كأس الشاي بعود النعنع
الأخضر
أفقدني الليل
مهارة التسلل إليكْ
حيث الحلم
يقبع بالزوايا
يفتت كل بياض الغفوة
كنت طيفاً يأتي في المساء
محملاً بالعبق
أسمعكَ
تناديني
فأقرأ وأقرأ وأقرأ
تشدني تلك الطلاسم
المعشبة في أرض الحروف
فأقرأ وأقرأ …وأكتب
لما حلمت بكَ
كان قلبي ينهض من قمقم
سباتٍ متعدد الفصول
حين جئتَ
هشمت مصباحي
وحملتني نحو قممٍ عالية
وفضاءاتٍ بلا جاذبية
قرأت ُاسمي بين السطور
يعبر متخفياً
كنت رجل العزلة والفرادة
أوراقك المبعثرة
عودك الأثير
ذكرياتك المشبوبة بالعشق .
جئت مع الخريف
تلملم أوراقه الذابلة
تطل على نافذة روحي
كشمس
وتقول :
خبئيني في ظل عينيك
اجعليني دمعةً
ثم اسكبيني
خبئيني في جنب خافقك
اجعليني قُبُرَةْ
حرري قيدي من سطوة اللفظ
أعيريني حروفك
إن شئتِ
أعيدي تكويني
‘أنا نطفةٌ للماء في قلب الحجرْ
لو مسها الجبل المكابر لانكسر ‘
اقبليني سفيراً لعينيك
أعلن في زمن الرعب
مملكة الفرح .
بعثرني ذاك النداء
رحت أجمع أشلائي
وأشيائي الصغيرة
أرتاد مواقيت الصباح
والمساءات المحمَلة بورود
داهمها النحل
فغادرها الرحيق
رحت أدلف بالصمت
أستعير من روحي القلق
هو الغريب في وطن
وهو وطن
وأنا الغريبة في المقيم
وأنا وطن
أسافر نحوه بالكلمات
أقرؤه بسملةً
كل صباح
وأعرف أنه
شاعر الدفقةِ واللحظةِ والدهشة
في عتم الليل يناديني
يا سيدة الألق العشبي
لا تدعيني أنتظر طويلاً
افتحِ شباكك للنور
فأنا راهب في دير العشق
وصلاتي في محرابك طهر
يضج الليل بصخب الروح
غادر ياقلبي أحزانك
فالحب القابع بالكلمات
يعرِّش بين أصابعنا
يحلِّق حولي مثل فراش
أجمعه باقات باقات .
قد كانت مواعيداً
مع الأوراق
لقد غادر
لقد أسفر
مددت يدي لكأس الشاي
بعود النعنع الأخضر
وفيروز تلملم
ذكرى الأمس بالهدب.
سمعت الآه في صوته
تناجي الأفق
من وهجٍ
بخطو الشوق
تتعثر
لَوّحتُ مودعة
لقد كانت مواعيداً
مع الأوراق
وكأس الشاي
وعود النعنع الأخضر
مهى قربي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي