كحلٌ تسجّى فوق رمشٍ أسودِ
فكأنّه حزنٌ حديثُ المولدِ
وعيونُ رئمٍ أمعنَت في سبينا
لا يرحمُ الولهانَ طبعُ الإثمدِ
وفحولةٌ فضحَت بلهفةِ فارسٍ
ما كنتُ أسترُ من دلالٍ للغدِ
لمّا استدارَ إليَّ صرتُ مليكَةً
فإذا أتانيَ قام حتما عُوَّدي
وإذا تنهّدَ صرتُ مثلَ فراشةٍ
ذابَت بقربِ الشّمعِ قبلَ الموعدِ
نارُ احتراقي لم تزل في نومها
فمتى أفاقَت أغلظَت في الموقدِ
عربيُّ وجهٍ لا يُرى حُسنٌ له
إلّا وقد أدمى عيونَ الحُسَّدِ
وعَبوسُ حالٍ لا يُشاهَدُ ضاحكًا
فإذا تبسّمَ فابتسامُ الفرقدِ
ربّاه كيف الصّبرُ في قَسَماتهِ
والحسنُ أقسمَ أن يُهينَ تجلّدي
سلطانُ عشقٍ جائرٌ في عشقهِ
ويقولُ مهلًا بعدُ لم أتزهّدِ
فلكَم نهاني عن بلوغِ وصالهِ
حتى تبعتُ القولَ قولَ الهُدهدِ
ولهُ اهتديتُ فكانَ في قصر الهوى
ورفعتُ ثوبيَ عن زجاجِ المعبدِ
قَد عفّ عن سمطٍ بجيدِ مليحةٍ
لكنّهُ سَلبَ الفؤادَ من اليدِ
أصمى فؤاديَ دون أيّ تلطّفٍ
حتى استجرتُ بحقّ دين محمّدِ
_مريم عبيد 22/7/2021 “الكحلُ المسجّى”
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي