تأخرت الرسالة
كان الجو بارداً والريح تعصف غاضبة بكل مكان في الخارج ،حرب أعلنتها السماء لتعاقب تلك الريح التي حطمت بتلات الورد واغصان الشجر وكسرت الظلال واقتلعت أحلامنا المتعبة لتغرسها رعباً في مشاتل الزهر والجلنار. أغلقت النوافذ وجلست على سريري بغرفتي الباردة مر بخاطري ذاك الذي غاب عني تذكرت يوم وداعنا لقد سافر إلى بغداد بعقد عمل وعلى ضفاف الانتظار جلست وحيدة مثل سنديانة نسيها الزمن، مرت الأيام كلمح البصر لكنها كانت ثقيلة على روحي مليئة بالضجر ،كم اشتقت إليك…. كل الرسائل اتت إلا رسالتك، ترى هل مزقتها تلك الريح الثائرة ؟ في شرودي العميق كنت اعانق طيفك بحزني اه كم احتاجك كظمآن لقطرة ماء….
أحدهم يطرق الباب هاقد بدأت الأمطار بالهطول بغزارة، هدأت الريح واستسلمت للمطر..
بلهفة ركضت نحو الباب أنه ساعي البريد
مرحبا سيدتي
اهلا وسهلا ..
لديك رسالة أنها من بغداد… بيدي المرتجفة تناولت رسالتي وغاب شبحه بعيدا فتحت الرسالة التي ردت عليُ روحي الهائمة كطائر حزين لن أنسى تلك الرسالة “حبيبتي سلامي لك وللياسمين ولعطرك المعتق على راحات السنين بعد ستة اشهر بالعدد ياحبيبتي سأعود إليك كصبح جديد مع عودة نيسان” كم أحببتك أيها الغائب كبحر ضياء أتاني من مدن السلام يا أجمل البدايات يا وطنا لم شتات غربتي يوم كان قلبي يضج بالغياب ضممت رسالتك لصدري وخيم صمت بالمكان..تركض إيمان إلى الغرفة مسرعة تجدها مستلقية كفراشة رقصت على إيقاعات الحياة، لقد عانقت الأبدية بسكون روحها….
رياب الحديد /سوريا
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي