تراتيل (٢)
نصوصٌ تكتُبُها : إيناس أصفري
-١-
من جوفِ الأرض ِ
تعلو أصواتٌ
فأصغِ
لرجعِ صداها
قد كان فيها حياةٌ
تدِبُّ حيثُ تمشي الآن
فلا تُهملْ
أنينها ونجواها
وإن فهمتَ ما تهمس
بهِ إليكَ
ربما شاركتها
حزنها وبكاها
بالأمسِ كانت هنا
واليومَ ليست هنا
فهلّا تساءلت َ
عن قصة وجودِها
ثمّ عوَّلتَ على ذكراها
كيف ، متى ، أين ولماذا
وما كانتِ الغايةُ
وما معناها ؟
-٢-
في الحفلاتِ
وحينَ الصَّخَب
على الموائدِ الفاخرة
وفي البارات
من يُصغي للموسيقى ؟
في الحربِ
في الدَّمارِ
حينَ دمعةُ الأمَّهاتِ
تبدو أشدَّ حرارة
وأرواحُهُنَّ
أكثرَ وحشة
تعالوا جميعًا
لنصنعَ جوقة
ونرتِّلَ لعيونهنَّ
نشيدَ فرح
ثمَّ نُصغي للموسيقى.
-٣-
.. وعزفُ موجٍ
لا يشبهُ الجنونْ
لا يشبهُ السكونْ
هو رسالةٌ
للرملِ
بأن يحتويهِ
ويمتصَّ منهُ الشَّفافَ
ثمَّ يركُلَ ما تبقَّى
من شجونْ
-٤-
وللبحر تراتيلٌ
لايسمعُها إلا المصلّون
فهلمَّ بنا يا حبيبي
نصلي ونبتهل
في حضرة الأمواج
ولنغتسل بروح العبادة
ولنتدثر برمال الشاطئ
لنمسح عنا كل القذارات
التي مرَّغتنا بها مياه المجارير
من الطبيعة أتينا
وبها سنتطهر
ولها سننشد
ويومًا ما …
في قلبها …. سنتوارى ..
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي