلةُ الأستاذ الدكتور/ العلامة اللغوي والأديب الكبير والناقد البصير محمود فهمي حجازي، ابن أرض الكنانة مصر الطيبة، قبلة العلم والعلماء، الذي يُعدُّ عطاؤه نسجاً من الإلهام المتميز في المجال اللغوي الذي يتخطى حدود الزمان والمكان معاً، الأمر الذي يجعل أيَّ كاتب يريد تقييمه عاجزاً عن أن يحيط بدقة بأبعاد العبقرية والتفرد فيه خُلقاً وعِلماً.
وعليه، فإنني باسم كوسوفا حكومةً وشعباً، أقدم خالص الشكر وفائق التقدير والاحترام للشعب المصري الأصيل، وإلى جميع المسئولين بالمجلس الأعلى للثقافة لإقامة احتفالية تكريم للعلامة اللغوي الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي، وكذلك لسعيهم الواضح وجهدهم الموفور في تكريم النابغين والناهضين باللغة العربية والمحبين لها في ربوع العالم المختلفة. آملين لهذا البلد الكبير التقدم والرشاد والعيش في أمن وحفظ واستقرار. وشكراً.
قصيدة: “مرافئ الروح بين كوسوفا ومصر
مهداة إلى الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي
قصيدة: “مرافئ الروح بين كوسوفا ومصر”
بقلم: الأستاذ الدكتور بكر إسماعيل الكوسوفي
يا مصرُ، جئناكِ من أرضٍ لنا نَزَفَتْ
جُرحًا، ولكنَّها بالحبِّ تلتئمُ
جئناكِ نحملُ من تاريخِها قَمَرًا
ومن ترابكِ نورًا ليس يُحْتَشَمُ
يا درةَ الشرقِ، يا بَهْوَ الحضاراتِ،
يا منبعَ العلمِ، يا مَنْ طافَها الحُلُمُ
أتيتُ أبكي صديقًا كان مُتَّقِدًا
نورًا، ووجهُ علومِ العربِ يبتسمُ
حجازيُّ، يا نبضَ فجرٍ في معاجمِنا،
يا أيقونةَ الفكرِ، يا مَنْ خَلَّدَ القَلَمُ
على يديكَ غَدتْ العربيةُ سَفَرًا
يمشي على الأرضِ، فيه البُعدُ والقممُ
يا صاحبَ العقلِ، يا نَسْغَ التراثِ بما
فيهِ من العِطرِ: تاريخٌ وبه قيمُ
يا من زرعتَ بقلبي ألفَ مكرمةٍ
وكنتَ لِلرُّوحِ عندَ الضيقِ نعم السُّلُمُ
رحلتَ، لكنَّ في الأعماقِ منزلةً
ما زال يسكنُها صوتٌ له نَغَمُ
وما تزالُ على الدربِ الذي رسَمَتْ
خطاكَ، أشرعتي، والريحُ والعَلَمُ
سلامُ ربّي على ذكراكَ ما انطلقتْ
في الكونِ آياتُ علمٍ خطَّها العَلَمُ
يا مصرُ، يا أمَّ علمٍ كم حضنتِ لنا
رجالَ صدقٍ، بهم تُزدانُ الأممُ
التحليل الأدبي لقصيدة “مرافئ الروح بين كوسوفا ومصر”
تأتي هذه القصيدة في سياق استحضار العلاقة الإنسانية والعلمية الرفيعة التي ربطت بيني وبين الأستاذ الدكتور محمود فهمي حجازي، تلك العلاقة التي امتدت جذورها من قضيّة كوسوفا إلى قاعات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومن الهمّ الإنساني المشترك إلى المشروع الفكري اللغوي الذي جمعنا على مدى سنوات.
1. البنية الشعورية
يهيمن على القصيدة شجنٌ نبيل يتقاطع فيه الوعي القومي بالشعور الإنساني العميق؛ إذ يتجلى فيها معنى الهجرة العلمية من كوسوفا إلى مصر، بما تحمله من رمزية الانتقال من الألم إلى العطاء، ومن المعاناة إلى نور المعرفة.
2. الصورة الشعرية
اعتمدتُ في بناء الصور الشعرية على:
• التقابل بين المكانين (كوسوفا ومصر) بوصفهما فضاءين متوازيين، أحدهما منبع الجرح والآخر منبع النور.
• الاستعارة المركّبة التي جعلت من الدكتور حجازي “فجرًا في معاجمنا” وصوتًا “يسكن الأعماق”، وهي استعارات توحي باستمرارية التأثير بعد الرحيل.
• تشخيص اللغة والتراث لإظهار دور الراحل في إحيائهما وتجديدهما.
3. الإيقاع والموسيقى
اعتمدت القصيدة على بحر الكامل لما يمتاز به من جرس موسيقي يتناسب مع قصائد التكريم والرثاء، مع التزام النسق الكلاسيكي الذي يعطي النص وقاره ومهابته.
4. المعجم الشعري
تتوزّع مفردات القصيدة بين:
• حقل التراث واللغة: (المعاجم، التراث، القلم، العلم).
• حقل الرحلة والانتقال: (جئناك، مرافئ، الدرب، السُّلَّم).
• حقل الضوء والسموّ: (قمر، نور، فجر، القمم).
وهي مفردات تتكامل مع شخصية الراحل ودوره في الفكر اللغوي.
5. البعد الفكري
لا يقف النص عند حدود الرثاء، بل يتحول إلى بيانٍ فكريٍّ يؤكّد أنّ حياة الدكتور محمود فهمي حجازي كانت مشروعًا حضاريًا مستمرًّا، وأن رحيله لا يلغي حضوره في الوعي العلمي للعالم العربي.
6. الرسالة المركزية للنص
تهدف القصيدة إلى التأكيد على:
• الوفاء المتبادل بين مصر وكوسوفا.
• استمرارية أثر الأكاديمي الحقيقي بعد رحيله.
• أن العالم لا يموت ما دام مشروعه ثابتًا في ذاكرة طلابه وتلامذته.
خاتمة عامة: وخلّد ذكراه في سجل العلماء الخالدين
لقد جسّد الأستاذ الدكتور/ محمود فهمي حجازي بفكره الثاقب، وعلمه الغزير، ومواقفه المبدئية، نموذجًا خالدًا للعالم العربي الموسوعي الذي جمع بين التراث والمعاصرة، وبين التنظير والتطبيق، وبين المحلية والعالمية. لم تكن مسيرته مجرد سلسلة من الإنجازات الأكاديمية، بل كانت مشروعًا حضاريًا متكاملاً أعاد تشكيل جزءٍ من الوعي اللغوي والفكري للأمة.
وبينما نستعرض في هذا المقال فصولاً من عطائه العلمي المؤسسي، ونستمع إلى كلمات التكريم التي نُطقَت في محبيه، ونتأمل قصيدة الوفاء التي حاولت أن تترجم الإعجاب إلى شعر، فإننا ندرك أن حجازي الإنسان والعالم قد تجاوز حدود الزمان والمكان. فما تزال كتبه مراجع حية، وتلاميذه شعلةً متقدةً تنقل العلم في أرجاء المعمورة، والمؤسسات التي أسسها تقوم بدورها التنويري يومًا بعد يوم.
لقد كان بحقّ عَلَمًا من أعلام الفكر العربي، وركنًا من أركان النهضة اللغوية المعاصرة. وإذ نستلهم من سيرته دروسًا في الإخلاص للعلم، والتمسك بالأصالة دون جمود، والانفتاح على الآخر دون ذوبان، فإننا نُدرك أن أمثال هذا العالم الجليل لا يُودَّعون. فطالما بقي فكره يُقرأ، ومشروعه يُدرَس، وتلاميذه يُعلّمون، فإن روحه ستظل حاضرة بيننا، نبراسًا يضيء دروب الأجيال القادمة.
فرحمة الله عليه رحمةً واسعة، وجزاه عن لغة الضاد وأهلها خير الجزاء. وها هو ذا إرثه الخالد يُلهم، وعطاؤه المتدفق يُثمر، وذكره الطيب يعلو في سماء العلم والمعرفة. إنه الخلود الحقيقي.
كاتب الدراسة:
السفير والممثل السابق لكوسوفا لدى بعض الدول العربية
عضو مجمع اللغة العربية – مراسل في مصر
عضو اتحاد الكتاب في كوسوفا ومصر
E-mail: [email protected]

مشاركةTweetPin
المنشور التالي
محمد هاشم الكاتب الذي أعاد للكتاب روحه بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

محمد هاشم الكاتب الذي أعاد للكتاب روحه بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

آخر ما نشرنا

محمد هاشم الكاتب الذي أعاد للكتاب روحه بقلم ناصر رمضان عبد الحميد
مقالات

محمد هاشم الكاتب الذي أعاد للكتاب روحه بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

ديسمبر 12, 2025
2

محمد هاشم… الناشر الذي أعاد للكتاب روحه 2025/1958 رحل محمد هاشم، مؤسس دار ميريت للنشر والتوزيع، تاركًا خلفه إرثًا ثقافيًا...

اقرأ المزيد
العلامة محمود فهمي حجازي وقضية كوسوفا في الوعي العربي بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

العلامة محمود فهمي حجازي وقضية كوسوفا في الوعي العربي بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ديسمبر 12, 2025
2
لماذا الكتابة/ريما زيدان سويد

لماذا الكتابة/ريما زيدان سويد

ديسمبر 11, 2025
4
غادة الحسيني /ومضة

غادة الحسيني /ومضة

ديسمبر 11, 2025
7
اليمن /سعيد إبراهيم زعلوك

يا امرأة /سعيد إبراهيم زعلوك

ديسمبر 11, 2025
9
  • الأكثر شعبية
  • تعليقات
  • الأخيرة

ليل القناديل /مريم كدر

يناير 15, 2024
ومضات /رنا سمير علم

رنا سمير علم /قصور الروح

أغسطس 11, 2022

ومضة /رنا سمير علم

أغسطس 11, 2022

الفنانة ليلى العطار وحوار مع أسرتهالمجلة أزهار الحرف /حوار مي خالد

أغسطس 23, 2023

ومضة

ومضات

زمن الشعر

عطش

محمد هاشم الكاتب الذي أعاد للكتاب روحه بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

محمد هاشم الكاتب الذي أعاد للكتاب روحه بقلم ناصر رمضان عبد الحميد

ديسمبر 12, 2025
العلامة محمود فهمي حجازي وقضية كوسوفا في الوعي العربي بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

العلامة محمود فهمي حجازي وقضية كوسوفا في الوعي العربي بقلم: أ. د. بكر إسماعيل الكوسوفي

ديسمبر 12, 2025
لماذا الكتابة/ريما زيدان سويد

لماذا الكتابة/ريما زيدان سويد

ديسمبر 11, 2025
غادة الحسيني /ومضة

غادة الحسيني /ومضة

ديسمبر 11, 2025

الأكثر مشاهدة خلال شهر

معرض الاستقلال برعاية مدرسة الشويفات
أخبار

معرض الاستقلال برعاية مدرسة الشويفات

نوفمبر 23, 2025
152

اقرأ المزيد
يا صاح هذي غزة /سامح محمود

يا صاح هذي غزة /سامح محمود

نوفمبر 15, 2025
112
خاطرة /سامح محمود

خاطرة /سامح محمود

ديسمبر 5, 2025
82
الشاعر السعودي صالح الهنيدي لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي

الشاعر السعودي صالح الهنيدي لمجلة أزهار الحرف حاورته من السعودية نازك الخنيزي

ديسمبر 4, 2025
79
الشاعرة السورية سهام السعيد لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان د. جيهان الفغالي

الشاعرة السورية سهام السعيد لمجلة أزهار الحرف حاورتها من لبنان د. جيهان الفغالي

نوفمبر 27, 2025
76
جميع الحقوق محفوظة @2022
لا نتيجة
أظهر جميع النتائج
  • الرئيسية
  • أسرة التحرير