حديث مع الطيور
حلقي يا طيور سكرى واملئي الروض جمالا وسحرا، غردي.. صوتك يحول الظلام فجرا، رفرفي بجناحيك حرة فهما يبعثان في النفس حبا و عزما.
إنك تحيي الأمل في القلوب عندما تتراقصي حول الجداول طروبة سعيدة، وعندما أنغامك العطرة توقظ من سكرة الليل أباة للحق جهرا، هؤلاء الأباة يشدون على يديك عند رفضك القفص الذهبي، لأنه يقيد حريتك والحرية أثمن من الخبز.
أيتها الطيور عانقي السماء وداعبي النجوم، فأنتم الطيور أذا قست عليكم الحياة تلجؤون للهجرة، ويبقى الوطن تاجا على رؤوسكم الى أن تجدو منزلكم الأول متمثلين بقول الشاعر (أبو تمام)، كم منزل في الأرض يألفه الفتى … وحنينه أبدا لأول منزل.
والشاعر (أحمد شوقي) يؤكد لكم أن انشغاله عن الوطن مستحيل حين قال:
وطني لو شغلت بالخلد عنه …… نازعتني اليه في الخلد نفسي
أيها الطيور، ما سر هذا الصمت الرهيب؟! ما الأمر؟ أليس أنتم ممن ترفضون الذل والهوان، ولا تحبون القيود، و الحرية مطلبكم، والفضاء دياركم، فلما القلق؟
يا صاحبي: نخاف من قسوة الطبيعة ومن قسوة الانسان، وهي الأشد، وكذلك الخريف ان حمل رفشه و الشتاء ان أبرق شرا.. حينها تعبس الطبيعة بوجه أعشاشنا، فما لنا الا الرحيل. وفيه من المجهول ما يكفي السنين.
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي