قراءة في رواية الغريب لـ ألبير كامو.
تُشكّل رواية الغريب لـ ألبير كامو مثالا حيًّا للفكرة الأساسية التي طرحها في كتابه أسطورة سيزيف والتي مفادها أن الحياة بلا أي معنى وأننا نخطئ ونعرّض أنفسنا للعذاب حينما نعتبر مسبقًا أن الحياة لها معنى ونحاول إيجاد هذا المعنى غير الموجود، فمعنى العبث برأي كامو هو الاعتقاد بأنّ الحياة لها معنى ..
في رواية الغريب، الفكرة المستترة وراء لا مبالاة البطل وبروده هي عدم اعتقاده بأي معنى مُسبق للحياة، فمفاهيم مثل الموت أو الحب أو القتل أو السجن والإعدام لا تشكل بالنسبة له أي قيمة كما هو موجود عند باقي البشر، فعدم حزنه على موت أمه يعني بأنه غير مؤمن بوجود فكرة مسبقة مرتبطة بفقد الأعزاء اسمها الحزن، فالحزن أمر عبثي وإيماننا به لا يقودنا سوى إلى عذاب لا طائل منه.. وكذلك الأمر بالنسبة للحب والقتل والسجن والإعدام فهو لم يتأثر بأي من هذه الحوادث لأنها من منظاره ليس لها معنى مسبق يستدعي ردة فعل معينة على مستوى الإحساس.
بحسب فلسفة كامو وتعريفه للعبث لا يمكننا اعتبار تصرفات بطل رواية الغريب تعبيرا عن العبثية، بل على العكس تماما، فهذه اللا مبالاة وهذا البرود ما هو إلا تعبير عن الفكرة المناقِضة للعبث!
“محمّد مرعي”.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي