تعالي معي
على خَدِّ اللّيل القرمزي
تُقشّيرين حبّة الوقت المناسب
تتحدّثين فنجزّ قطعان العسل
نبني من صوفها للبرد كوب شاي
أمْسِكُ لكِ ذَكَر الكلام لتَختُنِيه
و نرمي السّماء بحجر
ليسقط المطر الذي تأبّطته
حرّكي حرائقك المرّة في بُنّيَ اللّيل
و احتسي الأرصفة المفتوحة
في وجه المدينة و أخِيطِيها بالأزقّة
فَصِّلِي لي من قُماش الظّلام
ليلا طويل الأكمام و أصْفُني يد الله
كي نليق بكلّ ذنب نرتديه
تعالي نعضّ الكون من موّخرته و نهرب
و نقلّد طول نجمة لنسرق لوز جارنا و نهرب
نرسم بالفحم وشوشة على الجدار
وشوشة تُحيي زنزانة على زِند الملل
و نهرب…
هذه المرّة الأولى التي…
أشرب فيها نبيذًا مثقوبا باللّيل
تقفين على شويعرات سنبلة
تطحنين القمح لصمت طويل الظل
و على أرنبة أنفك أفكّر بالقفز
لولا أنّ إسفنج الشّفاه حنون كنت مِتُّ
كنت إقتفيت أثر البيوت شبّاكا شبّاكا
لأعثر على لبّ الأرض
أفكّر بالعطر الذي مات واقفا
أهديه أنفاسي مفجوعا و أتلفّت
و أردّ للحديقة ميراثها من شالكِ
من بائع الجرائد
من المظاهرة و الغاز المسيل للدّموع
من رسّام البورتريه
تعالي نكتب على وجه الهواء جرحا
و نهرب
ستقع في الفخ رصاصة طائشة و ننجو
تعالي نربط المفاهيم جيّدا هذه المرّة
لتُصبح الأنتِ صباحا قميصي الفُستقي
و أنا سِرب الفراغ بين نهديكِ
هكذا فقط نعيد للألوان الإعتباط
و تعود للغّة أوكارًا جديدة
و نهرب…
نقشّر معا وجه اللّيل القرمزي
و تُلقي الشّمس علينا القبض
في الصّباح نزرع كونا دون ترخيص
و نهرب ..نهرب
لطفي تياهي
شاعر تونسي
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي