(كان النَّوَى فَجْرًا)
ولمّا هجرتِ البيتَ بانت حقيقتي
وجَسَّدْتِ لي قَدْري وزَيْفَ مُسُوحي
صغيرٌ يُرَبِّي في الحياة صغارَهُ
بأطراف ملاحٍ وقلب كسيحِ
وقَدْ كنتِ لي سِتْرًا يواري طفولتي
فهل شِئْتِ يا سِتْرَ الأمان فُضوحي
فلا مَنْطِقُ الدمع اليتيم بكاذبٍ
ولا منطقي في وصفه بفصيحِ
وها هي أشلائي التي قَدْ جَمَعْتِها
بقايا بناءٍ صار مَحْضَ ضريحِ
وكان النَّوَى فَجْرًا وكم كان فَجْرها
عناق ابتهالاتٍ بقلب مسيحِ
إذا ما دَعَتْ جهرًا لنا ابتسَمَ الرضا
على همس قرآنٍ ووَجْهِ صَبوحِ
وكم جنحَتْ للحزن عيني هزيمةً
فرَدَّتْ على ضعف اليدين جنوحي
فكيف التآم الروح بَعْدكِ والأسى
عُتُلٌّ جرى بالسيف خلف جريحِ
فإمّا رماني العمرُ بَعْدكِ إنما
شقيٌّ رَمَى بالسهم نَحْرَ ذبيحِ
أكُلُّ الذي يبقى شريطٌ مسجَّلٌ
لخلسة صفوٍ من متاع شحيحِ
فيا موت قل لي هل مضيتَ بروحها
عجولا لِحَظِّي أم مضيتَ بروحي
نزعْتَ غطاءَ الروح عني فمَنْ لها
إذا ما استُطيرتْ كلَّ هبَّة ريحِ
فإن بكت الأشعار عُمْرًا وأطنبتْ
على رحب قلبٍ للنزول فسيحِ
فما صُغْتُ يا ستَّ الجوانح عَبْرةً
ولا رَسْمَ نقْشٍ في جدار قروحي *********************** (منتصر ثروت القاضي)
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي