لم نكن على موعد
لكنه المقهى الوحيد
يفتح لمابعد منتصف الليل
لم نكن على موعد
غير انها الطاولة الفارغة الوحيدة
في مقهى مزدحم
لم نعتذر
ولم نستأذن بعضنا بعض
جلسنا كما لو أننا
على موعد
على الطاولة كأسا نبيذ
وشمعتان
وأسئلة تتحمص بصمت
لم أنظر إليه
وهو يخلع معطفه
ويسنده على كتف كرسيه
وهو يتأمل كأس النبيذ
كعاشق يغرق بشبر حنين
ويطيل الصمت
لم أنظر اليه
وعيونه تستقبل كل القادمين
وتشيع المغادرين
كما محطة
كانت روحي مزدحمة بصمتها
وأسئلتها التي لاتكف
ماذا لو التقينا
خارج هذا المقهى؟
على الشاطىء مثلا
ربما سيشد انتباهه ظلي
ظلي الذي سيوازي ظله
اذا ماجلسنا على كرسي واحد
أمام البحر
وقد يغرقان في مائه
اذا مااقتربنا أكثر
وإذا ما نظرت اليه
ياإلهي ؟
كلانا كان منتشيا بوحدته
تسحبه موسيقى هادئة
كتلك الشامة المتكئة على خده الأيمن
ناضجة شهية
كحبة ديس خلف سياج شائك
لم أنظر إليه
وهو ينهض قليلا
يعدل جلسته
كما لو أن أحدهم نفض غيمة
بيننا
دلف الى روحي عطره
استفز شاعرا مر بالخيال
أسرج قنديله في أعماقي
وراح يكتب
لا أنظر اليه
لا أراقب تلك المسافة
التي تقطعها سيجارته
لشفتيه
سكونها المريح بينهما
صمت إحتراقها الشهي
أم إحتراقي
ولاأنظر اليه
شعره الهارب كحاكورة زعتر بري
بين صخرتين
أو بين زرين
كل تلك المروج خلفها
لاتغوي أنثاي
ولافراشات رغبتي بالتحليق
لاأنظر اليه
لا ينظر الي
بينما كانت روحي تركض كغزالة
لتعدل ياقة قميصه
او لتتفقد قبلة جافة عليها
لاينظر الي
لا أنظر إليه
وهو يهم بإرتداء معطفه
مطفأ فضولي وسيجارته
ييتلع ٱخر رشفة نبيذ
ويهم بالإنصراف
من مقهى مزدحم بصمتي
بعد منتصف الليل
أنفخ شمعة الى جانب سريري
بينما طيفه ينظر الي
و يدلف خارجا
نور النعمة
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي