عاين جدارك
عاين جدارك..
لينُ الطِّينِ أرَّقني
لولا ارتجافك هذا الوهنُ لم يكنِ!
لم يصدقِ الحبُّ..
ها قد خانَ من شرِبتْ
حُزنَ البلادِ وآهَ الحربِ في المُدنِ!
حبوًا إلى الماء كي تحمي نضارتها
من سطوةِ القحطِ..
ترمي صُرَّةَ الحَزَنِ..
بالهمس تحكي..
ولأيُ الحرفِ يسبقُها
بالكاد يوصَفُ ما قد حلَّ بالوطنِ..
عن شهوةِ الدَّمِ..
عنِ أحوالِ من ألِفوا
قيحَ المرافئ..ملحَ الشَّوقِ والشَّجنِ..
فٱبحث عن النّرجسَ المنسيَّ
عن جسدٍ
يهتزُّ للطَّعنة الكبرى… ويذكرني
لمّا استرحتُ على كفِّ النّدى أملًا
كي يطردَ العطر ريح البؤس والمِحنِ
والخوفُ خلف تلالِ الخِدْرِ،
خلف دمي
مدَّدتُهُ… وصلبتُ الهُدبَ بالوسَنِ..
وسِحتُ في نُطفِ المعنى أضاجعُها
لينبتَ الخوخُ في جيبي
ويُطعمَني!
يليق بالطَّير صوتُ الرّبِّ…
خضرتُهُ
تقلّصُ الهالة السوداء في الكفنِ!
صعبُ المراسِ فتًى يختارُ صنوتَهُ
زيتونةَ الحقلِ،
لا زنزانةَ الفتنِ،…
عاين جداركَ..
نادِ المغدِقات هوًى
أمًّا… سنًا … لغةً تشدو على الفننِ!
قد يورقُ الصَّخرُ إن فُضَّت بكارتهُ
وتفقهُ النّارُ شكوى خُبزك اللَّدنِ!
مريم أديب كريّم
خاصية التعليق غير مفعلة - يمكنك المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي