أطفأوا عيون الحياة /سرد تعبيري
الانهيارُ الموشكُ أنْ يستنزفَ الأركان يُقبلُ فاتحًا ذراعيهِ أنا التِّمثالُ الأجوفُ حتّى من طينٍ يثبّت أوتادَ دعائمي وإن برهطٍ من أفكارٍ أنا تمثالُ الأمَّةِ المتراخيةِ الآيلةِ للاندثارِ بعدما تحوَّلتْ شعوبُها إلى عصاباتٍ تأكلُ بعضَها البعضَ. ها أنَّ أفكاريَ المشوَّشةَ تتحوَّلُ إلى بخارٍ، الثّقلُ بي يتلاشى رويدًا رويدًا حتى يبات وجودي رهنَ الضّياعِ والعدم ، ليمسيَ وقوعي المتشظّي أسهلَ من جرَّةِ قلمٍ حتى يباتَ ثقلُ وزني بين الدُّولِ أخفَّ من ريشةٍ كفيفةٍ ابيضتْ عيناها وخارتْ قواها . أنا الآن مثلُ تلك الريشةِ المسجاةِ أحتضر على سريرٍ غطاؤه المتوهّجُ زيفًا استغلَّ ضعفَ الرؤيا لا الرّؤية استغلَّ عمى البصيرةِ لا البصر فوقَّع ملفات مزوّرة منحتِ اللُّصوصيَّةَ مفاتيحَ السَّعادةِ وكبَّلت ِ النَّزاهةَ بالأصفادِ .الاستسلامُ يداه اللّتان حملتا لواءَ المذلَّةِ ألمحهما بعينين دامعتين وهما تقترفان إثمَ التطبيعِ إنهما ما تزالان بكلِّ وقاحةٍ تكملانِ النَّحت وهما رافعتا الرّايةِ البيضاءِ يا للذلِّ! يا لخيباتِ الشُّعوبِ المستضعفةِ تُطحنُ بالمحادلِ وتُغبنُ بالتعسُّفِ والتَّنكيلِ!
سامية خليفة / لبنان
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي