درعـا
“درعـا* .. فصوتكِ لايزالُ ضعيفًـا
وأنا أتيتكُ حائرًا مكسـوفـا!!
“درعـا” .. أمـا زالَ الصّباحُ معطرًا
بالياسـميـن. أما يزالُ شـفيفـا؟؟
هـل تذهبين إلى المخابزِ غدوةً
وتجـادلين معَ الرغيفِ رغيفـا ؟؟
هـل تحصدين القمحَ وقتَ أوانِه
أم ان. درب القمح صار مخوفا؟؟
“درعـا “.. وأهلكِ مـذ سقوطِ سـقـوفِهم
هـل يرفعـون مع الدعاء سـقـوفـا ؟؟
مـرّ القطارُ إلى السّـمـاءِ مسافرا
كـم ذا أقـلَّ إلى السّـمـاءِ أُلوفـا !!
والرّيـحُ هبّـتْ منْ هُنـالكَ صرصرًا
ياليتَ أنّ الرّيحَ كانَ لطيفـا !
مـازالَ ذكرُكِ في المجـالـسِ مشرقا
وخميلُ سحرِكِ لا يزالُ وَريفـا
“درعـا”.. أما زالَ الحمامُ مصفّقا
فوقَ المآذنِ والقبـابِِ رفوفـا ؟
هـلْ تزرعون الـوردَ حولَ بيـوتـكم
كم كان وردكم هناك شـغـوفا..؟
هـل تغسـلـونَ معَ الصّبـاحِ وجـوهَكم
مـاءُ الوضـوءِ ..أمـا يزالُ نظيفـا..؟
هـلْ أزهرَ الرّمـانُ بعـدَ يبـاسِـهِ
والكرْمُ.. هـلْ أبصرتْ فيـه قطـوفا..؟
إنّي لأمـسكُ فـالكـلامُ يخـونني
إنّي أرى بعضَ الكـلامِ سخيفا
درعـا.. المدينة التي نشأتُ فيها في الجنوب السوري
محمـود مفـلح
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي