طقس الوقوف الأخير
ها أنا أقفُ عند حافة العالم،
لا لأقفز، بل لأختبر اتساعي.
أفتحُ ذراعيّ للريح كأنني أستدعي اسمي الأول،
الاسم الذي نسيته المرايا
حين صرتُ أكبر من حلمٍ
وأصغر من أسطورة.
ها أنا،
نصفُ جسدٍ يشدّه التراب
ونصفُ نداءٍ يتعلّم الطيران.
ذراعاي صليبُ سؤالٍ
لا يبحث عن خلاص،
وشالي الممزّق أثرُ معركة
لم يرها أحد سواي.
الريح تعرفني،
تناديني بما كنتُ عليه
قبل أن تعلّمني الطرقُ كيف أنحني.
تغريني الهاوية بأن أكون إيكاروس،
لكنني تعلّمتُ من سقوطه
أن الشمع لا يصلح أجنحة،
وأن الوقوف أطول من القفز.
لا أنظر خلفي،
فالالتفات خيانةٌ
لذلك الطفل الذي سلّمني خوفه
ومضى.
الجبلُ يصغي إليّ
ككاهنٍ عجوز،
يقول: كنْ ما أنت عليه،
فالأسطورة لا تولد من الضجيج
بل من هذا الصمت الذي يشبهك.
بين أرضٍ صنعت خطاي
وسماءٍ تؤجّل اعترافي بها،
أفتح ذراعيّ
لا طلبًا للنجاة،
بل لأقول:
أنا هنا،
إنسانٌ كامل
في مواجهة الفراغ،
أبحث عن معنى
يشبهني



















